الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


س وج في قضية أوكامبو والبشير

خالد الكيلاني

2009 / 3 / 24
دراسات وابحاث قانونية


هل العدالة الدولية مختلة المعايير؟ ولا تستطيع المحكمة الجنائية الدولية أن تحاكم ‏سوى الدول الضعيفة؟ ج: نعم.‏
أليست الجرائم التي ارتكبها شارون وأولمرت وباراك ونتنياهو ضد الفلسطينيين في ‏الأرض المحتلة، وبوش في العراق هي جرائم إبادة جماعية سبقت جرائم البشير المزعومة ‏في دارفور؟ ج: نعم هي كذلك.‏
لماذا إذاً لم يطلب المدعي الدولي لويس أوكامبو التحقيق في جرائمهم وطلب ‏محاكمتهم؟ ج: لم يفعل ولن يفعل ذلك في المستقبل القريب.‏
هل تقف أمريكا وبعض الدول الأوروبية وراء قرار المحكمة الجنائية الدولية من أجل ‏إضعاف السودان وتقسيمه طمعاً في ثرواته؟ الإجابة نعم بالطبع.‏
هل ارتكب نظام الرئيس عمر البشير جرائم إبادة جماعية في دارفور كما يزعم ‏المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، ولديه الأدلة التي قدمها ‏للمحكمة فأصدرت قراراً بتوقيف (القبض على) الرئيس البشير والتحقيق معه، الإجابة نعم ‏ليس فقط نتيجة للتحقيقات الدقيقة التي أجراها على مدى 3 سنوات جهاز المدعي العام ‏الذي يمثل النيابة العامة على المستوى الدولي، ولكن أيضاً بشهادة عدد كبير من المنظمات ‏الحقوقية الدولية المحترمة، من بينها منظمات عربية ومصرية لا تكن عداءً للرئيس ‏البشير، ولا تضمر طمعاً في ثروات السودان، ولا تهدف إلى إضعافه أو تقسيمه.‏
نعم معايير العدالة الدولية مختلة وليس هناك أمل قريب في تقديم مجرمي الكيان ‏الصهيوني أو بوش إلى المحاكمة لأنهم ينتمون إلى دول قوية، كما أن العالم لا ينظر إلى ‏جيش احتلال يرتكب جرائم حرب ضد مدنيين في دولة تقع تحت الاحتلال مثل نظرته إلى ‏حكومة وطنية يرتكب أفرادها جرائم ضد مواطنيهم بشكل منهجي، ولا يمكن أن يحتج متهم ‏مطالباً بعدم تقديمه للمحاكمة لأن هناك متهمين آخرين ارتكبوا نفس الجرائم وأفلتوا من ‏العقاب، وعلى هؤلاء الحكام الذين يتحدثون عن اختلال معايير العدالة الدولية أن يحدثونا ‏عن معايير العدالة داخل بلدانهم هل هي سليمة أم مختلة وهل يتساوى أمام المحاكم ‏الضعفاء والفقراء مع أصحاب النفوذ بالمال أو السلطة؟، وهل يتساوى المتهم صديق النظام ‏مع المتهم عدو النظام؟ وهل حاول النظام السوداني أن يغسل يديه من جرائم أتباعه في ‏دارفور أم تستر عليها وعلى مرتكبيها ما عجل بالتدخل الخارجي، فمنذ عامين أعلن ‏أوكامبو اسمي أول متهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور وهما وزير الدولة السوداني ‏السابق للشؤون الداخلية أحمد هارون وعلى كوشيب أحد‎ ‎قادة المليشيات المسلحة في الإقليم ‏وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية قراراً بالقبض عليهما وطلبت رسميا من الحكومة ‏السودانية تسليمهما للمحكمة وكما فعل أخ له من قبل ركب البشير دماغه وقال على جثتي ‏أن أسلم سوداني للعدالة وقدم كوشيب الذي يحمل رتبة مقدم في الجيش السوداني ويقود ‏إحدى ميليشيات الجنجويد إلى محاكمة صورية أمام محكمة سودانية لم تسفر عن شيء، أما ‏أحمد هارون فقد عينه وزيراًً للشئون الإنسانية في دارفور أي أنه أعطى القط مفتاح ‏الكرار.‏
والبشير يحاول الآن أن يخدعنا ويبيع لنا الوهم ويقول لنا أنهم يعاقبونه على مواقفه ‏ضد الأمريكيين في العراق والإسرائيليين في غزة!!، هل أطلق البشير رصاصة واحدة ‏ضد إسرائيل؟!!، أما أخوتنا الطيبون المخدوعون الذين يدافعون عن البشير بحجة أن ‏الشعوب وحدها وليست أمريكا والغرب هي التي تملك شرعية محاسبة الحكام وتغييرهم، ‏وهذا صحيح، نسوا أن هؤلاء الحكام هم بأنفسهم الذين جعلوا أوطانهم مطمعاً للجميع، أما ‏عن مسألة التغيير بأيدي الشعوب فهو نكتة لطيفة ... لكنها لا تضحكنا، لأن التغيير الوحيد ‏للحكام الذي يحدث في بلادنا هو تغيير حكام "ماتشات الكورة"، وليدلني أحدكم على حاكم ‏عربي واحد تم تغييره بيد الشعب طوال قرن مضى، ومحاولة تصوير الأمر على أنه ‏اعتداء على سيادة الدول هو نوع من اصطناع التماهي بين الرئيس والوطن والإيحاء بأنه ‏إذا سقط الرئيس أو النظام فسيسقط الوطن، مع أنه ربما يكون في مصلحة الشعب السوداني ‏غياب حاكم مثل البشير.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر