الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لإنصاف العاطلين عن العمل

محمد مهدي الحمداني

2009 / 3 / 20
الحركة العمالية والنقابية


من بين أوساط تعج بالأصوات .. ارحمونا ، أنقذونا ، أنصفونا يا من تدعوا العدالة والإنصاف ...
نعم هي أصوات العاطلين عن العمل ، احد شرائح المجتمع العراقي المهمة والفعالة في بناء عراق جديد مزدهر ، شريحة لم ترى في الحياة غير الألم والمعاناة بسبب سياسة الإقصاء والتهميش والحرمان التي مارستها وتمارسها أجهزة لا تريد بالعراق والعراقيين خيرا والنتيجة رؤيتهم على أبواب مراكز التشغيل لتقديم المستمسكات متسارعين بين الحين والآخر بغية الحصول على وضيفة يسدوا من خلالها رمق الجوع الذي طال الملايين من العراقيين ، نعم هذا هو حال الشباب العراقيين ....

فكان لي عدة وقفات ما بين العاطلين إلى بعض المسؤولين

الوقفة الأولى :

كانت مع نماذج من الشباب العاطلين لأتعرف على عظم المعاناة والهموم التي يحملها هذا الجيل المنهك بالفقر وسياسة الإقصاء و التهميش وعدم الاهتمام من قبل المسؤولين المتوالين على التحكم بمصير هذا البلد العظيم بلد الخيرات والثروات

(وليد خيري 29 سنة) قال: البطالة التي خلقت المشاكل وأتعبت النفوس بين أفراد عائلتي كيف يمكنني أن اقضي عليها أنا الفرد الضعيف الذي ليس له حول ولا قوة ، أتعبني طول البحث عن العمل لإعانة نفسي وعائلتي التي أعياها الفقر والمرض فكان همي الكبير هو توفير لقمة العيش في زمن يشهد غلاء الأسعار زمن ذهب ويذهب ضحيته الكثير من الشباب لان يسلكوا طرق غير قانونية بغية توفير لقمة العيش لهم ولعيالهم بعد أن عجزوا عن إيجاد عمل مناسب يستطيعوا من خلاله توفير احتياجاتهم الحياتية ..!!! أملي أن أجد فرصة عمل لإعانة عائلتي لأقضي على معاناتنا التي تزداد سوء يوم بعد يوم .



( حمزة كاظم 33سنة )حاصل على شهادة الدبلوم التقني قال : أنا إنسان متزوج ولي من الأطفال ثلاثة احمد وحسن والصغرى زينب ، عملي الآن في البناء المهنة المعروف عنها بالمهنة الشاقة ، اغلب الأحيان اخرج إلى مقر التشغيل (المسطر) وأعود من دون عمل لكثرة العمال هناك الأمر الذي يمنع الكثير من الحصول على العمل ففي بعض الأحيان أصلي صلاة الفجر واذهب إلى (المسطر) وأعود من العمل الساعة الرابعة عصرا باجرة لا توفر لي سوى القوت اليومي وفي بعض الأحيان حتى القوت اليومي لا توفره ، فمتى أجد فرصتي بالعمل خصوصا إني حاصل على شهادة دراسية فأين الاهتمام بأصحاب الشهادات ؟؟؟.

( أم فاتن ) امرأة تجاوزت 43 سنة من عمرها تتكلم بحرقة وألم مختلفة عن الجميع قالت : إني امرأة ولدي خمسة أطفال قتل زوجي في إحدى الانفجارات وبعدها أصبحت الحياة أصعب مما تتصور ، فالأطفال يريدون وأنا لا املك لا حول ولا قوة خصوصا إني امرأة ، فكرت طويلا وبحثت كثيرا عن عمل يناسب وضعي وللأسف لم احصل على العمل لان اغلب الأعمال هي أعمال لا تناسب وضع المرأة فلم يبقى لي إلا التقديم للعمل عن طريق مديرية التربية خصوصا إني حاصلة على شهادة معهد اعداد المعلمات وها أنا بين الحين والآخر أتوجه لمقر التربية لطلب العمل ولكن أسمعت لو ناديت حيا .....


(محمد جبر 36سنة) خريج كلية الطب البيطري قائلا: لقد تفوقت في دروسي مجدا مذاكرا في الليل والنهار بغية الوصول لي هدفي الذي رسمه لي والدي الذي بذل كل ما يملك من نفقات لأجل نجاحي في الدراسة دون أن يشغلني بشي ، وبعد التخرج قلت حان الوقت لأفي ولو بالقليل لوالدي الذي ابيض شعر رأسه من العمل لتوفير لقمة العيش لي ولإخواني الصغار ، فها أنا اليوم أتجول بين المحافظات ابحث عن وظيفة ولكن دون جدوى .

( مهند سالم 27 سنة ) الحمد لله إني غير متزوج.. لكانت مشكلتي أكبر فعدم وجود عمل في هذه الظروف يخلق المشاكل وقد كنت أعمل في بغداد وأكسب رزقي هناك وأعود بما رزقني ربي كي تقتات به عائلتي.. فقدت هذا العمل بعد تدهور الوضع الأمني فأصبحت كالمقعد العاجز اعمل يوماً واجلس في داري عدة أيام .


(هاني صادق 24 سنة ) أفضّل الخروج من المنزل يوميا والبقاء خارجه لفترات حتى أبتعد عن المشاكل التي تولِّد الشجار أحياناً بين عائلتي ، أفكر حاليا بالسفر إلى بغداد عّلي احصل على عمل أقتات منه لأن التعيين الحكومي لأمثالي أمر مستحيل فأنا لا املك (الرشوة)!! كي أقدمها للقائمين على التعيينات!!!


(فلاح حسن 29 سنة ) قال مكاني الوحيد هو رصيف الشارع الذي أقتات منه لقد يئست من حياتي ومللتها ولم أعد أفكر في المستقبل فحتى شهادتي لم تنفعني! أنا أفكر بترك الوطن والسفر خارجه لعلي أجد فرصة للعيش تكون أفضل من حالتي اليوم..

(ضياء معتز 27 سنة) تكلم عن آلامه ومعاناته التي لم تنتهي إلى الآن فهو لم يترك عمل يعتب عليه فيقول (كما يعبر)، لقد عملت في البناء وفي بيع الخضروات وفي التحميل والتفريغ لكن من دون فائدة فمتابعة بعض الجهات الرسمية لتجاوزاتنا على الأرصفة والشوارع قد حرمتنا من كسب لقمة العيش وهذا من حقهم، نعم نحن متجاوزون على الحق العام لكن هذه هي الطريقة الوحيدة لنا كي نوفر أبسط متطلبات الحياة لعوائلنا.


(سعيد علي 35 سنة ) يقول رفضت الدوائر الحكومية جميع أوراقي لطلب التعيين لأني لا امتلك الواسطة أو الرشوة والبعض الآخر رفضوني لأني لم انتمي لأي حزب من الأحزاب الحاكمة والنتيجة اني الآن بدون عمل جليس الدار بين النساء والأطفال يوميا امني نفسي بخبر يأتي تم قبولك يا ستار في الدائرة الفلاني .....

(ثائر دحام 41 سنة ) رجل بائس مسكين مصفر الوجه والشفتين رايته يئن ويحن لعمل يطفئ به نار العوز والمرض الذي طال عائلته نتيجة تردي الوضع المادي في عائلته يقول : اني أب لسبعة أطفال اغلبهم مصاب بفقر الدم المرض الذي جعلني أبيع جميع ما املك بغية توفير العلاج للمرضى من أطفالي ولكن دون جدوى حتى وصل بي الأمر أن استقرض الأموال من جيراني وأقربائي وبعد استنفاذ كل الوسائل التي توفر لي المال ونفور كل الذين من حولي بسبب كثرة ديوني سارعت إلى بعض السماسرة لبيع كليتي وأنا الآن بكلية واحدة وبدون عمل أعين به نفسي ولا اعرف بعد هذا الأمر وإصرار المسؤولين على تجاهل وضعي ووضع عائلتي ماذا سأبيع من أعضاء جسدي لإعانة عائلتي ؟؟؟


الوقفة الثانية :

كانت مع بعض المسؤولين في مراكز تشغيل العاطلين

(الأستاذ مهيمن عبد الإله ) مسؤول في احد مراكز التشغيل تحدث عن إحصائيات البطالة في العراق قائلا : لا توجد إحصائيات مؤكدة عن حجم البطالة في العراق الآن لكن التقارير الرسمية تشير إلى أن البطالة كانت قبل الحرب تشكل نسبة 30% من مجموع القوة العاملة أما الآن تفوق 70% وذلك بسبب الحرب الأخيرة على العراق وما تلاها من خراب ودمار في البنية التحتية للاقتصاد العراقي ناهيك عن الوظائف التي اقتصرت على مجاميع معينة ضمن أطار العنصرية لجهة دون جهة أخرى … الخ.
وأضاف : قد ارتبطت زيادة معدلات البطالة أبان الوضع الأمني غير المستقر حيث ان التدهور الأمني وغياب الاستقرار وتواصل عمليات السلب والنهب والسطو المسلح والانفجارات والاغتيالات أوقف أعمال القطاع الخاص.
ولكن الآن الوضع الأمني اخذ نحو الاستقرار ولم نرى لحد الآن أي خطوة تنتشل العاطلين من واقع مؤلم إلى واقع آخر يعينوا من خلاله أنفسهم وعوائلهم وهذا الأمر حقيقة يتحمله أصحاب القرارات في الدولة فعليهم اخذ الأمر بموضوعية بعيدا عن الإهمال الذي سينتج عنه أثار سلبية تؤثر على الوضع العراقي ككل ففي مراكزنا الآن مئات الآلاف من أسماء العاطلين تنتظر فرص العمل .

وشاركته الحديث (الموظفة سمر محمد )قائلة : أصبح اغلب الشباب العراقيين اليوم بدون هدف يسعون إليه نتيجة استحالة التوظيف الذي يأمل إليه شبابنا ، فاغلب التعيينات اليوم ومع شديد الأسف لا تتسنى إلا لأصحاب الرشوة التي وصلت إلى مئات الدولارات نتيجة الفساد الإداري المستشري بين أوساط الدوائر الحكومية فها هم شبابنا اليوم في(المساطر) للعاطلين يقفون طول النهار في الصيف حيث تصل الحرارة الى معدلات غير طبيعية وفي الشتاء تحت سطوة البرد القارس آملا في أن يأتي من يستأجرهم لعمل ما خاصة في مجال الإنشاءات فغالبية المتجمعين في هذه المساطر عادة يأملون في فرصة عمل ليوم واحد فقط



الوقفة الثالثة :
كانت مع نسرين باكوز أخصائية في علم النفس حيث قالت :

إن ظاهرة البطالة المنتشرة بين أبناء العراق هي حالة مأساوية نتج عنها القلق والكآبة وعدم الاستقرار مؤديا إلى آثار نفسية غير صحية بل امتد هذا التأثير النفسي على حالة الزوجات كما هو معلوم ، وأن هذه الحالات النفسية تنعكس سلبيًّا على العلاقة بالزوجة والأبناء، والنتيجة تزايد المشاكل العائلية ، أما الأشخاص الذين يفتقدون الورع الديني يقدم البعض منهم على شرب الخمور بل وجد أن 69% ممن يقدمون على الإجرام هم من العاطلين عن العمل، ونتيجة للتوتر النفسي، تزداد نسبة الجريمة- كالقتل والاعتداء- بين هؤلاء العاطلين.

ومن آثار البطالة أيضًا هي مشكلة الهجرة وترك الأهل والأوطان التي لها آثارها ونتائجها السلبية ، والملاحظ أيضا ان العاطل عن العمل يتعامل مع نفسه بطريقة مغايرة لتعامل الشاب العادي، منها الانعزال مع إحساسه بالفشل والدونية والنقص، وعدم الاندماج مع وسطه الاجتماعي.
وكل ذلك نتيجة الافتقار إلى المال، وعدم توفره لسد الحاجة لدى الفرد العاطل عن العمل.


الوقفة الرابعة :
كانت مع باسم الهيتي رائد في الشرطة المحلية قال :
إن العطالة والفقر لدى بعض شبابنا قد يكونان من أهم العوامل الباعثة على الجريمة والانحراف، كما أنهما يشلان المواطن عن أيِّ عمل جاد، فالتدهور الاقتصادي عائق دون نجاح أي حركة إصلاحية منشودة، فإن لم تشبع المستويات الأولى فإن تحقق ما هو أرفع أمرٌ في غاية الصعوبة.
كما ان شبابنا العاطلين عن العمل هم في نهاية المطاف يعبروا عن إحساسهم بظلم المجتمع لهم ، من خلال سيطرة مشاعر الإحباط، وانعدام ثقتهم بنفسهم ، وستتسبب هذه الظاهرة لولادة حالات من الاندفاع والفوضى وعدم الاكتراث والعصبية الزائدة، إضافة إلى انتشار ظاهرة الإجرام ، والانحلال الأخلاقي وتدهور العلاقات الأسرية.
ونجد البعض من الشباب يلجأ إلى العنف والتطرف لأنه لا يجد لنفسه هدفاً محدداً والبعض يظن الحل في تعاطي الأقراص المخدرة لأنها تبعده عن التفكير في مشكلة عدم وجود العمل وبالتالي توصل الفرد إلى الجريمة والانحراف.


وبهذه الوقفات تنتهي مهمتي عن واقع الآلام والمعاناة والمشاكل التي يعيشها اغلب شبابنا اليوم وما ذكرته هنا هو غيض من فيض هموم أثقلت كاهل شبابنا الذين لم يروا من خيرات بلدهم حتى فتات الفتات ، وأقدم اعتذاري لكل الذين لم انقل معاناتهم لعدم سعة المقام لطرحها هنا فالعراق مليء بمعاناة الشباب العاطلين عن العمل ولو سخرنا الكتب والمجلدات لما استطاعت حملها لكثرتها ، كلمتي الأخيرة لأصحاب القرارات ، فإلى متى يبقى شبابنا على هذا الوضع المأساوي ونحن اغني دولة في العالم ، فندعوكم أيها المسؤولون لانتشال شبابنا من الضياع ولتكفلوا لهم عيشة هنيئة سعيدة من خلال منحهم فرص العمل في دوائر الدولة وما أحوجها لهم ، فهم نعم وخير المساهم في نمو هذا البلد الجريح لنراه عراقا جديد ا مزدهرا متطورا بسواعد أبناءه البررة المخلصين فلا بد من ان تضعوا يدكم بيد أبناءكم لمواجهة الدخلاء السراق الذين نخروا ولا زالوا ينخروا في عراقنا من فساد مالي وأداري إلى العمل لمصالح جهات ومؤسسات همها القضاء على المقدرات والكفاءات ، فالشاب العراقي اليوم في أسوء الحالات ، فكونوا له عونا وسندا لا عذابا ونقمة ، فلقد مللنا كثرة الوعود والشعارات وبلدنا اليوم مليء بالثروات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحيح ولكن
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 20 - 09:47 )
لا اريد ان اقلل من حجم مشكلة البطاله التي يعاني منها شبابنا في الوطن ولكني ضد تهويلها بهذا الشكل واعتبار ان سبعين بالمئه نسبة البطاله هي نسبه حقيقيه ؟؟؟ من اين لك هذا الرقم سيدي ؟؟ الذي اعرفه ان الوف من الشباب الخريجين وخاصه المعلمين والمعلمات واصحاب شهادات اخرى قد انضموا للسلك الوظيفي وان الوف غيرهم قد استوعبهم سلك الجيش والشرطه الوطنيان وان المناطق الامنته جدا في الوسط والجنوب تشهد انحسارا للبطاله بشكل كبير وان الرواتب مجزيه اما نسبة ثلاثون في المئه للعاطلين في زمن المقبور صدام فهي نسبه خادعه تماما فقد كان الشباب في هروب دائم في دول الجوار واخرين في مراكز ما يدعى جيش القدس او في السجون او مختفين في بيوتهم خشية الخروج الى الشارع ومواجهة اجهزة النظام الفاشي ولا اخالف القيقه ان قلت ان نسبة البطاله في زمن البعث هو اكثر من تسعون بالمئه

اخر الافلام

.. بيئة عمل محفوفة بالمخاطر تواجه العاملات في الحقل الإعلامي في


.. لبنان.. العاملات الأجنبيات يتعرضن للتحرش وأشكال العنف المختل




.. يوم العمال العالمي: عيد يعود وسط توقعات بارتفاع معدلات البطا


.. اليوم العالمي لحقوق العمال: -العمال العرب.. فريسة الحرب والغ




.. وقفة احتجاجية أمام فندق يتواجد فيه وزير الخارجية الأمريكي بت