الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد المدعو

غالب الدعمي

2009 / 3 / 20
كتابات ساخرة


كلمة ( المدعو) مفردة عراقية تستخدم في المخاطبات الرسمية بشكل مثير وواضح الى درجة لايوجد عراقي يسلم او سلم من هذه المفردة ابتدأ من فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء والسادة المسؤولين والمدراء العامين ورجال الدين (المعممين) وأصحاب الطرابيش ونسيت السادة الوزراء وغير المعممين والشرطة والجيش ولكن وفق تسلسل زمني معين فقد تنعتنا بها بعض الدوائر الحكومية وتجنبنا إياها في مرحلة معينة تبعا للسلطة والجاه واعتقد أن الذي ينعت بكلمة أخرى أشد وأقسى يرضى بالمدعو فهي بأي حال من الأحوال أفضل من المتهم او المدان؟! كثيرا ماتثيرني كلمة ( المدعو) أينما أجدها فأني أراها تصغيرا لشأن الإنسان أي إنسان وهي لقب يعني الاستهانة بالمواطن ،وقد طرحت سبل إلغائها في مجالس مختلفة بغية تعميم منع تداول هذه الكلمة في المخاطبات الرسمية التي تتعلق بالمواطن وإبدالها أينما وجدت( بالسيد) وذات مرة سلمتنا قيادة العمليات باحات تسمح لحاملها التجوال والدخول في المناطق المحظورة خاصة في المناسبات والزيارات الدينية وقد ذيلت قيادة العمليات الباج بالملاحظة التالية ( يسمح للمدعو فلان الفلاني بالدخول والتجوال في المناطق الامنية وسوف يعرض نفسه الى أقصى العقوبات في حالة سوء استخدامه ) رغم أن أناس مثلنا لايحتاجون بالضرورة لهذا الباج لأنهم يدخلون أي مكان يشاءون وأي منطقة يبغون بباج وبدونه ، ولا احد يستطيع إيقافهم فبمجرد
أن تعلن عنوانك الوظيفي فأن الشرطي يقول لك تفضل أستاذ ( البيت بيتكم والمطرح مطرحكم ) كما اعتادت محاكمنا الموقرة ان تدعو شهودها بالمدعو ومرة استدعيت للإدلاء بشهادتي حول موضوع معين ، فوصلني كتاب ذيل بعنوان ( الى المدعو فلان الفلاني ، اقتضى حضورك ) فقررت عدم الإدلاء بشهادتي حتى تغير المحكمة صيغة كتابها ، وهنا أيقن الضابط المختص ان المحكمة لن تغير صياغة كتابها ولا انأ احضر للإدلاء بشهادتي فحرر كتابا أخر يختلف عن كتاب المحكمة الأول بعنوان الى السيد الفلاني ، يرجى حضورك للإدلاء بشهادتك مع فائق التقدير والاحترام ، وفعلا ذهبت للمحكمة على فرض إني مواطن سيد وليس مواطن مدعو وحالما وقفت بباب القاضي سمعت البواب يقول سيدي القاضي لقد حضر المدعو فلان الفلاني ، ومن ذلك اليوم وانأ اطرح هذا الموضوع أملا ان تستبدل كلمة المدعو بالسيد واني على يقين أنها تنفع الخطاب الدعائي لمرشحي الحكومات المحلية رغم ان إلغاءها أينما وجدت مهما لايزيد من موارد الدولة ولا يقلل من تهريب النفط ولا يزوج العزاب ولا يحسن خدمات شركة أثير المملوكة من بعض السادة المعممين لكنه يحقق احترام الذات العراقية ويعزز من قيم المواطنة المفقودة كما إني لأحب هذه المفردة ابدا ومطلقا بالثلاث .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة