الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة عندي .. وأنا بوهندي ؟ ... أحاديث على هامش القمة الموعودة

داود البصري

2004 / 4 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


مأساوية المشهد السياسي والإجتماعي والإعلامي العربي سرعان ماتحول لساحة عرض كوميدية هائلة الأبعاد والمساحات والرؤى والتصورات تشمل في كينونتها العديد من المواقف والمتغيرات والتطورات الميدانية التي عجز النظام الرسمي السياسي العربي عن التفاعل معها وإحتوائها أو التعامل معها بشفافية ووضوح وتجرد سيما وأن النظام العربي إتسم بالجمود والتخشب وعدم القراءة الذكية لتغير الظروف والأحوال في خارطة الصراع الدولي مما أدى لشيوع وتمركز التخلف السياسي مما ساهم في في تعقيد كل ملفات التغيير والتطور المنشود للخروج من أحوال الجمود التي طال أمدها أكثر مما ينبغي ، ففي خلال العقد الأخير تغير العالم بشكل دراماتيكي مرعب وتبدلت المعسكرات وإنهارت قوى وأطراف دولية كانت تمتلك القدرة التامة على تدمير الأرض لمرات عدة ، وبادت إمبراطوريات وأطيح بعروش تصورنا أنها حصينة ، وتغيرت الأولويات ووقف العالم على رأسه وحده العالم العربي من بين أمم الأرض قاطبة بقي يتفرج مشدوها والمياه والتيارات تجري حوله بمختلف الإتجاهات! ووحدها أمتنا بقيت تجتر أخبار حرب البسوس والفتنة الكبرى ومازلنا نبحث عن قتلة عثمان ( رض)! ونزأر ( يالثارات قريش)! فيما تتدافع الأمم من حولنا بالصدور والمناكب لكسب رهان التحدي الحضاري والمعلوماتي وتقليص مساحات التخلف التاريخية وتحقق بعض الإنجازات فيما عالمنا العربي دخل القرن الحادي والعشرين وهو عاري ومكشوف تماما حتى من ورقة التوت! وليس في الأمر غرابة ولاعجب لاسيما وأن العالم العربي وطيلة العقود الخمسة المنصرمة من الزمن العربي المستباح لم يكن إلا مسرحا وحقلا تجريبيا للأفكار والمدارس السياسية الفاشية الفاشلة من ناصرية وبعثية وأخيرا تيارات ظلامية لاترى التقدم والحيوية إلا في قمع المخالفين وإستباحة دمائهم! وتحاول اليوم فرض رؤاها المتعصبة وتهيمن على السلطة كي تزداد وتتعاظم فضيحتنا الحضارية الشاملة والتي وصلت اليوم لحدودا فاصلة ومصيرية بعد أن وصل السيف للعظم ولم يعد لقوس الصبر من منزع وبات الإصلاح وتغيير الحال ليس طلبا ترفيا فقط بل حاجة إستراتيجية لابد منها إذا كنا نريد أن يكون لنا مكان تحت الشمس ! ، فليس بقصائد عمرو بن كلثوم وحدها تتعزز هيبة الأمم ومكانتها ( ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤها سفينا

إذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا )!!

وليس بقصائد النواح والبكاء على الأطلال نستعيد مكانا كان لنا ذات يوم لتنحسر شمس التنوير عن صحارينا ونعيش في ظلام فكري دامس بينما نرى الأنوار تتراقص وتتلألأ في قفار الأرض القريبة والبعيدة ، لقد بلغ بنا العجز والحيرة مبلغها الفظيع حتى أضحى الحديث عن مناسبة نجتمع تحت لوائها بمثابة تحقق المستحيلات ، وقد جاءت قمة ( إنفجار الدمامل) التي لم يلتأم عقدها في تونس لتكلل مسيرة نصف قرن من العجز والتواكل وسياسة النفاق الجماعية والإبتعاد عن ملامسة وعلاج المشاكل الحقيقية وإخفاء القاذورات تحت السجادة؟ ، وهي سياسة إن نجحت لبعض الوقت وفي ظروف معينة فإنها لايمكن أن تستمر لمالانهاية! وقد حانت لحظة الحقيقة ، ثم لتنكشف الأمور على حقيقتها ويتحول الصراع السياسي ليس لمناقشة أسباب ماحصل وتجاوز تلك الأسباب وإيجاد الحلول ولو كانت مؤلمة ، بل لتتوسع شقة الخلاف حول مكان عقد القمة وهل تكون كما هي العادة بعد كل خلاف عربي كبير في القاهرة أم تكون في عاصمة عربية أخرى! ثم نرى التصريحات والزيارات والتحليلات تبتعد عن مناقشة الأسباب لتدخل في النتائج دون مقدمات!!.

ليس المهم ياجماعة الخير أن تعقد القمة المنتظرة في القاهرة أو تونس أو حتى مقاديشو! ، بقدر ماهو مهم التركيز على الفائدة المرجوة والنتيجة المتوخاة من أي قمة قادمة تعقد وتلتأم في ظل القبلات والصور التذكارية ثم البيان الختامي الذي لن تجد مقرراته طريقها للتنفيذ؟

لقد شبعت شعوبنا قمما ومؤتمرات ولقاءات ولكنها لم تلتق يوما على هدف متحقق مشترك سيما وان بيت العرب ( الجامعة العربية) وفي عهد ( الباشا العتيد) قد تحولت لأرض يباب ينعق البوم في أرجائها وفقدت قوة الزخم وبات إصلاحها وحتى تجاوزها مطلبا ملحا ، فبدون عمليات هدم الآيل للسقوط لن يقوم بناء جديد..! هذا ماتؤكده كل الحسابات الميدانية الدقيقة!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز