الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مصالحة مع القتلة البعثيين

طارق الحارس

2009 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


حسنا فعلت الحكومة العراقية من خلال تصريحات المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ، وكذلك من خلال بيانها الصادر مؤخرا لتوضيح معاني مبادرة المصالحة الوطنية التي أطلقها السيد رئيس الوزراء مؤخرا ، إذ اعتقد بعضهم أن المالكي يريد فتح صفحة جديدة مع حزب البعث وأزلامه للعودة الى الساحة السياسية العراقية فتصريحات المستشار الاعلامي والبيان أوضحا ما لايقبل الشك أن الحكومة العراقية لن تخترق الدستور ولن تتصالح مع القتلة والارهابيين الذي دمروا البلاد خلال حكمهم وبعد سقوطهم أيضا .
من هذا يتضح أن الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء تخص المعارضين السياسيين الذي يؤمنون بالعملية السياسية وبالتغيير الذي حصل بالعراق بعد سقوط نظام الطاغية وهي دعوة لبناء هذا البلد سواء كانوا هؤلاء الأشخاص مع أو ضد الحكومة ، أما أزلام البعث الذين بدأوا ينبحون في المدة الأخيرة فلا مصالحة معهم الا من خلال القضاء العراقي وقانون المساءلة والعدالة .
لقد نجحت الحكومة العراقية الى حد كبير في تحقيق المصالحة مع أبناء العراق الذين قبلوا بفكرة بناء عراقهم الجديد ، لاسيما في المحافظات المضطربة ، بل أن الخطوات المهمة التي قامت بها الحكومة لتحقيق المصالحة كان من نتائجها أن أبناء الشعب العراقي عرفوا حقيقة الجهات التي وقفت ضد بناء البلد وهي التي تتمثل في ( تنظيم القاعدة وحزب البعث المحظور ) وبعض الجهات الأخرى من الانتهازيين والمنتفعين ، لذا قرروا الاتجاه صوب بناء العراق مع الحكومة الوطنية المنتخبة ، بل وحاربوا معها تلك التنظيمات الارهابية ، فضلا عن وقوفهم ضد بعض الجهات السياسية التي كانت خدعتهم بشعارات مزيفة مدة ليست بالقصيرة .
صحوة عشائر الأنبار التي قادها الشهيد الشيخ عبد الستار أبو ريشة ومن بعدها صحوة عشائر صلاح الدين ، والموصل هي خير مثال للمصالحة الوطنية ، إذ أن هذه الصحوة تمت وأنقذت أهلها من دون شروط لأنها آمنت أن المصالحة تعني أولا انقاذ العراق من التنظيمات الاجرامية وأهمها تنظيم القاعدة وعناصر حزب البعث الصدامي الذين حاولوا بطرق عديدة تمزيق العراق وزرع الفتنة الطائفية بين أهله .
المصالحة الوطنية بين العراقيين تمت من دون فرض شروط ، أو قيود ، أو شعارات مزيفة يراد من خلالها استمرار الفتن الطائفية ، أو دغدغة مشاعر ضعاف النفوس فهي ليس المراد منها أن ننسى دماء أهلنا ، أو أن نوافق على عودة أزلام البعث الى وظائفهم التي سلبوها في الزمن الغابر وعاثوا بالعراق وأهله من خلالها فسادا وخرابا ، أو أن نوافق على اطلاق سراح جميع المعتقلين من دون محاكمة ، أو أن نوافق على أن تنظيم القاعدة الاجرامي " هم منا ونحن منهم " كما يقول حارث الضاري ، أو أن نوافق على الغاء القرار الذي أصدرته محكمة الجنايات العليا ضد المدانين في قضية الأنفال ، أو أن نوافق على الغاء العملية السياسية بكل تفاصيلها كما يطالب حزب البعث المحظور لغرض اجراء المصالحة .
لقد انتهى عهد البعث الفاشي بالعراق ولن يعود مرة أخرى .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحوة عشائر الأنبار
تميم الزبيدي ( 2009 / 3 / 22 - 22:53 )
ماذا تتصور سيكون موقف الصحوات عند جلاء قوات الاحتلال؟
الصحوات يا سيدي تضم في صفوفها بعثيون من القياده الوسطيه والاعضاء..وهم يجمعون السلاح و ينتظرون... الانتظار سهل لابناء البلد الذين يعيشون على ارضه...
لقد أثبت الزمن ان الشعب العراقي غير معني بما ينصبه الاحتلال...والزمن امامنا
...


2 - تفكير منطقي
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 23 - 08:31 )
المقال الذي قراته الان اوضح بجلاء ما هو معروف بالمصالحه وبين بكلمات قليله معنى وهدف المصالحه وهو حقا منطق الشعب العراقي وكل اطيافه شكرا لك سيدي

اخر الافلام

.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة