الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ابواب المربد

رسمية محيبس

2009 / 3 / 19
الادب والفن


حين رأيت كاظم الاحمدي في مربد 2008 ايقت انها المرة الاخيرة التي اراه بها فقد كانت علامات الوهن والمرض بادية عليه واستطيع ان اجزم ان احدا لم يقم بدعوة القاص والروائي الكبير كاظم الاحمدي لكن روحه المتحديةسبقته بالحضور والكاتب ليس بحاجة الى تعريف لتاريخه الطويل وتجربته الروائية الكبيرة فهو كاتب هموم شجرة البمبر ورواية امس كان غدا وارض القهرمان اضافة الى عشرات القصص القصيرة
كان يرتدي الدشداشة والعقال ليعطي انطباعا انه لا يأبه لاجواء المهرجانات وما تتطلب من وجاهة وغيرها من المظاهر وقد كانت الاعين مشدودة نحو هذا الشخص الذي بدأ مشادة كلامية مع احد مسؤولي المهرجان ربما فقد كان يوجه كلامه بلهجة متعالية مما جعل الانظار تتجه نحوه ..حاول بعض الاعلاميين التقاط الصور فأشار بعصا كان يحملها ان يمتنعوا والحقيقة لم يرفع احد صوته او يرد على الاحمدي لكن الجو كان مشحونا خرج بصحبة الكاتب جمال الهاشمي الذي كان يقوده في ارجاء القاعة المكتضة او يقدمه لضيوف المهرجان فقد افتقد الكثيرون هذا القلم المتميز طيلة الدورات التي اعقبت السقوط حتى ظهر على تلك الصورة المتحدية وقد كنا نلتقي به في التسعينات وهو في قمة نشاطه وصحته ودماثته وطيبته البصرية المحببة واحيانا يقوم الشاعر كزار حنتوش بمداعبة الاحمدي في الطريق المؤدي الى فندق المنصور ميليا .كيف ننام وكاظم الاحمدي يؤذن طيلة الليل فيضحك ويسالني هل صحيح قرأ كزار هموم شجوة البمبر فأجيب اجل يا استاذ فهذا الكائن الذي أمامك لم يسمع باختراع اسمه الكذب فيضحك كثيرا ويواصل حديثه بتلك الروح الشفافة والكبيرة وتعامله ببساطة مع الجميع وقد سألته مرة كيف تؤذن للصلاة وتكتب امس كان غدا وما فيها من مغامرات عاطفية عجيبة فيكتفي بابتسامة ثم يقول وما في ذلك
لم اره طيلة هذه السنوات وحين سلمت عليه في المربد الاخير رد التحية باحسن منها لكنه سرعان ما بحث عني من جديدواعتذركثيرا وطلب الرحمه للشاعر كزار حنتوش قال لي البقاء في حياتك ذكرني جمال الهاشمي بكل شيء المعذرة
بعد مضي شهرين على رؤيتي لكاظم الاحمدي اخر مرة سمعت بخبررحيل هذا الروائي الذي يعد من جيل الروادوقد جاء خبر موته متوقعا للمرض الذي لازمه طويلا
وقد ظلم في حياته كما ظلم بعد موته فلم يحتفى برحيله بشكل يتناسب ومكانته الادبية الكبيرة هذا الكاتب الذي عاش سنوات الحصار وعاصر الحروب التي مر بها العراق وعانى الفقر والمرض كاي عراقي شريف وقد عقد اتحاد الادباء جلسة متواضعة بهذه المناسبة ونعي بسيط في بعض الصحف ووسائل الاعلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته