الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنتنا مع الحكام

حسين علي الحمداني

2009 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تضيء في كتابات ابن خلدون بعض أسباب وجذور الاستبداد في الدولة العربية، الأول تداول السلطة بالقوة والثاني دينية الدولة فقد استغل الحكام وظيفتهم الدينية في إضفاء قداسة على دورهم كخلفاء وأنهم يحكمون باسم الله , هذا فضلا عن وجود عوامل اقتصادية- اجتماعية وثقافية- وأبن خلدون كتب وكأنه يعيش واقعنا العربي الحالي فاليوم طالعتنا الأخبار بأن دار الإفتاء السودانية أفتت بعدم سفر البشير للدوحة لأن الدولة في حالة مواجهة مع العدو وأسندت فتواها بأن الخليفة الأول ابو بكر لم يغادر المدينة في حروب الردة!! غريب هل البشير خليفة رسول الله؟؟؟ قد يكون لما لا طالما إن الحاكم العربي يستخدم الدين لحظة يحتاجه فيكون أميرا للمؤمنين وخليفة وتطلق عليه الألقاب والمسميات التي تتعدى أسماء الباري عز وجل .
يتصور الحكام العرب أن الشعب العربي ساذج ولكنهم هم الساذجون ولكن لا يعلمون .. غدا سيركب البشير حصان أبيض ويقول أنا المنقذ لأمة الإسلام وأنا حامي حماها وسيطلقون عليه أسم عبد الله المؤمن كما أطلقوه على الذين من قبله فداستهم أقدام الشعوب.
هل أنتم معي ان النظام السياسي العربي أستهلك نفسه وبات يدور في حلقة مفرغة من الشعارات التي لم يعد يؤمن بها مواطن عربي في قرية عربية لم تصلها بعد الكهرباء , ونظرية المؤامرة وعقليتها لم تعد تجدي نفعا في اقناع شعب من الشعوب العربية إن الديمقراطية الغربية تعني دمار الشعوب وان أفضل طريقة لتحقيق الرفاهية للشعب هو أن يظل الحاكم حاكما حتى يشاء الله أمرا كان مقضيا.
لم يعد الشعب العربي ساذج ولكنه مجبر أن يصفق ويهتف وأحيانا يموت فداءا للقائد والزعيم وهو في كل الأحوال ميت أما بنيران الأعداء أو بمسدسات (الرفاق) في فرق الإعدامات التي تشكل الخط الأول الذي يخشاه المقاتل العربي في الحروب التي يجبر على خوضها.
السؤال هنا هل يحتاج النظام العربي في الوقت الحاضر إصلاحات ؟؟ ربما هذا السؤال طرح أكثر من مرة وفي كل مرة تكفهر وجوه الحكام العرب ويختلقون ألف عدو وعدو من أجل أن لا يأتي الإصلاح من الداخل أو الخارج , وتروج صحفهم وكتابهم عن مخاطر الإصلاح والتغيير طالما أن رأس النظام لا يريد هذا , وحتى لو أراد هذا فأن الإعلام العربي الرسمي سيقنعه بأن ((صلاح الأمة)) ببقائه في السلطة لأنه يمثل كل الشعب وأن لم يكن متأكدا فليفتح التلفاز أو الراديو وليستمع لابتهالات أئمة الجمعة ودعوات المصلين وحناجر الأطفال وهي تصدح بحبه وصورته مرسومة في حدقات عيونهم!!!
فيقتنع الرجل أكثر مما هو مقتنع وفي صباح اليوم التالي ينظم له حفل استقبال حاشد للمحامين العرب أو العمال العرب أو غيرهم من النقابات وهي عبارة عن أشخاص جاهزون للسفر والتصفيق ويستمع إليهم ما يثلج صدره وكل منهم يحكي له عن حب أطفاله له فيغدق عليهم بالعطايا وينام بضمير مستريح. قبل سقوط النظام الصدامي في العراق كنا نمعن النظر بالكتاب والمثقفين العرب وهم يأتون لبغداد كلما اقتضت الضرورة ذلك فيعيدون البعة لقائدهم ويغرفون من خيرات العراق ويعودون , وسبحان الله نفس الوجوه شاهدناه حاضرة في دمشق وطرابلس الغرب وسمعناها تتغنى بهم وتكتب الشعر لهم وها هي في طريقها للخرطوم لكي تعرض مسرحية الولاء للأمراء وتغترف من بيت المال , أنهم انفسهم الذين مجدوا صدام يمجدون الآن البشير وغيره من حكام العرب الذين يؤكدون لنا إنهم هم الساذجون.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل فوري.. الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء بخان يونس ورف


.. الفلسطينية التي اعتدى عليها كلب الاحتلال تروي تفاصيل الجريمة




.. أخبار الصباح | بايدن ينتقد المحكمة العليا.. وأول تعليق من إي


.. -تايمز أوف إسرائيل- تستبعد إرسال الجيش الإسرائيلي للآلاف من




.. علاقة السمنة بانقطاع التنفس أثناء النوم