الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتظار على بوابة الأمل

مازن حمدونه

2009 / 3 / 27
الادب والفن


د.مازن حمدونه
سيدتي ...
جاء الصوت ليعلن اني مازلت على قيد الحياة .. وهناك أملا مازال ينتظر بوابة الانتصار بعد عراك الزمن .. بعد قسوة الأيام والليالي التي انتحرت على صخرة الانتظار
سيدتي
أنا ليس غواصا في مياه أسنة فمن طباع الحياة ان أتربع وسط الأمواج الهادرة .. لم أكن يوما غواصا في ظلمات الفجور .. ولم أكن يوما نحاتا اصنع الوهم .. ولم تخط ريشتي ألوانا داكنة .
نعيش الحلم لنرسم تضاريس الزمن ونزين بساتين القادم من خلف النور ضحكات تجلجل المكان لنعلن أننا انتصرنا على كل المحال ..
سيدتي ..
أتعلمين انك في كل فجر وعند الظهيرة وعندما يمتد الغروب ليلملم ما تبقى له على صفحات الوجود ، من على الجبال والسهول والهضاب .. تحضرين وتبتعدين .. تسافرين .. تغردين .. تبتسمين كعادتك .. يفرقنا المكان .. يجمعنا الزمن على وجنات الأمل .. تحملنا الأشواق على قطرات الدمع ، يغلفها الفرح الخجول .. وحين نعود من حيث أتينا .. ترين إني مازلت في غزة .. وأنت مازلت هناك .. ومازلت احفر ممراً وسط الصخور كي يصبح كلانا هناك .. لم أكن اعلم يوما أنى احتاج لتأشيرة ممرات تنقلني من عالمي إلى عالم ينتظره كل الحلم والأمنيات .. هم لا يعلمون ان القلوب استوطنتها أمالنا وأحلامنا ـ ولم تنتظر ولا تحتاج منهم كل التأشيرات ..

كم حدقت في الصور .. كم حدقت في المرايا .. كم نقلني دفء الصوت من مكان إلى مكان ..من بعد رنين الهاتف يحضر الصوت .. تغرد الدنيا بلا خجل عندما اسمع الصوت .. ارتشف حضورك بعد طول الغياب , اقلب صفحات الكتب .. امر على عناوين الصفحات .. فاراك جالسة كما أنت على كل العناوين .. على رفوف مكتبتي .. على شاشة حاسوبي البلوري .. وتبقين كما كنت في أزهى فستان
كم يرهقني وأنت ساكنة في كل أرواح النساء .. يخال إليك انى املك كل النساء .. او لربما تمتلكني كل النساء .. تعيشين الوهم وهن في عالم لا أعيشه ولن يكون لي فيه مكان او زمان .. ولا هن كذلك لاننى لا املك أكثر من روح واحدة تجسدت في ذاكرة روح امرأة هي مازالت بكل النساء .. فلطفا بكل النساء لأنهن جميعهن لي ليس أكثر من عمات ، أو خالات ، أو أخوات
سأحضر يوما مهما تباعدت المسافات .. مهما امتدت جغرافيا المكان .. مهما غاب رنين الهاتف .. فاني سأنقب عنك من بين عناوين الأرض .. وصورتك مازلت على راحة كفي تلازمني فهي مازلت سر سكينتي وتسكين الوجع الذي امتد من الوريد والوتر إلى ان وصل الشريان .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غزة حبيبتي والفلسطيننيون المهجة
منصور الريكان ( 2009 / 3 / 26 - 22:01 )
يا دكتور تؤلمني وسأبكي لان السفاحين في هذا الزمن هم الذين قتلوا غزة والبقاء لأهلها ولكن لننظر للاخر ماذا يملك ونحن ماذا نملك

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟