الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألعقلية العربية ...

شامل عبد العزيز

2009 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


هذه ألمقالة من ألمقالات القديمة ألمحفوظة لدينا ونظراً لصدور قرار ألمحكمة ألجنائية بحق عمر البشير قررنا ألنشر للربط بين بدايات أزمة دارفور وقرار المحكمة نتمنى أن تنال رضا بعض القراء الأعزاء .
أن ألأصوات العربية ألمرتفعة حالياً ضد التدخل الدولي في إقليم دارفور هي ذات الأصوات ألتي علت دفاعاً للحيلولة دون سقوط نظام طالبان ألظلامي سابقاً وهي ذاتها التي قاربت على الانتهاء من النحيب والزعيق لصالح صدام حسين بالأمس واليوم وتنظر هذه الأصوات حالياً للتدخل الدولي في دارفور نظرة المريب ولا تنظر إلى حدث الإبادة الإنسانية في دارفور كونه حدثاً وحشياً يستحق التحرك والإدانة ( الذي تمارسه حكومة السودان بالإضافة إلى حوادث الاغتصاب المنظم والتهجير العرقي والقتل الجماعي ) حيث تشير التقارير عن طبيعة سير الاغتصاب المنظم لفتيات في عمر الثامنة وحتى عجائز في الثمانين من العمر . لقد قضت الأحداث في دارفور على 50 ألف نسمة ( حالياً 200 ألف) وفر مليون نسمة ( حالياً 2 مليون). من منازلهم ثم ظهر عمر البشير ليقول بان القضية برمتها تحاك ضد ( الدولة الإسلامية) ؟ إن العرب أسياد في خلق الأزمات ومن الدرجة الأولى دوماً ينجحون في صنع الأزمة بجدارة لقد أضحوا عائقاً لتقدم الأمم وأصبحوا يشكلون خطراً على السلم العالمي . إن المجازر والحروب على مدى التاريخ العربي والإسلامي لم تكن يوما محط نقد أو إدانة إذ أنها تعد من مسلمات الأمور وبديهياتها إضافة إلى أنه من حق خليفة وأمير المؤمنين ذاك الزمان أن يأمر بسحل أ وقطع عنق إنسان أو مجموعة من الناس دون محاكمة عادلة ناهيك عن التعدي والغزوات المستبيحة لكرامة البشر المتمثلة في مفهوم السبي وتوزيع الغنائم من النساء والأطفال بين المقاتلين العرب والمسلمين كأنهم أدوات وعدد من قوس وسيف ورمح وفرس أو إرسال رأس زعيم المحاربين الأعداء ( حتى لو كان مسلماً) مقطوعة أو ملفوفة بخرقة لتشبع شبق أمير المؤمنين وتسر ناظره برؤيتها والتشفي بها . هذه كانت ثقافة سائدة وطبيعية في المفهوم العربي والإسلامي قديماً وعليها انسحبت وبنيت اللامبالاة للإنسان وحقوقه وكرامته في الوعي العربي المعاصر فلا غرابة من أن يلتفت العرب بمباركة من التيار الديني بحنق شديد إلى قطار التدخل الدولي في إقليم دارفور..
إنها مسؤولية أخلاقية مطروحة على عاتق المجتمع الدولي والمتمثل في الأمم المتحدة ولاشك بان التدخل سيترافق مع إطلاق العنان للخيالات والترويجات العربية السياسية المعتادة وإقحام النظرية الممجوجة الدائمة ( المؤامرة) والتي ستنبع من دول عربية متمثلة بما لديها من أحزاب سياسية علنية أو سرية أو تيارات دينية لتتصادم مع كل ماهو توجه دولي خلافي مع العرب وعلى الدوام كما كان الحال مع إقليم كوسوفو عندما تأخر المجتمع الدولي من تنفيذ مهام مسؤولياته الأخلاقية لوقف المجازر ضد المسلمين هناك كانت نظرية العرب المعهودة تخيم في سماء البلقان حينها بالأقاويل أن الغرب والولايات المتحدة لايتدخل ضد المسيحيين الصرب كونهم مسيحيين وان المستهدفين هم من المسلمين وعندما بدا العد التنازلي لرحلة الصاروخ كروز عابر القارات ( المنقذ) ليوقف نزيف المذابح ضد المسلمين الألبان غيرت اسطوانة ( المؤامرتية العربية) من معزوفتها وأوعزت سبب التدخل مصلحة الولايات المتحدة بالسيطرة على جغرافيا أواسط أوربا وعلى نفط البحر الأسود كما هو الحال مع مؤامرة نفط العراق وهكذا دواليك الإشكالية مستمرة مع العرب في كل الأحوال وهكذا كان الحال مع صدام حسين ونظامه المخلوع اذ تمكن العرب بقطاعيهم الحكومي والشعبي التجاوز متعامين عن مأساة المواطن العراقي ورزوحه الطويل الأمد تحت وطأة نظام حكم قاس لايرحم ونظام نُصر بالرعب من كثرة المقابر الجماعية وبتر الأطراف والألسن والأذان ورش المواطنين بالمبيدات الكيماوية كأن هذا الجزء الوحشي اللانساني أعتبر ذو أهمية في الثقافة العربية ولم يرق إلى مستوى التنديد أو ألإدانة وبالتالي لم يتعال الأصوات بشأنها لكن بقدر ماأبدع في المقابل الإنسان العربي في السطحية وفن التهويل والتنديد والتظاهر ضد كتب وكتاب الإبداع الفكري وأنشأ الجمعيات المناصرة باستماتة من أجل انتشار ثقافة حجاب المرأة السياسي السطحي بل وخصص يوماً عالمياً للحجاب في حين لايرقى الاغتصاب والتهجير والقتل الجماعي في دارفور وغيرها أو مما يحدث في غيا هيب السجون العربية إلى مسيرة احتجاجية جماهيرية عربية توجه رسالة أخلاقية وقوية وعاجلة للحكومات العربية بما فيها الجامعة العربية تندد وتعبر عن هول مايحدث من انتهاكات إنسانية
هناك خلل جلي في التفكير العربي وفي عدم الوضوح في ممارسة الأولويات بحسب أهميتها
إن العقلية العربية في أمس الحاجة إلى تدخل دولي جراحي عام لإصلاح العطب يبدأ بالتعليم وينتهي بكرسي الحكم مُتيحاً حق التداول السلمي للسلطة على أساس المنهجية الديمقراطية والتي هي منهاج حكم غربي بحت ولأنجد للديمقراطية اسماً أخر أو كما يتم اقرأنها تضليلاً بمصطلحات عربية إسلامية تاريخية بغية اختطافها .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثقافة النفـــــاق
كنعـــان ايرميا ( 2009 / 3 / 22 - 21:37 )
ياستاذ شامل المشكلة ... ولن ترضــى الاعراب عن امريكا حتى لو اختـــاروا ابن حســــين حاكما لهم فما اسهل القول انه من القبوريين الروافـــض العلة انهم يرون القذى في عيون الاخرين ولايرون الخشبة التي في عيونهم والى المزيد من التنوير ايها الاستاذ العزيز


2 - ثقافة السذاجه والتفكير السطحي
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 23 - 08:08 )
جموع كبيره من مواطني الدول العربيه ونتيجة حكم الطغاة اللذين رسموا سياسة الجهل والاوهام والبطولات الفارغه لترسيخ حكمهم وحكم عوائلهم مصابين بمرض الخرافه الذي من اهم اعراضه هذه السذاجه في التفكير والمنطق واعطاء اهميه كبيره لقشور الحياة وترك اللب والاصل فتثار قضية الحجاب وكانها هي الحياة والموت والتقدم والتراث وترك المصائب الجليله التي تمر بها من اقتصاد منهار الى قتل وتهجير ومقابر جماعيه وسلطه غاشمه وغياب لابسط الحقوق البشريه في العيش


3 - عن أي عرب يتحدث الكاتب
أبو هاجر: الجزائر ( 2009 / 3 / 23 - 11:03 )
يبدو أن هذا الموقع المحترم بدأ ينزلق نحو مواقف عنصرية معادية للعنصر العربي .كثيرة هي المقلات التي تتهجم علىالعرب وكثير منها ذهب حد انكار وجود شيء يسمى عربا. هذا لايمت بصلة للعلم و لا للتفكير العلمي ، إنما يعكس مواقف عنصرية متخلفة حاقدة .عندما يتكلم السيد الكاتب المحترم عن العرب هل عرف رأي كل العرب .حسن الترابي نفسه وهو داخل السجن قبل خروجه منه أيد وبقوة محاكمة البشير ،وبعد خروجه مباشرة أكد موقفه ،بل أجزم ان كل العرب يؤيدون محاكمة حكامهم ومضطهديهم .اما أذا وجد من يدافع عن هذا الحاكم أو ذاك لمصلحة تربطه فهذا شيء طبيعي .حتى هتلرهناك من يدافع عنه في ألمانيا. إن التعميم في الأحكام ، لا يدل ألاعلى ضعف علمي ،أو حقد، أو الإثنين معا .


4 - شكراً جزيلاً
شامل عبد العزيز ( 2009 / 3 / 23 - 16:19 )
الاستاذ كنعان شكراً على التواصل أتمنى لك كل الخير . الاستاذ عدنان . أرجو أن لاتحرمنا من تعليقاتك . محبتي وتقديري . الاستاذ أبو هاجر . شعار الحوار المتمدن . يساري علماني ديمقراطي وأعتقد ومن خلال الشعار فانه أبعد مايكون عن العنصرية ولو قرأت المقال بصورة حيادية دون برمجة مسبقة لوجدت أنني أدافع عن العرب ولكن بطريقة تختلف عن طريقتك . شكراً

اخر الافلام

.. -سأهزم دونالد ترامب مجددا في 2020-.. زلة لسان جديدة لبايدن |


.. في أول مقابلة بعد المناظرة.. بايدن: -واجهتني ليلة سيئة-




.. فوز مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية بنحو 55% من أص


.. القسام تنفذ غارة على مقر قيادة عمليات لجيش الاحتلال بمدينة ر




.. -أرض فلسطين بتفتخر بشعبها-.. غارات الاحتلال لا تزال تحصد أرو