الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوكيل والأصيل في التقاعد

كاظم الحسن

2009 / 3 / 23
كتابات ساخرة


نواة العائلة العراقية هم المتقاعدون ولذلك تولي الامم المتمدنة اهتمامها ورعايتها لهم، وكل انسان بالضرورة هو متقاعد فالحياة تمر باطوارها الثلاثة للدول والافراد والطفولة والشباب والشيخوخة، ولقد افنى المتقاعدون زهرة شبابهم في سبيل خدمة وطنهم واسرهم ولذا فان رصيدهم باق في ضمائر المخلصين والشرفاء في هذا البلد المعطاء والسخي للغرباء والبخيل على ابنائه! (مال اهلنا يحرم علينا(.غالباً مايقول الساسة والمثقفون والاكاديميون انهم يعملون من اجل زرع البسمة على شفاه الاطفال، وينسى اولئك الاشخاص انهم لاينعمون بها الا في احضان اجدادهم، فاجعلوا السنين المتبقية من اعمارهم زاهية ومشرقة وغضة وندية ليعود الدفء والحنان الى العائلة العراقية، بل ان النسيج الاجتماعي العراقي لن يعود الى سابق عهده بدون صرف الرواتب المناسبة التي تحفظ كرامة المتقاعد وتزيح عنه غمة الحروب والحصار وسني البؤس.

ان العراق الجديد لن ينهض وتجري في عروقه الصحة والعافية مالم تنصف فيه الفئات التي همشت واقصيت ولحقها الضرر الاكبر (الطفل، المرأة، المتقاعد).

ان الحروب والحصار التي حطمت البنية التحتية للعراق واصابت نمط معيشة المتقاعد بالصميم وافقدته المركزية والهيبة والقدرة على ادارة الاسرة ومواجهة التحديات الصعبة التي عاشها البلد في تلك السنين العجاف او ماوراء العجاف، على وزن الحداثة وما وراء الحداثة او البنيوية وما وراء البنيوية!.

واليوم بعدما اختار الشعب ممثليه في البرلمان، يرى الناس الفرق الهائل مابين الوكيل والاصيل في الحقوق التقاعدية والمقترح المقدم من قبل بعض اعضاء البرلمان بشأن تقليص رواتبهم الى النصف من الراتب الحالي يؤكد على انهم يحصلون على اكثر من استحقاقهم وكان الاحرى بهم ان ينشغلوا في مناقشة الحقوق التقاعدية للشريحة الكبرى من الشعب التي انتخبتهم لكي يفوا بوعودهم وعهودهم.

وعلى الرغم من ان الوضع الحالي هو افضل بكثير من السابق حيث كان معاش المتقاعد لايكفيه للوصول الى دائرة التقاعد، وان باعة الاسماك والفاكهة وسيارات الاجرة تصطف بانتظار المتقاعد اليوم.
ومن طريف مايذكر في هذا المجال، ان احد المتقاعدين كان يعد نقوده بعد تسلمه معاشه حين فاجأه شخص ما بالقول (من لحم ثوره واطعمه) وكان رد المتقاعد حازما وقاطعاً (بويه ذاك الرجال اكل الثور واكلنا وصرنا مطلوبين على لحيتنا)، نعم (فوك الحمل تعلاوه)، (فوك النفط)، الدم، والديون.

الا انه والحق يقال ان المتقاعد اليوم بحاجة الى مايطلق عليه في الاجهزة الكهربائية (طاقة نهوض) لمواجهة تكاليف الحياة الباهظة لاسيما ان ارجلهم قد تيبست من انتظار (باص المصلحة) الى الحد الذي دعا احد المتقاعدين للقول وقد سأم من الازدحام والحر والانتظار في زمن النظام السابق: (بويه اذا بكت بكت من الكويت، بوك باص ابو طابقين). اعان الله المتقاعدين ونتمنى ان تتوفر لهم طاقة نهوض الوكيل لتدب الحياة من جديد في عروقهم التي امتصها الحصار وحروب الزمن الغابر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان