الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اميركا وسياسة الانكفاء علي الذات

احمد عصفور ابواياد

2009 / 3 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


بسم الله الرحمن الرحيم
الدول كالانسان بتطوره ، فيبدا وليدا ضعيفا حتي يشتد عوده ويدخل مرحلة الشباب ، ومن ثم يدخل مرحلة الشيخوخه فالموت والفناء ، هذه سنة الخالق في خلقه ، لان الثبات صفة نلازم الخالق فقط فهو الحي الموجود القوي العزيز الجبار المنتقم ، كم من امبراطوريات كانت فتيه وممالكها لاتغيب عنها الشمس وافلت وافل مجدها ، فقديما كان الرومان والفرس ، ثم دولة الاسلام ثم الدولة العثمانيه ، حتي ورثها الاستعمار الحديث ممثلا ببريطانيا وفرنسا ، فبظهور الولايات المتحده قبل 200 عاما ونيف ، كاكبر دوله بالمساحة علي قاطبة الارض ، وبعد حروبها الداخليه ، انكفأت علي نفسها ، للملمة جراحها واعادة بناء ذاتها واستمرت حالة الانكفاء حتي عام 1940 ابان الحرب العالمية الثانيه ، بعد ان كانت علي حياد بتلك الحرب ، خطأ سياسي تبعه قرار عسكري غير وجه الخارطه بكوكبنا الارضي ، طموح اليابان بالاستيلاء علي جنوب شرق اسيا ومن ثم الالتفاف حول اميركا الشماليه واحتلالها وملاقاة القوات الالمانيه بمحاور الشرق والغرب أي وضع العالم بين كفي كماشة الزحف الياباني شرقا والالماني غربا ، ادي بالامبراطور الياباني باخد قرار ضرب ميناء هاربر ونقل المعركه اتجاه اميركا الشماليه ، كانت تلك الضربة المفاجئة لاميركا وحيادها ، فارتدت من انكفائها باشرس حرب خاضتها الي جانب الحلفاء ادي الي انهيار اليابان والمانيا ، وظهور قطبي قوه جديده متمثلة بالاتحاد السوفييتي والولايات المتحده الامريكيه ، ومن ثم اعادة تقسيم مناطق النفوذ مرة اخري ، فاطلقت يد الاتحاد السوفييتي باسيا واوروبا الشرقيه مقابل حلول اميركا محل الاستعمار البريطاني والفرنسي ، وظهور استعمار بلون جديد وثقافه جديده ، الا وهو الاستحمار السياسي والاستحمار الاقتصادي ، نقيضا للاستعمار التقليدي صاحب الجيوش واحتلال الارض والشعب ، شذ عن تلك القاعده الاستعمار الاستيطاني متمثلا بدولة الكيان وروديسيا وجنوب افريقيا بافريقيا سابقا .
ويسأل البعض ماهو مفهوم الاستحمار السياسي ، فهو عباره عن احتلال الدول بدون جيوش لاراضي وشعوب دول الاستعمار كما كان سابقا ، بل هو زحف سياسي واقتصادي وجعل دول الاستحمار تحت النفوذ الاميركي والتبعيه السياسيه والاقتصادية لاميركا ، أي نهب خيرات الشعوب ودفع ثمن الاستحمار من قوت تلك الشعوب ، بذرائع شتي منها المساعدات الاقتصاديه متمثله بالبنك الدولي التي تمتلك به اميركا حصة الاسد ، وقروضه سياسيه بالدرجة الاولي ومايعرف بمؤسسات التنميه الدوليه ، والمساعدات الامريكيه تاره ، وتارة اخري تحت مفهوم حماية الديمقراطيه وكم من شعوب ذبحت تحت هذا الشعار المنمق ، وازيحت حكومات ورؤساء نتيجة تلك السياسة ، والاستيلاء علي منابع النفط والمواد الخام من خلال الاسعار الزهيده التي تدفعها اميركا نظير ذلك ، وارتضت تلك الدول بان تكون تحت الاستحمار الاميركي وترهن قراراتها السياسيه والاقتصاديه لاميركا ، وكانها حمار سخره للعمل فقط ، من الله علي شعوب الارض وقدرته تتجلي بان اميركا طغت وافسدت وارتكبت جرائم ضد الانسانيه باليابان والمانيا والعالم وافغانستان والعراق وفلسطين ، فجنون القوه دفها للاستعلاء بعد انهيار الاتحاد السوفييتي فاراد الله الانتقام للضعفاء فمن علي العالم واميركا برئيسها المخبول جورج بوش الابن ، ذلك المعتوه الذي اراد ان يعيد التاريخ الي الوراء لزمن الحروب الصليبيه فادخل اميركا بحروب وتكلفة حروب عجزت خزينتها عن تحملها بالرغم من مئات المليارات التي اخذها من دول الاستحمار نتيجة مايسمي التهديد لامنها ، فجلب الكوارث الاقتصاديه للعالم واميركا ، وكبل الحريات بها تحت شعار مكافحة الارهاب الذي اصبح هوس اطار بعقله فدفعت اميركا نتيجة جنون العظمه الذي اصابه بالاف من جنودها قتلي بساحة المعارك وانهار اقتصادها مما ادي لانهيار للسوق والاقتصاد العالمي ، ولم تحقق اميركا أي هدف من رعونة بوش اللعين ودخلت بانهيار اقتصادي سريع ، نجم عنه انتخاب اوباما رئيسا جديدا لها بسياسة اصلاحيه بانقاذ مايكن انقاذه ، ولكن سنة الخالق تتجلي بان نجم اميركا الي افول ، وحسب قرائتي للاحداث ستنكفيء اميركا داخليا للملمة جراحها النازفه ، وهنا اما ظهور موازين قوي جديده مرشحه لها الصين وروسيا كقوي عظمي جديده ، وان دور اميركا بالاستحمار ولي وبتناقص ، ان لم تفتك بها تلك الازمه وتتفكك كما تفكك الاتحاد السوفييتي سابقا الي دول ودويلات ، وتكون اميركا من التاريخ اسوة بالاخرين ، فالايام حبلي بالمفاجات ودمتم ودام الوطن بالف خير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - درس ديني بليد
تيماء ( 2009 / 3 / 22 - 17:40 )
كاننا محتاجين الى درس ديني يلقيه علينا الكاتب ليذكرنا بكل ما يمت الى التخلف بصلة
فللاسف يبدو كما يظهر الكاتب انه ما زال هناك من يظن انه لن يكون شاذا بين مجتمع يبجث عن النور والاستنارة والتطور والحضارة.
وياتي ليقول لنا ان سنة الخالق قررت ان تتهدم امريكا وما علينا سوى الانتظار لنرى نهاية الفيلك الاسلامي الكبير
اظن ان السيد الكاتب يكتب لموقع يمت لاحد الاحزاب الاسلامية ولكنه يخطيء فيبث مقاله المتواضع في صفحة حوار اليساريين والتقدميين والعلمانيين
كم هناك ناس مساكين

اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق