الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عسى ان تنتهي المحاصصة قبل دورتها الثانية

عزيز العراقي

2009 / 3 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حول موقف الكورد من التعديلات الدستورية قال الرئيس الطالباني في مقابلة مع فضائية " العربية " المنشورة في "صوت العراق" يوم 20090317 : " نحن مع التعديلات الدستورية فيما هو مجمع عليه , ولكن لانقبل اي تغيير او تعديل يمس المكتسبات الدستورية لشعبنا الكردي " . الجزء الاول تعني نحن مع التعديلات الدستورية فيما هو مجمع عليه خارج منطقة كردستان , والتكملة واضحة ولاتقبل اي نقاش فيما يخص كردستان . مثلما هو معروف ان تصريحات مام جلال تؤكد دائماً على انه اكثر الزعماء الاكراد تفهماً لحجم المشكلة الكردية , واكثر مرونة في صياغة متطلبات انضاج هذه التجربة . ليس لكونه رئيس جمهورية العراق فقط , بل لربط حلها بالظروف الاقليمية والدولية التي تمنع في الوقت الحاضر تمظهرها باتجاه خلق الدولة الخاصة , وكان واضحاً في مؤتمره الصحفي قبل يومين في ختام زيارته لتركيا حين اكد : " لامستقبل لكردستان في الوقت الحاضر بدون العراق " .

تصريح مام جلال في شقه الاول يوضح الاستيعاب الحقيقي لفهم صيرورة العراق الجديد والتجربة الكردستانية بعد ازاحة النظام السابق , هذا الادراك يترك مسافة واسعة بينه وبين تصريحات بعض الزعامات الكردية , ومنها تصريح كاكه مسعود يوم 20090312 المنشور في صحيفة " الشرق الاوسط" والذي يكرر فيه : " قبلنا البقاء ضمن العراق والمساهمة في العملية السياسية " . وهل ان البقاء ضمن العراق جاء بقناعة القوميين المتعصبين الاكراد ( وانت لست واحد منهم ) , ام بحكم الظرف الاقليمي والدولي وقرار الحامي الامريكي بالذات الذي لايسمح بأقامة دولة كردية . ويضيف كاكه مسعود : " اقليم كردستان كان قائماً قبل مجئ الامريكان وسيبقى بعد رحيلهم " . هذا كلام يحتاج الى توضيح , فوجود الشعب الكردي على ارضه حقيقة لاتحتاج الى التأكيد مثل الشمس وجبال كردستان , اما وجود الاقليم كواقع اداري حكومي فالكل يعرف انها جاءت بعد فرض الامريكان والانكَليز على نظام صدام كون المنطقة الكردية محمية من قبلهم ولايستطيع فرض ارادته الدموية عليها . فسحب صدام الادارة الحكومية من محافظات كردستان على امل ان تعبث الفوضى بكردستان , وفعلاً لم يتمكن الحزبان الرئيسيان حزب كاكه مسعود وحزب الرئيس الطالباني من الاتفاق والتفاهم حول ادارة كردستان , وحدثت معارك طاحنة اسفرت عن وجود ادارتين في اربيل والسليمانية,
ولم تتم المصالحة بينهم الا بعد ان طلبت الادارة الامريكية ذلك لغرض اجتياح العراق . ولحد الآن لم تتوحد الادارتين في الاقليم رغم مناشدات كل الديمقراطيين واليساريين والشعب الكوردي . اماالاقليم " سيبقى بعد رحيل الامريكان " فهذا لاشك فيه , وضمن العراق الفيدرالي الموحد المضمون بالدستور , هذا الدستور الذي لو تم له ان يكون عامل اجماع , فسيكون الضمانة الاكيدة لانهاء كل المخاوف المشروعة من عودة الدكتاتورية والسلطة المركزية المنفلتة .

وفي عودة للشق الثاني لتصريح مام جلال :" لانقبل اي تغيير او تعديل يمس المكتسبات الدستورية لشعبنا الكردي " , فانت تعرف ياسيادة الرئيس قبل غيرك بأن الدستور كتب في فترة حرجة , وتحت ظل الفورة الطائفية الشيعية والقومية الكردية وما افرزته من محاصصة مقيتة , والتي يتبرءاليوم الجميع عن مساوئها , وكونها السبب الاساس في تعثر المسيرة العراقية , ونأمل كشعب ان تنتهي هذه المحاصصة عند بداية الدورة الانتخابية القادمة , وليس بعد دورتين كما قررتموها . لااحد من العراقيين الحقيقيين بكل تكويناتهم يريد ان يسلب الشعب الكوردي حقوقه الطبيعية والدستورية , واللوم يقع عليكم عندما استعجلتم واقررتم الفيدرالية دون ان تؤكدوا على كورديتها مع اطراف طائفية لاتستطيع ان ترفضها بعد ان اصبحت امراً واقعاً , ومعترفاً بها ليس من الحكومة العراقية فقط بل ومن دول الاقليم والمجتمع الدولي . هذه الاطراف ذاتها لم تعترف بحقوق الشعب الكردي عندما كانت في المعارضة , ولم تستطع من التنكر لها عندما اصبحت الفيدرالية الكوردية امر واقع , فارادت ان تعمم نظام الفيدرالية وتستقل باقليم الوسط والجنوب لربطه بالنظام الايراني , وتجعل من النظام الفيدرالي وسيلة لتمزيق الدول والشعوب , وتنهي مفهوم التكافؤ القومي بين شعوب الوطن الواحد , وهو احد الاهداف المهمة للنظام الايراني .

بعد ما افرزته انتخابات مجالس المحافظات من رفض واسقاط للمشروع الطائفي بشقيه الشيعي والسني , امامنا فرصة حقيقية في الانتخابات النيابية القادمة لاعادة بناء الدولة العراقية على اسس ومرتكزات سليمة ومرنة , وهذه تحتاج الى اصطفافات جديدة تنهض بالعملية السياسية . وآخر هذه الدعوات المذكرة الموقعة من قبل مثقفين اكراد الى القيادات الكوردية والتي تدعوالى :" العمل على توحيد الخطاب السياسي الكوردستاني واعتبار عمقنا الوطني متمثلاً بالقوى الديمقراطية واليسارية العراقية " . وعسى ان تثمر هذه المطالبات الكثيرة في اعادة النظر بتحالفات الحركة القومية الكردية للارتكاز الاسلم في بناء التجربة العراقية والكوردستانية , وتوجهات جادة ليست مثل اعلانات نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي حينما اعلن عن رفضه للمحاصصة وعطل انتخاب رئيس البرلمان لانه يعتبره من حصة حزبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذولة مثل الـ........ العورة؟؟
كريم ثول ( 2009 / 3 / 19 - 09:37 )
يااستاذي العراقي العزيز لقد اثبتت التجربة من ان القيادات الكردية لاتصلح لا للعراق ولا للشعب الكوردي. لأنهم اناس يلهثون وراءئ مصالحهم الشخصية وهم لايختلفون بشيء عن الأحزاب الشيعية او السنيه .فكلهم سواسية وكمل قال الشهيد الشاعر رحيم المالكي في احدى قصائده : ان الدكتورة حسنه ملص هي اشرف منهم؟؟
تحياتي لك

اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل