الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنوز الدنيا أمك

نورس محمد قدور

2009 / 3 / 21
الادب والفن


قال تعالى:( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه ووهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك الي المصير) . هذا الحمل الذي استمر من المهد إلى اللحد إلا يستحق منا كلمة طيبة ، لقد حملتك وأنت جنينا في بطنها، ثم وبعد أن وضعتك حملتك طفلا على يديها وهي تربت عليك في كل لحظة، وصرت طفلا تمشي وتركض وتلعب وتغني فيداها لم تعد تحملك فحملتك في عيونها إلى أن أصبحت شابا تذهب للكلية وتسهر مع زملائك وتقيم الحفلات وتنشد الأغنيات فشعرت أن عينها لن تكفيك ولن تُدفيك فقررت حملك بقلبها والى الأبد!!! فكيف ستحملها أنت ؟كلنا يعرف الأم ماذا قدمت ، وكم سهرت وتعبت، وماذا لاقت منا وفينا، والأم غنيةٌ عن التعريف . كلمة من حرفين لكنها جمعت أبجديات العالم تحت جناحيها واحتوت أعمق المشاعر في قلبها من حب وتضحية وحنان وخوف وأشياء كثيرة لا نعرفها إلى أن نصبح آباء وأمهات وربما لن نعرفها كما عرفوها.

كلمة سطرت في داخلها جمال الوجود، وروعة الحياة، وأمل المستقبل، وذكريات الماضي، كلمة تعجز الكلمات عن وصفها، وتستسلم الأقلام لها ، ولو أن كل أبحر المداد تمدها، مياه العالم ومحيطاته تجف أمام عطائها، هي لوحة جميلة وأكثر من رائعة ذات ألوان تجذب كل الأنظار وتسحر كل القلوب، الشيخ والطبيب والعامل والأستاذ وكل من له عقل وقلب لا يمتلك إلا أن يذوب انبهاراً بهذا الفن والإبداع، خطتها يد فنان ولن تخط مثلها أبداً.

إنني لا أستطيع الوصف ولا حتى الكلام أمام هذا المخلوق الذي لا يعرف غير الحب والرقة لغةً ، ولو أتقنت كل لغات العالم فلن أفك رُمزه وشفراته.
وإنني في هذه المناسبة الغالية لا يسعني إلا أن أرسل لأمي التي حملتني ووضعتني وحفتني بحنانها ودعواتها صباح مساء باقة ورود من جنينة الحب غسلتها بدماء القلب وسقيتها بدمع العيون. وأعرف أنه كل ورود العالم لا تؤدي لمسة حنان من يده الدافئة ولا أي من كلمات الشكر تساوي كلمة" الله يرضى عليك" لكني اخترت الورد لأنه يتشبه بها بعبقه وأريجه وجماله وكرمه.

وكذلك لم أنسى أمي الثانية التي حملت نصفي الآخر ووضعته وسهرت عليه الليالي وكانت مثل أمي بحنانها وعطفها وبراءة قلبها وجمال دعواتها زوجة عمي ووالدة زوجي الحبيب، والى كل الأمهات أرسل لكم من هذه الباقة العطرة الفواحة كحبكم الذي يملأ الوجود وكل عام وأنتن بألف ألف خير.


و أهدي هذه الكلمات إلى أمي التي جرحها بعادي وفتتني الشوق لها، وقد سبقني في هذه الكلمات الكثير من المغنين والمحبين والشعراء لكني سأقولها:

أنا مسافرة يا أمي ودعني وبحنانك زوديني
وبعطف الأم أرضي علي وإذا بهجري جرحتك سامحيني
أنا عرفانة دمعاتك سخية لا تبكي يا حنونة بتجرحيني

لا تبكي يا أمي اترك الدموع لي علها تغسل مرارة البعد وقسوة الصمت و تكسر جدران الحياة التي جعلت المسافة بعيدة في الطريق إليك ، لا تبكي لأن دموعك تنزل على قلبي كما الزيت على النار تزيدني اشتعالا واحتراقا وما من شيء يطفئ ناري ويروي ظمأي إلا بسمة فمك التي منه غارت اللؤلؤة ،ونظرة عينيك التي خجلت الريم منهما. أحبك يا أمي أحبك أحبك أحبك


وأخيرا إلى كل الشباب والفتيات والأطفال كلمة صغيرة هذه أمك لا تزعلها مهما كانت الأسباب. لا المال بيعوضك عنها ولا الأولاد ولا حتى الفتيات والفتيان، ولا شي في العالم يمكن أن يعطيك ما تعطيك إياه ولا يقدر أن يحبك مثل قلبها الكبير، استثمروا وجودكم بجانبهن واستغلوا الفرصة التي لا يمكن أن تعطى أكثر من مرة في الحياة وما بعدها، ومهما كان الخلاف فالأم كريمة وتقبل القليل وتعطيك عليه الكثير ولو بكلمة
كل عام وأنت بألف خير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟