الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلعاد شاليط ومصيبتنا

محمود الشمري

2009 / 3 / 24
حقوق الانسان


المشهد الأول:
جلعاد شاليط شاب اسرائيلي أسره الفلسطينيون قبل أقل من 3سنوات عندما كان يقاتل دفاعا عن كيان غاصب نتهمه بالوحشية واللا انسانية ونتهم كل المنظومة ألأسرائيلية بعدم الشرعية والتعدي والأغتصاب , هذه الصفات تعني ان الأسرائيليين من المفروض أن يكونوا لا انسانيين ولو بدرجة ما. . جلعاد كان يدافع عن هذه المنظومة الظالمة ويقبض راتبا مجزيا , وعائلته تتمتع بخدمات ممتازة كما وانه من وجهة النظر اليهودية يقوم بمهمة مقدسة ,الموت في سبيلها يعتبر فخرا له ولعائلته, أما اذا تم أسره فأنه حسب مانفهم ليس بالمحنة الوطنية العظيمة, وفي تاريخنا الحديث أمثلة كثيرة على ذلك منها أسرانا في الحرب مع ايران الذين قضى بعضهم ثمانية سنوات في الأسر ولم نجد حماسا من الحكومة العراقية أو الأعلام العراقي ولا حتى افراد الشعب ممن لم يكتووا بنار أسر أحد ذويهم ,لم نجد أحدا يتظاهر أو يطالب أو حتى يحرك ساكنا , وكان التعامل مع المنظمات الدولية المختصة بالأسرى مثل الصليب الأحمر غير وديا حتى.
اليوم اسرائيل في هرج ومرج, اسرائيل التي نقول انها تتكون من شعب هجين وحكومة متوحشة غاصبة وأعلام عنصري , الكل يطالب بأعادة جلعاد الى عائلته, ولامانع أن يبادل ب450 فلسطيني لم يتظاهر أحد أو يعتصم من أجلهم. اسرائيل المستهترة تئن وتبكي تريد عودة جلعاد لأهله ونحن لا أحد يئن او يبكي لعودة أسرانا , ونحن انسانيون جدا والأسرائيليون متوحشون . فهل مايحدث في اسرائيل من تضامن مع عائلة جلعاد والحاح على الحكومة لفك أسره هو ممارسة لا أنسانية , وهل أن عدم أهتمامنا بالمئات من اسرانا هو حالة انسانية .
المشهد الثاني :
ندوة تلفزيونية حول قضية بغاء تخص فتيات عراقيات أثارتها ينار محمد رئيسة منظمة المرأة العراقية مدعومة بتقرير منشور بصحيفة امريكية . أحد المناقشين هو ينار نفسها والاخرهوالسيدة سميرة الموسوي البرلمانية العراقية ورئيسة لجنة المرأة في مجلس نوابنا الشهير بالأضافة لسيدين محترمين . انا لا أثق جدا بطروحات ينار التي كشفت قبل فترة طويلة عن تحيزها ضد تفاصيل نحترمها في عراقنا الجديد ودعمها لأكاذيب ملفقة مثل قضية صابرين الجنابي لا لشي سوى انها تسيء للشرطة العراقية . من الممكن أن تكون ينار قد بالغت بالأعداد وبحجم الظاهرة ولكن من المؤكد وجود هذه الظاهرة وتفاقمها واتساعها ليس في العراق فقط وانما في مصر وباق الدول العربية. اين المشكلة؟: المشكلة هي في الرد المتشنج للنائبة العراقية التي جاءت للندوة محملة بتصورات مسبقة ترفض الأدعاءات التي أكدت ينار محمد بوجودها ووجود الأدلة عليها بحيث انها اقترحت على النائبة مصاحبتها للأطلاع ميدانيا على القضية. النائبة انسحبت من الندوة بعد خطبة عصماء تذكرنا بأيام البعث ومزايدات المسؤولين انذاك واعتبارهم بروز اي قضية سلبية هو مؤامرة موجهة ضد الحزب والثورة وأن الشعب متماسك محصن ضد الأمراض الأجتماعية والفتن السياسية ويسير بفرح وسرور خلف قيادته السياسية. بدل أن تكون برلمانيتنا واسعة الصدر بشكل يليق بمنصبها ومتفتحة لما يطرح عسى أن يكون صحيحا وتأخذها الحمية والغيرة على مايفعله بعض المنحطين من توريط لفتياتنا ونساءنا مستغلين الظروف السيئة التي نمر بها والتي أحد أسبابها هو خلافات البرلمانيين وصراعاتهم , فضلت النائبة القاء خطبتها بأن العراق خالي من هذه الأمور ومحصن ضد البغاء وضد الأنحراف وانسحبت وهي ترتعش بشكل قدم لنا دليلا عمليا على عمق مأساتنا وخيبتنا بنوابنا وبعدهم عن الواقع المر الذي يعيشه العراقيين وغلقهم لأذانهم فيما يخص مشاكل الشعب وتألقهم فيما يخص رواتبهم وامتيازاتهم .

اذا تطلعنا للمشهدين سوية وأردنا ايجاد علاقة بينهما سنجد اننا نعيش مشكلة اجتماعية وسياسية كبيرة وهي ان الناس اينما كانوا ومنهم اسرائيل الغاصبة اللاانسانية تبكي وترتجف لأن واحدا فقط يرزح في الأسر . أما نحن فلا نبكي ولانرتجف لمأساة انسانية مرعبة, وانما نائبة في برلماننا تأخذها العزة بنفسها وتغضب وترتجف لنفسها لأنها مسؤولة لجنة المرأة في البرلمان ولا ترضى أن تسمع بوجود عراقيات يرقصن في ملاهي العربان ويتم توريطهن أو بيعهن .
قد لاتكون السيدة الموسوي نموذجا لنوابنا ومواطنينا ولكن المشكلة مع ذلك كبيرة وتستحق المراجعة والتصحيح واعادة النظر بمقاييسنا وثوابتنا والأقتراب من الواقع والأبتعاد عن المهاترات ونبذ التكبر والقفز فوق الواقع الذي أخذنا نلاحظه قد تلبس بعض سياسيينا وأصحاب القرار في بلدنا . ان الشعب أمانة في رقابكم ايها السياسيون وأصحاب القرار فصونوها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما اغلى الانسان عندهم وارخصه عندنا
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 24 - 08:26 )
هل نتساوى يوما ما مع الدوله العبريه في تقييم الانسان واعتباره اغلى شيء في الوجود ؟؟ اتمنى ان يفهم شعبنا وسياسينا خاصة هذا المفهوم عن الانسان وانه غير رخيص وانه اغلى من النفيس


2 - ألأستاذ عدنان عباس المحترم
محمود الشمري ( 2009 / 3 / 24 - 09:35 )
الدولة العبرية تستبدل جثث قتلاها بأسرى عرب أحياء لترينا كم هو غال عندهم الأنسان وكم هو.. ... عندنا الأنسان.انه الزمن الرديء سيدي , وأشكرك على تواصلك وتعليقك


3 - اسرائيل حريصة حتى على موتاها
عزت الاميري ( 2009 / 3 / 24 - 12:39 )
اسرائيل حتى موتاها تقايضهم وتعطي العشرات بدلا عن اجسادهم النتنة اما العرب فالحي مكتوم الانفاس ناكص الراس ممتهن في بلده يغزوه الفقر والبطالة ولن ناخذ العبرة مادمنا لانحترم حقوق الانسان كما رسمتها الاعراف والاديان فهي مسحوقة الم يصرح البشير بان المحمكة وقراراتها تحت جزمتي دي!
طيب وارواح الدارفوريين اين؟
عزت الاميري

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية