الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمرو بن العاص و الاستراتيجية العراقية

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2009 / 3 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كانت زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد "عمرو بن العاص" إلى العراق فرصة سانحة لي ككاتب و مراقب سياسي لكي أقوم بالحكم على السياسية الخارجية العراقية و مدى نجاحها أو فشلها بالمعايير العراقية و الوطنية، و بينما يستعد الشعب العراقي للاحتفال بعيد النوروز العالمي و ذكرى ثورة البطل الفارسي الإيراني الشهير كاوه الحداد على الطاغية الداهاك، فإن الحكومة العراقية تحضر نفسها لأسبوع مكافحة الفساد و الذي نرجو أن لا يكون أسبوعا للثرثرة الكلامية فقط، إننا كعراقيين بحاجة ماسّة لبناء مراكز البحوث و الدراسات الجيوبوليتيكية لكي تستطيع الحكومة العراقية من بناء منظومة سياسية براغماتية تراعي مصالح الشّعب العراقي أولا و أخيرا و بعيدا عن الأيديولوجيا الدينية و النظريات القومية العنصرية التي تهدد على الدوام بتمزيق الوحدة الوطنية.
ردّد عمرو موسى و بشكل مكرر عبارة "عروبة العراق"!! في إشارة واضحة لا لبس فيها إلى أن على الدّولة العراقية أن تعود إلى العهود السابقة في أن يصبح مرة أخرى جزءا من المحاور التكتلات في إعادة سمجة لما عاشه العراق أيام قادسية الدكتاتور البعثي صدام و جبهات القتال شرقا و جنوبا، و إذا كان العراق بحاجة إلى علاقة متينة ـ و هو البلد المظلوم جغرافيا ـ مع كافة دول الجوار و العالم، إلا أن المالكي صرح تصريحا يشفي الصدور حينما أعلن و في خضم زيارة عمرو موسى بأن: العراق يرفض سياسة المحاور.." و بالتالي لن يكون العراق بحاجة لأن يقف في الصف العربي ضد إيران أو مع إيران ضد الولايات المتحدة، فالعراق لا يمكن له و هو البلد المنهك و المدمر أن يكون جزءا من أي صراع، كما أن العراق حريص ـ أو أن عليه أن يكون حريصا ـ في توفير أجواء السلم و الاستقرار في داخل و محيط العراق، و لكن على العراق أن لا يتخلى أيضا عن تحالفه مع الدول الكبرى و تحديدا الولايات المتحدة الأمــــــريكية التي لا تزال تدعم الدولة العراقية و إن كان من أهم أولويات العراق الحفاظ على الهدوء الحالي و تفادي أي صدام أمريكي إيراني.
يمكن للعراق أن يحول نفسه إلى محور إيجابي في المنطقة، عبر تحويل البلد إلى مغناطيس لجلب الاستثمارات المالية و المشاريع الإقتصادية بعيدا عن التنظير الأيديولوجي الفارغ، و قد سبق لنا و أن رأينا كيف أن أحزابا دينية و تيارات معممة و حينما تمت مناقشة "قانون الاستثمار" في البرلمان راحت هذه الكتل القروسطية المتخلفة تضع القيد تلو الآخر على المستثمر الأجنبي، بحجة أنه يهودي أو صهيوني إمبريالي!! يمكن أن يتسلل إلى الاقتصاد العراقي، مع أن العراق لا يملك أي اقتصاد على الإطلاق.
إن الدولة العراقية يجب أن تبني فلسفتها السياسية و الاقتصادية و حتى الاجتماعية على أساس العلمانية المعتدلة و البراغماتية التي ستمكن العراق من تجاوز المحنة الطائفية و القومية، و الواضح أن المالكي حينما اختار لقائمته الانتخابية اسم "إئتلاف دولة القانون" كان مدركا تماما أن الشعب أصبح واعيا و رافضا للمتجارة بالدين أولا و تقسيم العراق قوميا و عنصريا ثانيا، و لذلك لم يكن غريبا أن يفشل المراهنون على الطائفية و القوميون العنصريون الذين يكررون على الدوام تسمية الشعب العراقي بـ"الشعوب العراقية"!! لتقسيم العراق على نسق الزرقاوي و أشباهه.
لذلك نقولها لعمرو بن العاص: العراق ليس دولة "عربية" أو "إسلامية" بل العراق "عراق إنساني مقدس بذاته".
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرأي القويم
طلال ( 2009 / 3 / 21 - 20:09 )
حلو هذا هو المنطق السليم الذي نحتاجه في هذا الوقت و كل الاوقات


2 - عراق انساني مقدس بذاته
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 22 - 06:19 )
احييك سيدي واشد على يدك ليكن شعارنا الان وفي المستقبل عراق مسالم يرفض سياسة المحاور والنفخ في قرب مثقوبه لمصطلحات عفى عليها الزمن واثبتت فشلها الذريع


3 - جامعة الدول العرجاء
جحا القبطي ( 2009 / 3 / 22 - 11:23 )
بل علي كل الدول الناطقة العربية أن تحذو حذو ما كتبه الكاتب عن العراق ولتكن كل دولة كيان مستقل بذاته دون تكتلات إيدولوجية أثبتت الأيام ركاكة وعدمية مؤثراتها اللهم الخراب الإقتصادي والجهل الثقافي وتمكن الديكتاتورية من الشعوب


4 - true
rushdi ( 2009 / 3 / 22 - 18:12 )
very good!


5 - عمرو بن العاص ثانية
ابو العلا العباسي ( 2009 / 3 / 22 - 18:31 )
أحسن الكاتب باخياره عمرو بن العاص تشبها بعمرو موسى فالأول استطاع بمكره من الانحراف بدولة الاسلام عن خطها الانساني العادل الى دولة تسلط ورشوة وعمرو الاخر وما أدراك ماعمرو يقتل القتيل ويمشي بجنازته وهو موظف يتكلم بما تدر عليه وظيفته من دخل. على السياسيين العراقيين بكل ألوانهم واتجاهاتهم ان لاوجاهة لهم ولاكبرياء ولا حضن غير حضن العراق وشعبه ويجب ان لايلدغوا من نفس الجحر لعشرات المرات ,لافائدة من المحاور الغبية التي ودتنا بداهية ولا بالتنظيرات البائدة البائسة التي اغرقتنا في دياجير الظلام. فلا صديق دائم ولا عدو دائم وانما مصلحة الوطن فوق كل المصالح

اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل