الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة مع العقارب

محمود الشمري

2009 / 3 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد نداء المصالحة الذي وجهه السيد رئيس الوزراء للبعث اللعين الذين حكم من السنين أربعين . مارس البعث فيها أبشع الجرائم والحق بنا اكبر الهزائم ,جرائم شملت كل العراقيين وطالت كل الشرفاء ولم يسلم من شرورهم الاّ المحظوظين أو شركائهم في أفعالهم الدنيئة بشكل ما , أقول بعد نداء المصالحة معهم وأنا أسميه ( مصالحة مع العقارب) ولا أعلم كيف يمكن التصالح مع عقارب , قررت تهيئة جوازات السفر لي ولعائلتي لأني ان كنت قد سلمت منهم فيما مضى فلا أعتقد أن الحظ سيحالفني هذه المرّة وتسلم الجرة كما سلمت سابقا .
لذا قررت أن أخوض مغامرة عسيرة كنت اتحاشاها دائما , ألا وهي الحصول على جواز سفر ! يعني تهيئة الأمور حتى( أملخ اني والجهال وأمهم) قبل ماترجع العقارب ونحصل على لدغة و(رأسا للقبر). على كل, خضت المغامرة و الحمد لله وجدت ان الكثير من الأجراءات الصارمة القديمة والروتين المرعب الموجود في بعض دوائرنا قد تخفف نوعا ما وروح التعاون قد أخذت تنمو وتتواصل مع المواطن واستحصال المبالغ بدأ أيضا ينمو ويتواصل مع جيب المواطن بحيث أن أحد المراجعين سماها (ولاية فرهود) . تجاوزت الكثير من المصاعب وعبرت الكثير من العوائق ولكن عندما وصلت الى تهيئة الصكوك البالغ احدها 25 الف دينار المدفوع لصالح دائرة الجوازات فأن حبل الود قد انقطع .. وسوء الظن حل بمكان حسن الظن والتفاؤل انقلب تشاؤم فقد دخلت لأحد المصارف الحكومية وأنا متفائل واذا بالموظف يقول ..ولماذا الموظف كانت موظفة والحمد لله فان مصارفنا تمتليء بالنساء وليس المصارف فقط وانما أكثر الدوائر ومع ذلك تراهن يطالبن بالمزيد , قالت الموظفة لا يوجد لدينا صكوك وسألت لماذا لاتوجد صكوك .. أجابت لقد نفذت ..وسألت وكيف نفذت ؟ وهل هي مستوردة ولم تصل لحد الان كما نسمع دائما من وزارة التجارة بخصوص مفردات البطاقة التموينية المفقودة .. والنتيجة ؟..أجابت .. أذهب الى مصرف اخر . وكظمت غيضي .وذهبت الى مصرف اخر .. واذا بموظفة تجيب نعتذر لأن دائرة الجوازات لا يقبلون صكوكنا , وسالت لماذا؟ أجابت اسألهم ..!! وخرجت وتوجهت الى مصرف اخر واذا بنفس العذر..دائرة الجوازات لاتقبل صكوكنا .. وتوجهت لمصرف اخر فسألتني الموظفة كم صكا تريد ؟ فأجبت خمسة .. فقفزت !! وقالت( لا عيني ماكو.). أستطيع أن أعمل لك صكين فقط ..فقلت ولكننا عائلة قالت أكمل جوازين الان وبعدين أكمل باقي الجوازات وقلت.. هل انت تمزحين ؟ وهنا قالت الكومبيوتر عاطل .. ولكنك تقولين صكين ممكن . . !! قالت هكذا .. بعد أن فقدت أعصابي وتدخلت مديرة المصرف لم أستطع الحصول على الصكوك لأن الموظفة أصرت على ان الكومبيوتر عاطل .. ولماذا عاطل سألت ؟.. اجابت لأنه صيني ويمكن أن تذهب للوزارة وتسأل لماذا يزودونا بكومبيوترات صينية ..وبعدين لماذا نحن بالذات تأتينا ..اذهب الى مصارف اخرى يا أخي.. أجبت.. اقتراح منطقي جدا .. وذهبت لمصرف اخر واذا برئيس الحرس هو جار لي ولم أكن أعلم انه يعمل حارسا في المصرف وهنا قلت فرجت ان شاء الله ..وبالفعل فرجت وحصلت على الصكوك والحمد لله. ومن ثم حصلت على الجوازات المباركة بعد عدة أيام وعدت للبيت وأنا أكاد اطير من الفرح.
وأنا أقلب الجوازات منتصرا ومزهوا وأقص على أم الجهال تفاصيل حصولي على الجوازات وأحمد الله أن المغامرة الصعبة قد انتهت على خير وان الفرهود والتعب لم يذهب سدى .... واذا بأم الجهال تلاحظ وجود فرق نقطة باللقب بيني وبين الجهال ,حرف ياء في جوازي بينما هو باء عند الجهال (يمعوده كولي غيرها), وعند ترجمته صار الفرق واضحا . راجعت الجوازات وبعد الفحص أجابوا مع الأسف يجب أن تعيد المعاملة من جديد .. قلت, ماذا ؟من جديد كل شيء .. والصكوك ؟..قالوا الصكوك ذهبت مع المعاملة القديمة.. قلت وماذا يعني ؟ قالوا عليك احضار صكوك جديدة..وهنا لم أعد أشعر بما يحدث حولي وفقدت الوعي (بالعراق نقول خربت, وبعض الناس يقول طحت) وأحسست وأنا داخل المستشفى وسألت ماذا حصل ولماذا انا هنا ولماذا أحس بالوجع في عضلات جسمي وكأن مجموعة عقارب قد لدغتني .. قالوا بسيطة ماكو شي لا تخاف .. انها نوبة صرع فقط ...!!!

وهنا السؤال اللغز ؟ هل ان سبب المصيبة واصابتي بالصرع هو بسبب دعوة المصالحة مع العقارب التي اطلقها السيد المالكي ؟ أم بسبب شعوري بالخيبة وذهاب جهودي سدى وعليّ اعادتها؟ أم بسبب الصكوك وشعوري بأستحالة الحصول عليها ؟
سؤال يوجههه المفتش كورومبو للقراء وهناك جائزة لمن يصل الى الحل الصحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تخاف
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 21 - 09:24 )
اعتقد سيدي ان العيش مع العقارب مستحيله خاصه اذا كانت لدغتها قاتله كما حال البعثيين وحزبهم الفاشي وهذا مايدركه كل العراقيين فاطمان لن تكون هناك مصالحه مع القتله والمجرمين وان احلامهم المريضه بالعوده ثانيه لحكم العراق هي احلام مسكينه لرجل يائس في طريقه للموت او هو ميت فعلا


2 - الم
شمس الذهب ( 2009 / 3 / 21 - 13:11 )
اه راسي
يؤلمني ....

اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟