الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة الودودة!

علي محمود خضير

2009 / 3 / 19
الادب والفن



لا يمكننا أن نفهم من أين يأتي هذا الملاك النبيل بكل تلك السلطة الودودة!
الحبُ، هذا الملاك الذي يفرض صداقته بسلطة ودودة تناغي كل تفاصيل حياتنا فتجملها وتجعلها تسمو بذاتها حتى وان كانت تعاني حالات بؤسٍ وانكسار، ربما من النادر أن تكون السلطة ودودة، الأمر هنا مختلفٌ مع هذا الملاك الذي خَسِرنا كثيراً لأننا لم نحترم وجوده في حياتنا.
هل هناك مفاجأة إذا قلت ان هزائمنا وانكساراتنا وقسم فاجع من مشاكل مجتمعاتنا المعقدة من أسبابه إننا لا نحب بشكل جيد، أو ربما لا نعرف ان نحب! نعم بهذه البساطة، ولكن، ما هو الحب الذي أتحدث عنه الآن؟
ربما يكون الحب غائباً أو مغيباً كطاقة كامنة فعالة تحركنا وربما لا يكون موجوداً إلا بالمعنى الجسدي في اللحظات الحميمة رغم انها لا تعبر بالضرورة عن لحظات حب، نحن بحاجة إلى بحث وتفسير غيابه الفعلي –كواقع- رغم حضوره الساطع –كافتراض- في أدبنا وخطبنا ورميم كلامنا اليومي المستهلك.
من المهم الإشارة ان العاطفة التي اقصدها ليست نفسها التي تقود إلى الضعف، هناك عاطفة (ضيقة) تقود وتقيد الإنسان وتحيله ضعيفاً منكسراً لا يتصور الحياة إلا بمقدار ارتباطها بحبيبه ( الآخر) ومناخ التغيرات التي تحدث بينهما ( كأن العالم لا شيء سواهما) هنا تصبح العاطفة طاقة سلبية ومصدر ضعف في ذات الإنسان وهي ليست أيضاً العاطفة الساذجة التي هي سمة بارزة يلعب عليها تجار العواطف والرموز لتحقيق مكاسبهم في اللعب على قلوب متيمي الرمز بمختلف وجوهه الدينية والعرقية والسياسية.

اعرفُ ان الحب لا يعيش في أي بيئة، وان هناك نفوساً بور تستأثم الحب وتمارسه كأداة ترهيب وخديعة، تخاف منه وتقمعه، ولا تتورع في أن تستخدمه ابتزازاً ضد تلك النفوس الغير محصنة.


هل لنا أن نتخيل فقط كيف ستكون ملامح مجتمعاتنا وطريقة حياتنا بدون أن نحب؟ لقد جربنا ذلك فعلياً في السنوات المجنونة السابقة فقد كانت سنوات كراهية بامتياز، سنوات استيقظت فيها الوحوش الكامنة داخل صدورنا فعاثت في تفاصيلنا موتاً وتهجيراً واعتداءاً.
الحب فعل إنساني خيّر يشمل كل حركات الإنسان وسكناته، تفكيره وسلوكه ليس فقط رسائل عاطفية بائته في الجوالات أو ورود اصطناعية بلا روح.
الحب أن نقرأ قصيدة جميلة أو رواية جيدة ونعترف لصاحبها بأنها قصيدة جميلة ورواية جيدة!
الحب أن نسمح للمجنون بالعيش دون أن نقلق مملكته باستفزازنا وسخريتنا وجنوننا الضدي!
الحب ان نحترم الكنيسة والمندي كما نحترم المسجد والحُسينية. فعلاً وسلوكاً لا قولاً وشعاراً، هذه ببساطة بعض الأسئلة التي يجب ان نقف عندها في ذكرى عيد الحب الذي تجاهلنا وجوده -كالعادة- إمعاناً في تهميش الأعياد الايجابية!
المهم ان يتحول الحب كشعور داخلي إلى سلوك ايجابي واقعي في الحياة، إلى طاقة تَفعل لأنها تُحب لا تنتظر شيئاً من احد ولا تستسلم لمنغصات الوجود وبيانات نقضه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا