الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحكومة العراقية تمهد لعودة البعث

حسين علي الحمداني

2009 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ما دفعني لكتابة هذا الموضوع تعليق أحد الرجال من الذين فقدوا ابنائهم على يد ازلام البعث في ثمانينات القرن الماضي تعليق الرجل على خبر الحوار مع البعثين حيث قال(( هل يمكن أن يقود عزة الدوري صحوة)) هذا التعليق جاء بعد لقاء السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية بممثل قيادة قطر العراق لحزب البعث محمد رشاد الشيخ راضي من أجل تعزيز الحياة الديمقراطية وحالة الوئام بين أبناء الشعب العراقي والتصدي للإرهاب والعنف هذا الخبر أو إعلان اللقاء يمثل بالون اختبار وجس نبض الشارع العراقي لمعرفة مدى تقبله للحوار مع حزب البعث المحظور دستوريا , وعلى ما يبدو إن ردود أفعال الشارع العراقي وبمختلف أطيافه كانت ضد هذا الحوار الذي ربما يسمح بشكل أو بآخر بعودة البعث للساحة السياسية العراقية ودخول العراق في دوامة المؤامرات والانقلابات والحكم العسكري الذي قاد العراق دولة وشعب إلى انهيار تام في كافة المجالات. والمتابع للكثير من تصريحات السادة المسؤولين حول هذا الموضوع يجد ثمة مصطلح جديد قد برز للتداول في وسائل الإعلام المختلفة هو مصطلح (( البعث الصدامي)) وكأنهم يقولون لنا بطريقة أو بأخرى بأن لحزب البعث المحظور أجنحة إيجابية وها نحن نتحاور معها!! وهذه مخالفة دستورية صريحة جدا تعني عدم احترام إرادة الشعب في التخلص من فكر شوفيني لا يؤمن بالديمقراطية والحوار كأساس لبناء الدولة ونجده عبر 35 سنة قد غيب كل القوى السياسية الرئيسية في الساحة العراقية تغيبا كاد أن يمحوها من الذاكرة العراقية. من هنا نجد إن محاولة إقناع الرأي العام العراقي بان ثمة ((أجنحة بعثية)) يمكنها تعزيز المسرة الديمقراطية والتصدي للإرهاب لا ينمكن أن يقتنع بها الناس الذين لا زالوا يضمدون جراحات الماضي القريب ولا زالت آثار العمليات الإرهابية شاهدة على فلسفة هذا الحزب وإرهابه وبالتالي على الحكومة العراقية عدم الحوار مع فكر شوفيني متغطرس لا يؤمن بالآخر , وربما يقول البعض إن (المصالحة الوطنية) تقتضي هكذا حوار , ونحن نقول إن الحوار يكون مع أولئك الذين يرفضون العملية السياسية بطرق سلمية صحيحة أما الذين عبروا عن رفضهم بحمل السلاح وقتل الناس الأبرياء في الأسواق والشوارع فهؤلاء لا يمكن أن يغيروا من نهجهم وأسلوبهم أو حتى يقدموا مجرد إعتذار للشعب والضحايا ولنا في جلسات المحاكمات لأزلام النظام المقبور دليل على عنجهية وغطرسة هؤلاء , إضافة إلى إن هؤلاء جميعا بكافة فصائلهم وأجنحتهم يلتقون عند نقطة واحدة هي إنهم يؤمنون بالانقلاب والمؤامرات كطريق للوصول إلى السلطة فكيف يؤتمن جانبهم؟؟ وكيف نحمي مكتسباتنا الديمقراطية في ظل تواجدهم هنا وهناك؟
وأجد أن السبب الذي يقف وراء فتح قنوات اتصال مباشرة أو غير مباشرة مع البعثيين إنما يكمن في إيجاد تحالفات سياسية جديدة في ظل ما أفرزته نتائج الانتخابات الأخيرة وتراجع الكثير من الأحزاب إلى مراكز دون طموحها وبالتالي فأنها تطمح و ( تطمع) في كسب هؤلاء استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة نهاية هذا العام.
ومن الضروري يجدا أن تعرف جميع القوى السياسية في العراق أن دستورنا لا يسمح لأي كان بالتعامل مع حزب البعث مهما اختلفت أجنحته وقياداته وعلى الجميع احترام إرادة الشعب العراقي وتضحياته والحفاظ على المنجز الديمقراطي الذي تحقق بعد زوال البعث كفكر وسلطة وأشخاص .ما يخشاه المواطن العراقي الآن وفي المستقبل أن يشاهد ازلام البعث يعودون لمواقعهم وكأن شيئا لم يكن.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احلام مريضه
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 21 - 09:13 )
حزب البعث الفاشي بكل فصائله وطيافه ومسمياته هو حزب للقتله والمجرمين والشواذ والمرضى اللذين لا اخلاق عندهم ولا شرف فاي بدعه مكتشفه للتقارب معه او المصالحه هي دعوه لقتل الشعب العراقي واعادة كابوس الحكم الشمولي والانقلابات العسكريه وهتك الاعراض وسرقة المال العام والمقابر الجماعيه وبيع الوطن لمجموعه مريضه لا هم لها سوى اذلال الناس وحكمهم بالحديد والنار فليتذكر جميع سياسينا ما اصابهم ايام حكم هذا الحزب الفاشي منذ انقلاب شباط الاسود ولغاية سقوط الطاغيه لتتذكر عائلة الحكيم وحزب الدعوه والشيوعيون والاكراد تلك الايام الرهيبه لحكم هذا ىالحزب الذي كرس نفسه لقتل الناس كل الناس


2 - نحن شعبا حي لاننسى من سبب لنا الالم
د.علي عبد داود الزكي ( 2009 / 3 / 21 - 12:10 )
نحن شعبا حيا... لن ننسى ابدا من سبب لنا الماسي والويلات... ان المناضلين المنحرفين الذين كانوا شوهوا صورة النضال... والذين اصبحوا اليوم مترفين ومتمسكين بسلطة الغباء ..ويلبسون اثواب التجبر البعثي... لا نتعجب لهم انهم يصافحوا البعث بالخفاء ولا نتعجب لهم ان ياتوا به للسلطة ... انهم مرايا له يعكسون صورته البشعة.... لانتظر شيء جديد الكثيرون يقولون لننتظر غدا او خلي انشوف تاليها!!!! هنا نقول لهم تاليها ابشع من اولها... الصور نفسها بقذارة ابشع ستعود... وليس هناك الان الا حلان.. الاول هو ظهور حركة عسكرية شريفة تقود البلد للتغيير ووتخليص الشعب من الاذلال الحكومي ... وهذا لايتم الا بموافقة امريكية ... وبما ان امريكا غير مفلسة من خيارتها مع حكومة الفشل الديمقراطي..لذا يبقى الحل الاخير هو ظهور تيار وطني شريف ليقود النضال تيار يمتلك قوة تاثير بالشباب وقوة في استقراء الحدث والعمل باستراتيجية للقضاء على المنحرفين.... حركة شبابية مناضلة ضد الطغيان الجديد.. وهنا نلطق الصيحة من جديد للشرفاء ونقول هيا فتوة للجهاد ... لاامل الا بفكر جديد يتحمل الاعباء ويرتكز على رؤية واقعية تربط الحاضر بالماضي وترسم طريق الحرية.... ديمقراطية السقطة قادتها لايهمهم سوى مناصبهم وكراسيهم.... العراق نبضا حياتنا واستمرار وجو


3 - استغرب
حسين علي الحمداني ( 2009 / 3 / 21 - 12:55 )
ظهور حركة عسكرية تقود البلد أي انقلاب عسكري وهذا ما يريده السيد علي عبد داود وهذا ما حذرنا منه في مقالنا الذي ربما لم يطالعه بالشكل الصحيح او اساء فهمه إننا لا نطعن بالحكومة الديمقراطية المنتخبة من قبل الشعب بقدر ما نحذرها من مغبة ادخال زمرة البعث في صلب العملية السياسية الديمقراطية أما ان تكون أمريكا راضية أو غير راضية فهذا شانها وبالتالي نرجو من مثقفينا الابتعاد عن القراءات الخاطئة للمواضيع مع تقديرنا

اخر الافلام

.. بشكل فوري.. الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء بخان يونس ورف


.. الفلسطينية التي اعتدى عليها كلب الاحتلال تروي تفاصيل الجريمة




.. أخبار الصباح | بايدن ينتقد المحكمة العليا.. وأول تعليق من إي


.. -تايمز أوف إسرائيل- تستبعد إرسال الجيش الإسرائيلي للآلاف من




.. علاقة السمنة بانقطاع التنفس أثناء النوم