الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القواسم المشتركة

كاظم الحسن

2009 / 3 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد ولادة الدولة الدستورية لابد ان تكون الشعارات التي تتحدث عن الديمقراطية والتوافق مترجمة الى الواقع والا فأن العراق يبقى يراوح في ذات المكان ولايحقق اي تقدم وازدهار اقتصادي .
ومن نافلة القول ان الاستثمارات الاجنبية والتنمية الاقتصادية لن تتحقق من دون استقرار سياسي, لقد دفع العراق الكثير من الدماء من اجل التحرر من الواقع الالغائي والاقصائي الذي لايقود اصحابه الا الى الدمار والانهيار فالعالم الذي نعيش فيه هو عالم اقتصادي, وتؤدي السياسة فيه دور المحفز والمعززوالمطور له, فالمشكلات التي يعاني منها المجتمع اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية لايمكن معالجتها ووضع الحلول الناجعة لها من غير جذب واستقطاب جميع القوى السياسية, وبعد توفر الثقة والاطمئنان والشعور بالامان من ان المطاليب المشروعة لكل القوى هي محل تقدير واحترام والتزام الاطراف الاخرى يصبح من السهل على الجميع تناوب وتداول الادوار مابين السلطة والمعارضة وهي حالة مشروعة, بعد سنين طويلة وتاريخ غائر من عدم المصداقية, وعليه لابد من وجود ضمانات بين الكتل السياسية تعزز الثقة وتسهم في تبديد المخاوف وتشعر الجميع انهم شركاء في الوطن وبعد ان ينال الجميع حقوقهم المشروعة سوف تكون تلك الخطوة الحجر الاساس لعراق جديد قائم على القواسم المشتركة قولاً فعلاً ويؤدي ذلك بطبيعة الحال الى ان ينعم الجميع بالرفاه والازدهار والرقي ويكون العراق قدوة ومثلاً يحتذى به في الشرق الاوسط. ان الديمقراطية التي تكفل الحقوق للمواطنين تعتمد على الرفاهية التي تذيب الفقر والعنف, على الرغم من ان بعض الدول تحاول فصل التنمية الاقتصادية عن السياسة, وهذه محاولات يائسة لتجميل الدكتاتورية باسم التراث والاصالة الا ان قضية اندماج السياسة بالاقتصاد هي قضية كونية تتعدى العرق والدين والهوية وتوحد العالم.
فالنظام السياسي, ليس عليه ان يواصل الاندماج في الداخل بل ان ينتمي الى العالم, فلا يمكن ان يعيش في عزلة وشاهدنا كيف ان دولاً عظمى تجد صعوبات كبرى في مواجهة الزلازل والكوارث الطبيعية من دون مساعدة الدول الاخرى, فالقوة وحدها مهما عظمت لاتستطيع ان تعالج وتحل المعضلات المتنوعة التي يشهدها العالم, ولو كانت القوة هي الراجحة لبقى الاتحاد السوفيتي السابق والدول التابعة له في مسيرة التسلح والنظام الشمولي ولاسيما ان تلك الدول امتلكت ترسانة نووية غير مسبوقة في تاريخ التطور الصناعي واهملت التنمية البشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا: حسابات روسيا في خاركيف؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يُبعد شويغو من وزارة الدفاع.. تأكيد للفتور بين الحليفي




.. كيف باتت رفح عقدة في العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية؟


.. النازحون من رفح يشكون من انعدام المواصلات أو الارتفاع الكبير




.. معلومات استخباراتية أميركية وإسرائيلية ترجح أن يحيى السنوار