الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشِّعر خبزي اليوميّ

سعدي يوسف

2009 / 3 / 21
الادب والفن


الشِّعرُ خُبزي اليوميّ
" لمناسبة يوم الشِّعر العالميّ"
سعدي يوسف
لي أكثرُ من نصفِ قرنٍ مع هذا الرفيقِ الذي لم يخذلْني يوماً ، وإنْ خذلتُهُ كثيراً ، في محاولتي التعرُّفَ عليه أكثرَ ، ومعرفةَ خِصالِهِ وطِباعِهِ ، وأدبَ مرافقَتِهِ ومُجالسَتِهِ .
والحقَّ أقولُ إنني أبذلُ ما أستطيعُ بَذلَه ،وأستمتِعُ بما أبذلُ .رِحلتي دائمةٌ ، وهو ، أعني الشِّعرَ ، قريبٌ ، ناءٍ .واضحٌ ، غامضٌ .كأنّ الحياةَ بأسْرِها ســاحةٌ للشِعرِ وملعبٌ . وكأنني مُكَلَّفٌ بأن أذرعَ هذه الساحةَ في محاولةِ بلوغِ الفنّ ، بلوغِ
الشِعر.
هل الشعرُ قراءةٌ للحياةِ فقط ؟
أعتقدُ أن الأمرَ أوسعُ وأعمقُ .
للبشــرِ ، طرائقُ عِدّةٌ في قراءة حياتهم ، طرائقُ بينَها العِلمُ والسياسةُ .
لكنّ شأنَ الشِعرِ مختلفٌ .
إنْ كان العِلمُ والمسعى السياسيُّ يَعِدانِ ، ويُعِدّانِ زمناً ما ، فإن الشِعرَ راهنٌ ، مباشــرٌ ، وفوريٌّ . أعني أن قدرةَ الشعرِ على القراءةِ والمشاركةِ والتغييرِ هي أكثرُ فاعليّةً ، وأعمقُ في مجرى العروقِ .
الشِعرُ مُغَيِّــرٌ .
الشعرُ مُغَيِّرٌ في اللحظةِ الحميمةِ التي تجمعُ ، بينَ الراهنِ والأبديّ ، في عناقٍ عجيبٍ .
الأداةُ التي يستعملُها ، هي الأكثرُ تداولاً ، وعاديّةً ، ويوميةً ، في حياةِ الناسِ . إنها في الأسواقِ ، وعـلى شفـَـــتَي الطفلِ ،قبلَ أن تكونَ بين دفّتَي كتابٍ . إنها أداةٌ متاحةٌ ، بسيطةٌ وديمقراطيةٌ . هي اللغةُ المستعمَلةُ .
إذاً ، من أين تأتّى للشِعرِ أن يأتي بمعجزتِهِ ؟
أحسَبُ أن ثمّتَ جذرَينِ غائرَينِ لهذه المعجزةِ :
أوّلُهُما ، أن الشِعرَ يعودُ باللغةِ إلى بداءتِها ، آنَ الكلمةُ مرهفةٌ كالوتَر الحسّاسِ.
ومن هنا علاقتُه.
وثانيهما ، أن الشِعرَ يقدِّمُ الخطوةَ الأولى في السُّـلَّـمِ الذي يحملُ البشرَ إلى السماءِ.
ومن هنا إغراؤهُ.
وأقولُ عن نفسي : ليس لي من حياةٍ فِعليّةٍ ، خارج الشِعر .
الشِعرُ خبزي اليومي .
وأريدُ له أن يكونَ خبزَ الناسِ جميعاً .

لندن 09.03.2009











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما الذي فعله بنا سعدي
احمد حسين ( 2009 / 3 / 21 - 17:04 )
الشعر هو خبزك نعم وانت تعتاش منه وتملك الجنسية الانكليزي في بلد المحتل واتعجب انت تبين كمقاوم وتؤيد الارهاب ولا تعرف بماذا يحل في وطنك العراق ونحن نقرأك ولكن فقط لماضيك وانت انتهيت بالنسبة للعراقيين والعرب وانت تتشبث بالماضي الوضع تغير وانت ليس بالشاعر الافضل ارجع الى عقلك هنالك من يمولك ويطبع كتبك وهناك ادباء مبدعين لا يلقون ما يعتاشون به ولا تتصور احد يمدحك كلهم انكروك الا من استفاد منك او انت من استفدت منهم قرات ديوانك الاخير وانت تكتب للغرب ولا حتى تذكر في اي قصيدة عن معانات وتقول ان شعرك خبز الناس وصدقني لم يفهمك احد وتكتب لنفسك

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل