الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة مرة اخرى

عمران العبيدي

2009 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بين الحين والاخر يعود الحديث عن المصالحة الى الواجهة السياسية ،وفي كل مرة تتكرر المفردات والسجالات ذاتها بين الكثير من الاطراف التي تمتلك كل منها رؤيا خاصة قد تختلف كثيرا عن رؤى وتصورات الاخرين في المديات والاجراءات العملية التي يمكن ان تمضي اليها عملية المصالحة ، والاختلاف يمتد الى الاختلاف حتى في فهم نوع المصالحة المطلوبة .
اطراف تربط نجاح عملية المصالحة بمصالحة الجميع دون استثناء ،وهي اشارة الى الكثير من البعثيين الذين من المفترض ان يخضعوا للمحاكمة من وجهة نظر الطرف الاخر والمتمثل في جانبه الحكومي وقوى سياسية بارزة اخرى ،وهذا الطرف لايريد الخوض في مثل هذا النوع من المصالحة كون المجموعة المذكورة اعلاه تمتلك ارثا دمويا ضد الشعب العراقي ، بل تضع اشتراطا كون الداخل في المصالحة ممن لم تتلطخ ايديهم بدم الشعب العراقي وتعتبر الصنف الاول خطا احمر لايمكن قبوله .
الطرف الحكومي اخذ على عاتقه المسيرة في المصالحة على خطين ..الاول ركز وبشكل واضح في الفترة السابقة على اجراء عمليات المصالحة بين اطراف عشائرية من اجل اعادة اللحمة الى نسيج الشعب العراقي الذي اصابه الخدش نتيجة العنف الطائفي، وفي هذا الجانب تحققت بعض النجاحات كان من شأنها اعادة المهجرين الى ديارهم .
اما الخط الثاني هو عقد بعض مؤتمرات المصالحة التي تحضرها بعض الجهات التي يمكن اعتبارها معارضة للعملية السياسية ، لكن هذه المؤتمرات لم تحقق المطلوب بالنسبة لبعض الاطراف السياسية التي تبحث عن حظور بعثي متميز، لذلك كانت تطلق دائما صفة الفشل على هذه المؤتمرات وتقول: انها لم تحقق مايمكن ان يطلق عليه مصالحة ، كل ذلك يجري نتيجة الاختلاف في تحديد من تنطبق عليه الصفات التي تجيز له خوض المصالحة .
التاريخ البعثي في العراق لايسر ،بل ان الكثير من التوصيفات عاجزة عن ايجاد مفردات حقيقية وشاملة لتصوير تلك الحقبة التي عاشها العراقيون ، ورغم كل ذلك ، لانجد سرا حقيقيا لاصرار البعض عن حضور لهذا النمط من البعثيين ؟ سوى الرغبة في اعادة الحياة الى الوراء بالرغم من اعتقادنا انها لن تعود ، لأن من يذوق طعم الحرية لايمكن ان يفرط بها ، والعراقيون حصلوا عليها بالرغم من بداياتها الدموية .
دعوة رئيس الوزراء الاخيرة لاقت ردود افعال مختلفة ، بالرغم من التأكيدات ان من يطلق عليهم صفة ( من تلطخت ايديهم ) لن يكونوا مشمولين بالمصالحة ، بل ان مكانهم الحقيقي المحاكمة .
لايمكن اغفال ان هنالك حساسية عالية لدى العراقيين من كلمتي( بعث وبعثيين ) نتيجة الارث الدموي السابق وهم محقون في ذلك ، لذلك عند الحديث عن المصالحة تتطلب العملية دقة ووضوح وشفافية عالية وعند البد ء بعملية التطبيق تحتاج الى شفافية اكثر ،اما عند الحديث عن لقاء شخصية بعثية فذلك كما نعتقد يتطلب تطمينات وشفافية ذات مدى اكبر ، فذلك يترك فوائده في عدم التباس الفهم لدى الناس ، بالرغم من اننا مازلنا لانثق بالشخصيات البعثية نتيجة الارث السابق كما قلنا .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من اين تاتي بعرق الخجل
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 24 - 08:05 )
احقا لا يخجل من يدعون انفسهم بعثيين وانهم يمثلوا حزب لاالموت والجريمه ؟؟؟؟لماذا لا يخجل هؤلاء من تاريخهم المخزي ؟ من هزائمهم الفاضحه في جميع المعارك والحروب التي خاضوها ؟ منىة سمعتهم الملطخه بكل ما هو فاسد وغير شريف ؟؟ الا توجد قطرات لعق الخجل تجعلهم ينزوون في مزبلة التاريخ التي هم فيها ويتركوا العراقيين وشانهم ؟؟

اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم