الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رِحْلَةُ يَقِيْن

علم الدين بدرية

2009 / 3 / 25
الادب والفن




عَرْبَدَتْ أَشْوَاقٌ فَوْقَ أَكْفَانِ الْبَنَفْسَجِ ، غَرْبَلَتْ أَكُفٌّ أَوْجَاعَ دَهْرٍ تَحْتَ مَحْمَلِ الزَّهْرِ .. سَرَتْ فِي الرُّوْحِ رَعْشَةُ اتْصَالٍ وَأُضِيْئَتْ مِشْكَاةٌ عَلَىَ أَعْمِدَةِ الْقَدَرِ .. عُزِفَتْ أَلْحَانُ وَجْدٍ عَلَىَ أَوْتَارِ قَلْبٍ مَوْءُوْدٍ مُنْذُ عَهْدِ الْحَجَرِ ، تَفَتَّحَتْ جُرُوْحٌ وَقُرُوْحٌ فِي عُمْرِ الْبَشَرْ ..
هَذَا فُؤَادٌ تَلظَّىَ بِلَهِيْبِ نَارٍ وَاكْتَوَى بِعِشْقِ فَرَاشَاتِ رَبِيْعٍ تَرْحَلُ بَعَدَ تَعَاقُبِ الْفُصُوْلِ وَتَهْجُرُ رَحِيْقَ الأَعْمَارِ بَعْدَ أُفُوْلِ الأَقْمَارِ فِي أُمْسِيَاتٍ قَاحِلَةٍ جَرْدَاءْ.. كَيْفَ تَكْتُبُنِي الْكَلِمَاتُ ..؟! سَأَلَتْنِي عَشِيْقَتِي فِي الصُّورِ .. كَيْفَ أَصْحُو عَلَىَ نَارٍ وَقُبَلْ ..؟!
هِيَ قِصَّةُ حَيَاةٍ تَلْهُو بِنَا ، بَيْنَ بُزُوغِ الْوِلاَدَةِ عَبْرَ صَحْرَاء السَّرَابِ .. وَبَيْنَ مَوْتٍ يَؤُوْلُ إِلَىَ غُرُوبِ شَمْسٍ وَنِهَايَةٍ ..!! وَهْمٌ أَمْ حَقِيْقَةٌ .. تُدْرِكُنَا الذِّكْرَيَاتُ عَلَىَ أَمْوَاجِ بَعْثٍ جَدِيْدٍ .. مِنْ مَنَاظِرَ مَحْفُوْرَةٍ فِي عُمْقِ الذَّاكِرَةِ الْكَوْنِيِّةِ تَخْرُجُ أَشْبَاحٌ لَوْلَبِيَّةٌ وَأَضْغَاثٌ زَمَنِيِّةٌ تُعِيْدُ مَشَاهِدَ وَذِكْرَيَاتٍ وَتُؤَلِّفُ حِكَايَاتٍ تَدُوْرُ خَلْفَ عَجَلَةِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ فِي صَحْوَةِ الإِشْرَاقِ .. أَوْ فِي أُفُولِ الأَحْلامْ !!
هَلْ تَاقَتْ نَفْسِيَ الْمُعَذَّبَةِ لِعَوْدَةِ الرَّبِيْعِ فِي خَرِيْفِ عُمْرٍ هَاجَرَتْهُ بَسْمَةُ الْحَيَاةِ ..؟!! ثَوْرَةٌ مِنَ الْمَشَاعِرِ شَنَّجَتْ بَسَمَاتِي وَأَوْقَفَتْ وَجِيْبَ نَبَضَاتِي .. عَاصِفَةُ شَكٍّ وَيَقِيْن هَزَّتْ كَيَاَنِي وَدُمُوْعٌ زُلْفَىَ تَجَمَّدَتْ بَارِدَةً فِي مَحَاجِري فَلَيَالِي الأَفْرَاحِ تَرْحَلُ كُلَّ مَسَاءٍ وَقَدْ شَلَّهَا بُعْدُ الزَّمَنِ الْمُفَارِقِ وَالصَّمْتُ الْمُتَرَنِّحُ فِي الْمَآقِي .. زُهُوْرِي لَمْ يَعُدْ يُدَاعِبُهَا النَّدَىَ ، وَحَدَائِقِي لَنْ تَزْهُو مِنْ جَدِيْدٍ ... رَحَلَ عَنْهَا الرَّبِيْعُ وَنَسِيَتْهَا جَحَافِلُ الْعِشْقِ وَأَسْرَابُ الْفَرَاشَاتِ الْمُغَادِرَةِ .. وَرْدَتِي الْيَتِيْمَةُ اِنْحَنَتْ تَلْثُمُ الأَرْضَ لَثْمَةَ الْمُفَارِقِ وَتَشْكُو عَالَمَ الثُّنَائِيِّةِ وَدُنْيَا الزَّوَالِ وَالْخَرَابِ..هِيَ وَهْمٌ أَمْ ظِلالُ أَحْلامٍ ..؟!! هَلْ الرُّزْءُ وَالنَّوَى قَدَرٌ والْبَقَاءُ يَطُوْلُ تَحْتَ وَطْأَةِ الأَحْزَانِ ..؟! هَلْ يَعُوْدُ الرَّبِيْعُ فِي خَرِيْفٍ مَنْسِيٍّ عَلَىَ قَارِعَةِ الْوَقْتِ الْمُضَلِّلِ فِي مَسَارٍ تَشَابَكَتْ أَبْعَادُهُ وَتَاهَتْ بَوْصَلَةُ رُؤيَاهُ عَبْرَ اتِّجَاهَاتٍ مُعَاكِسَةٍ ؟!! سَفَرٌ هِيَ حَيَاتِي وَسَنَاءُ فَرْحَتِي بُعْدٌ آخَرُ فِي عَالَمِ الاشْتِيَاقِ ..
مُنْذُ أَنْ عَادَتْ أَسْرَابُ السُّنُونُو لِتَرْسُمَ بِأَجْنِحَتِهَا السَّوْدَاء دَوَائِرَ فِي الْفَضَاءِ ، أَيْقَنْتُ أَنْ الرَّبِيْعَ قَادِمٌ لا مُحَال ، فَهَذِهِ الطُّيْوُرُ تَعُوْدُ لِتُغَرِّدَ وَتُزَقْزِقَ فَوْقَ بَرَاعِمَ أَزْهَرَتْ مِنْ جَدِيْدٍ .. لِتَشْدُو عَلَىَ أَفْنَانٍ أَوْرَقَتْ ثَانِيَّةً بَعْدَ لَيْلِ الْمَغِيْبِ ..بَعْدَ أَنْ عَرَّتْهَا رِيَاحٌ هَوْجَاءُ فِي الْخَرِيْفِ وَدَاهَمَتْهَا هُمُومُ الزَّمَنِ الأَصْفَرْ ..
يُدَغْدِغُ أَفْكَارِي حَنِيْنٌ لِذِكْرَيَاتٍ مَنْسِيَّةٍ عَلَىَ جِدَارِ الطُّفُوْلَةِ ، تَخْضَرُّ بَعْضُ الأَوْرَاقِ فِي ذَاكِرَتِي وَتَتَشَابَكُ خُطُوْطُ الطُّوْلِ والْعَرْضِ فِي مَسَاحَةِ أَحْلامِي .. فَهَلْ هَذَا رُجُوْعٌ يَتَقَمَّصُ أَوْجَاعِي ؟! أَمْ نُكُوصٌ يُعِيْدُ صَدَىَ أَحْزَانِي .. بَيْنَ ضُعْفِ الرُّؤيَّة وَخُمُوْلِ الرُّؤى فِي مُفْتَرَقِ أَيَّامِي ..هِيَ جَدَاوِلُ وَيَنَابِيْعُ نَضَبَتْ فِيْهَا رُوْحُ الْحَيَاةِ وَسَرَابٌ يَكْتَسِحُ مِرْآتِي بَعْدَمَا جَفَّتْ وَاحَاتُ الأَمَلِ فِي صَحْرَائِي وَقِفَارِي ..
فَضَائِي الْمُوَشَّحُ بِالْغَمَامِ يَحُثُّنِي عَلَىَ الْمَسِيْرِ فَالرَّبِيْعُ الْقَادِمُ قَدْ يَكُونُ هَذَيَانًا فِي أَيْلُوْل وَأَسْرَابُ السُّنُونُو رُبَّمَا تَرْسُمُ دَوَائِرَ هِجْرَةٍ لِمَوْسِمٍ جَدِيِدٍ ..لَكِنّ الشَّمْسَ الْمُشْرِقَةَ والْجَوَّ الَّلطِيْفَ يُعِيْدَانِي إِلى سُكُونِي الْمُخَيِّمِ وانْسِجَامِ تَأَمْلاتِي فِي رِحْلَةِ الْوُجُودِ .. فِي أَعْمَاقِ أَعْمَاقِي يُوتِيبيا تَسْكُنَهَا النُّجُومُ الْمُتَلأْلِئَةُ وَتَسْطَعُ بِهَا أَقْمَارُ عَهْدٍ جَدِيْدٍ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دائمًا متألق
انسان ( 2009 / 3 / 25 - 09:39 )
موضوع يتلراوح بين الفلسفة والأدب صيغ بلغة راقية وأسلوب رائع
استمتع بقراءة نصوصك دائمًا أديبنا الكبير


2 - دائمًا متألق
انسان ( 2009 / 3 / 25 - 09:39 )
موضوع يتلراوح بين الفلسفة والأدب صيغ بلغة راقية وأسلوب رائع
استمتع بقراءة نصوصك دائمًا أديبنا الكبير

اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في