الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هي مصالحة أم مناكحة

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 3 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدو أن قطار المصالحة الوطنية أخذ طريقه السليم باتجاه لململة الشمل وإعادة الفرع للأصل فقد تناخا الغيارى من البعثيين السابقين ممن أوجدوا لهم مكانا في العراق الجديد بالعودة إلى جذرهم الأصل ومحاولة أعادة رفاق النضال السابقين إلى الواجهة من جديد من خلال السعي المحموم لنائبي رئيس الجمهورية لإعادة الوئام والسلام للصف الوطني من خلال أجراء المصالحة مع البعثيين ممن غسلوا أيديهم بدماء العراقيين،فقد (انتهت اللعبة) وآن للفارس أن يعتلي صهوة الجواد العراقي من جديد بعد أن جملوا وجهه وغسلوا قوائمه مما علق بها من دماء العراقيين،بجرائمهم البشعة في القتل والتدمير والابتزاز ،وجعلوا الناس تتحسر على الماضي الأسود الذي جملوه بسوادهم الذي فاق التوقعات ،وبعد أن احكموا قبضتهم على السلطة واسلموا المواطن إلى اليأس بما فعلوا من أفاعيل تقشعر لها الأبدان،ولا أدري كيف لمصالحة أن تكون مع القاتل وأن يدفع الضحية الدية لقاتله،فهل أنصف حكام العراق الجديد الضحايا حتى ينصفوا القتلة،وهل حوكم المجرمون ونالوا عقابهم العادل الذي كنا نتوقعه ،وأين ذهبت دماء الملايين التي أسالها البعث وجامل عليها غير المتضررين أو أبناء الضحايا،وهل هناك ما يبرر لمن لم يتضرروا من البعث أن يعقدوا الصلح معه ،ويسامحونه عن جرائمه،وهل يعتقد أحد من البله أن البعث فيه يسار ويمين،ومعتدل ومتشدد وهم سواسية كأسنان المشط تربوا في مدرسة العهر اليعربية التي سوقها ألينا ميشيل عفلق بفكره التخريبي التغريبي الذي لا زلنا نعاني من آثاره حتى اليوم.
ولنا أن نتساءل أين مصير آلاف الخطابات والبيانات التي أصدرها حكام العراق على ضرورة إحقاق الحق ومحاسبة المجرمين ومن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين،وهل أن صدام لوحده يتحمل مسئولية الدمار الذي أحاق بالبلاد والعباد،وأن جميع الجرائم أرتكبها لوحده دون مساعدة من زمرته الإجرامية،ولماذا لم تنفذ الأحكام التي أصدرها القضاء العراقي المستقل بحق المجرمين الذين ثبت اشتراكهم بجرائم الإبادة الجماعية،ولماذا يطلق سراح القتلة بناء على تسويات بين الجهات العليا التي لم تضرر من البعث بل استفادت من سقوطه بما حصلت عليه من مكاسب وامتيازات وسلطة لم تكن تحلم بها في يوم من الأيام. وهل أن بريق السلطة أعشى عيونهم عن رؤية الحقائق والتنكر لما ألزموا أنفسهم به قبيل الانتخابات ،وهل يتصورون أن الشعب لا يدري بطبيعة الحلف المعقود بين قوى السلطة وممثلي البعث وإفساح المجال لهم بالمشاركة بالعملية السياسية تحت واجهات جديدة قديمة ليأخذوا حصتهم من الكعكة العراقية ويتقاسم فيئها المخانيث ممن لفظهم الشعب وعرف حقيقتهم الفجة.
ولا أدري هل يصدق أحدا أن هناك بعثا نظيفا وآخر ملطخا بالوحل،لأن الجميع على ما عرفناهم وخبرناهم أبناء أمة واحدة أبيضهم أنكس من أسودهم وكلهم واحد في الأجرام،وان من ارتكب المجازر منهم بعد شباط 1963 عاد بعد 1968 ليرتكب أبشع الجرائم بحق العراقيين،وهاهم قتلة شباط لا زالوا يتنعمون بما كنزوا من أموال وما حصلوا عليه من امتيازات ولا زال ضحاياهم مهاجرين مهجرين في دول اللجوء السياسي فهل أنصفتم المهاجرين وفكرتم بإعادتهم إلى بلدهم ومنحهم حقوقهم القانونية حتى تفكرون بأنصاف من ظلمهم ،وهل هذه هي العدالة السماوية التي تدعون تمثيلها في الأرض بما أعطيتم لأنفسكم من وصاية على الخلق بوصفكم ظل الله في أرضه.
أن المحاصصة الجديدة التي ستعقد بعد فشل المحاصصات السابقة ستكون تقسيما للنفوذ بين البعث ومن أدعوا معارضته،وأن السعي الحثيث من قبل جميع الأطراف لكسب رضا البعثيين دليل واضح على عمق الهوة التي سينحدر إليها العراق ونذير لجميع القوى الوطنية والعناصر المخلصة بأن الأوان قد حان لأن تأخذ طريقها إلى المقابر من جديد بمباركة علوية وأرضية،وأن صفة الشهادة ستنتزع من كل ضحية من ضحايا الزواج الجديد وسيبقى الشعب العراقي ضحية المؤامرات الخارجية التي لا ترضى له أن يحكمه أبناءه يوما ما،وهذا ما نبهنا إليه قبل سنوات بأن (إبليس ما يخرب عشه) وأن(أبناء الكلبة أبيضهم نكس) وها هي الأيام تظهر لنا صحة توقعاتنا بأن البعثيون عائدون وسنسمع في القادم من الأيام شعارهم الخالد وليخسأ الخاسئون والعاقبة للبعثيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Identical policies with different names and ideologies
Talal Alrubaie ( 2009 / 3 / 18 - 23:47 )
This is a great article. Another question we need to pose is: what measures the current politicians have been taking to replace the catastrophic cultural, social, educational, and psychological heritage of the Bathists.
Instead of doing away with this heritage through adopting a socially just, democratic, transparent, and socially responsible policies, the current government is aggravating the dark and fatal policies of the previous regime by following socially and financially corrupt, feudal and sectarian policies. In short, the current government is perpetuating the pain and suffering of Iraqis. Hence, the Bathists and influential sections of the government provide another proof now that their polices are just identical, although advanced under different names or ideologies.


2 - تحويل كلمة البعثيين الى شيوعيين
شيوعي جاعد ( 2009 / 3 / 19 - 15:04 )
اني اشوف بعد فترة راح يتبدل اجتثاث البعثيين الى اجتثاث الشيوعيين


3 - قولوها قوية مجللة: لا لعودة القتلة.. البعث عار وطني يجب وأده
شولبان علي ( 2009 / 3 / 19 - 17:28 )
الاستاذ محمد المحترم..علی جميع الشرفاء ان يرفعوا اصواتهم الآن للوقوف بوجه شذاذ الآفاق، ولا افهم ماذا يفعلنوابنا ، ممثلي هذا الشعب الذي نال ما ناله من مجرمي البعث، الا يشغل بالهم سوی امتيازاتهم و رواتبهم؟ الا تقول لهم، علی الاقل، غريزة حب البقاء ان يقفوا في وجه المسوخ البعثية ؟ ‌هل يتصور المالکي ان البعث سيغفرون له مصادقته علی اعدام صنمهم الاهبل؟ حملة وطنية رافضة و حملة فکرية جدية للوقوف بوجه الاعصار الاصفر هو الرد الذي يجب ان لا يتخلف عنه وطني واحد بل کل من يحمل قلبآ کقلوب البشر.

اخر الافلام

.. 3 خطوات ستُخلّصك من الدهون العنيدة


.. بمسيرات انقضاضية وأكثر من 200 صاروخ.. حزب الله يهاجم مواقع إ




.. نائب وزير الخارجية التركي: سنعمل مع قطر وكل الدول المعنية عل


.. هل تلقت حماس ضمانات بعدم استئناف نتنياهو الحرب بعد إتمام صفق




.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل