الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار التناظر مع الكاتبة فاطمة قاسم

مازن حمدونه

2009 / 4 / 1
الادب والفن



دموع على وجنات القدر ..... يــــا أمي
في يومك اكتب رسالتي ..
إليك أمي كأنك غادرت للتو
اذكر أني حضرت لحظة غيبني بها الزمن استدعيتني يا أمي لترضعيني رشفة حليبي الأولى وقد مزجت بإقرار حنون بأنك أبدا معي لنملأ شقوق الزمن لنمنع دخول أعداء النساء

انتظرها وادفن وجهي في صدرها كلما عرفت أنها قرأت أحزاني من اضبارتي المدرسية واصرخ كطفلة لعل براءتها وطهرها تعجل بكاء السماء.

كلما لملمت أمتعتي وحاولت الهروب يتسلل علي حنانك فأدرك انك لست معي فأغلق كل النوافذ والأبواب لأقبض على حبك ليدلني على مكان نامتا فيه روحينا متعانقتين تنتظر الصباح

معذبه ساعة الفراق ها أنا كبرت يا أمي فجأة ولا بد أن نفترق فأنت تعشقين الهمس والصلاة وأنا اعشق القفز والصراخ والوطن والثورة
أحلام الطفولة زائلة والرقص زائل والضجيج يا أمي هل الآن سنفترق فليكن فها هو حبي من اللحظة سأفترشه على امتداد الكون وستبقى يداي ممدودتان في انتظارها .

سأصرخ يا أمي إذا لم تعطيني قنديلك لينير لي طريقي الطويل وسأحزن يا حبيبتي إذا افتقدت ذراعيك وأنا أتخطى السنون وسابكي إذا لم أجد دفئك يغطيني إذا تجاهلت نوافذي برد السنين وسأملأ عيوني بالدمع إذا لم تدليني على الطريق التي منها كلما سمعتك أعود ..

حكاياتك عن البيت العتيق حشت ذاكرتي بالدمع فهرعت ابحث عن عاصفة تنقل صراخي إلى وطن قرأته من بين شفتك تعرفت عليه فباتت الأيام التي تبعدني عنه تنال من روحي فأقسمت أن اصنع نايا حزينا في غربتي ابكي فيه وطنا لم اعرفه .. ولكني عبدته ...

حوار التناظر د. مازن حمدونه
إلى أمي التي مضت ومازالت تسكن جوار روحي اكتب لكي من معين الروح في يوم تلون الكون كهذا لكل الأمهات

اذكر أني ولدت من رحم الزمان .. واذكر أنى تربعت في أنبل حصن من حصون الاحتضان .. تناغم الشهيق ليعترف أني مازلت اسكن أدفء الأحضان ..
الليل على صدر أمي كان يقلني إلى عالم مازلت اجهل طلاسمه .. واعترف أنى من بعدها أدركت بعضٍ مما ذكرته كتب الرحمن ..

في سفرها كانت تشق صدري كل آلام الدهر ، وحضورها كعودة أميره لها مجد لم يمتلكه أمير وسلطان
كم داهمتني الليالي بسهدها .. كم ناجيت البدر والنجوم حين تلازم صحبتي كلما شعرت ببرد نهش مني العظام .. آه من الدهر على أم غادرت للتو بلا دعوة انتظار ..
الحضور هنا ...
حضورها كنسمة أريجها من عبق الأزهار .. وحضنها بستان حديقة أينعت أجمل الألوان .. تنادى بصوتها الحنون فاسمع أنى مازلت في مأمن لطالما لفت ذراعيها لتعلن أنى عشقها الوحيد ..

أم سافر الزمن من تحت أقدامها ورسمت تضاريس الحنان على وجهي وأعلنت براءتها من وثنية الدنيا كلما باعدني عنها المكان..
الحضور .. يدركني حضورها كلما سمعت كل أطفال الكون يتلهفون أمهاتهم بهمسهم .. ببكائهم .. بفرحهم وأحزانهم كلما باعدتهم الخطى عن ذيول الأمهات ..
أدركها كلما رأيت أولادي في أحضان زوجتي يتربعون .. يحتضنوها .. يغردون من حولها فأدرك أني بت كطير بات بلا مسكن .. او فقد إحدى جناحيه..
نشيب ونخجل الاعتراف ان الأم ليست مرحلة .. وان كانت فهي كل المراحل تولد من جديد مع إطلاله كل فجر .. عندما تحتضن أنوار الشمس الخجولة وجه البرية لولا ان الأمهات يسمحن لها بالحضور !!

هل يعتذر الزمن لي كلما تذكر إني فارقت أمي ؟ !
كم قرر الدهر أن يباعدنا .. وكانت هي في كل مرة صاحبة القرار بألا تطيل الغياب .. وكلما غابت تعود للتو من وطأة الحنين .. والأنين يمزق صدرها .. كانت ترسم على لوحات الزمن لوحات عزف تغريبة لا تدركها سوى من احتضنت صوب الفؤاد وليد .. ومن معين الروح غطت لحم الجنين .

سافر الزمن منا ورحل عنا وقرر الدهر أن يسلبنا حلة اللقاء .. فرسم تضاريس الفراق على صفحات الصدر ومزق كل أحلامي التي رسمتها للغد .. وباتت لوحتي بلا ألوان ترسم ملامحها أمي ..

العشق يبدأ من صدر الأم ........
لو تأملت كل نساء الكون أن الأم ينبوع تروي ظمأ وليدها كلما هم بذراعيه صوب الحياة .. وان عشق الحبيب والوطن يبدأ من صدر الأم التي غردت في فؤاده كل الحان العشق .. فعلى كل النساء أن يعترفن أنهن أمهات منذ الولادة الأولى .. وعلى الرجال أن يعترفوا بأن كل النساء ، وطن مختزل يسكن ما بين الروح والفؤاد ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟