الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اما آن الأوان لانصاف ضحايا البعث ؟

محمد الخفاجي

2009 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لقد افرزت الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات في العراق فوزا لبعض القوائم ، وتراجع واضح لبعض التيارات والاحزاب الاخرى والتي كانت تتناغم وتتشابه الى حد كبير مع هذه القائمة الفائزة التي حصلت على المرتبة الاولى في معظم محافظات الجنوب ، باعتبار ان تلك القائمة الجديدة برزت على السطح بعد خلافات وتناقضات كادت او عصفت بأركان الائتلافات السابقة بمستوياتها المحلية والبرلمانية ، ووصل الحال بين تلك الائتلافات المتشابهة من حيث المذهب والتوجه والشعار الى التناحر والتصادم والتشهير والتشويه واظهار العيوب وكشف المستور حد الاقتتال في الشوارع تحت مسمى صولات وجولات وبشائر خير، وكان الهدف من تلك الصولات كما اعلن في حينها لفرض سلطة القانون وبناء الدولة الحديثة التي اساسها الامن والاستقرار وفرض هيبتها على الجميع دون استثناء لهذا التيار اوتلك الجهة ، وكانت لتلك الاحداث والمسميات التأثير الايجابي لفوز تلك القائمة ، حيث سئم الناس خرق القانون والتلاعب بمصائرهم تحت شعارات ملئها النفاق والعبث ، ولكن فوجئ الجميع بأن تلك القائمة الفائزة فتحت الابواب على مصاريعها لتلك العناصر التي كانت لوقت قصير متهمة بالمروق عن القانون ، وما حصل جراء تلك الصولات من دمار وخراب في ميسان والبصرة والناصرية واغلب محافظات الجنوب ومدينة الصدر في بغداد ، كان ضحيتها البؤساء والمساكين التي سالت دماءهم وهدمت بيوتهم الخاوية على رؤوسهم جراء تلك العمليات ، وبعد الفوز اختفت تلك الشعارات لتتصافح الايدي التي كانت بالامس القريب في قتال وتبدأ بحوارات حثيثة وجادة للوصول الى ائتلافات جديدة ، وكأن شيئا لم يكن ، وطهرت القلوب وقلبت صفحات الماضي القريب ، تلك الحوادث تجعلنا نفكر جديا في الانتخابات القادمة ومن هم الذين يستحقون اصواتنا حتى لا نكون مخدوعين للمرة الالف ، سنحدد معالم الطريق ونسير عليه رغم كل المتاعب والصاعب والألم والتضحيات ولم نخدع بشعار او كلام معسول ، فبريق التنظير والشفافية أفل بريقه وصدأ معدنه ، وسنضع الملح بالعيون لكي لانغفل او نستغفل كالمرات السابقة نتيجة التضليل والخداع ، وحسن النوايا من جانبنا ، لتحقيق مصالح آنية ضيقة لا تفكر بمستقبل العراق واهله الذي لازمته المعاناة واستمرت معه وهو بين القهر والعسف والظلم والاضطهاد ، والانكى من ذلك كله ، تحاول تلك القوى ان تؤهل حزب البعث وتبرئه من كل جرائمه وتعيده لحضيرة العملية السياسية العرجاء لتزداد اعوجاجا وانحرافا وتمهد السبل لعودة البعث الفاشي للسلطة بشعارات ملئها الضعف والهوان والتخاذل تحت مسميات كفر بها الشعب العراقي ، الا وهي المصالحة ... المصالحة مع من ؟ مع القتلة والمجرمين ؟ ، انسيتم الانفال وشعبنا الكوردي يهربون مذعورين ويتساقط اطفالهم وكبارهم وشيوخهم الواحد تلو الآخر ولم يلتفت اليهم احد لشدة الرعب والخوف وهم يعبرون الحدود ، انسيتم يا سادة ان من اوصلكم هو هذا الشعب بارادته الخيرة الى ما انتم عليه الان ، ماذا دهاكم وما اصابكم ، وهل ان لسحر الكراسي ينسي جالسيه كل شيء ؟ ، نذكركم ، بتجفيف الاهوار ، والمقابر الجماعية ، وابادة الشعب الكوردي واحواض التيزاب ، بحيث اصبح الانسان في زمن العهر السياسي لحزب البعث حقل تجارب بالاسلحة الكيميائية والجرثومية ، نسألكم ببراءة ، هل اعتذر هؤلاء القتلة من قاتليهم حتى نصفح عنهم ، ام انهم لازالوا يمجدون افعالهم الشنيعة ويزدادون حقدا وصلفا ويتوعدون الشرفاء بالقصاص منهم عبر فضائياتهم المأجورة ، وهل اعترف البعثيون بمآسيهم التي خلفوها لذوي الشهداء وقوافل الارامل واليتامى والمهجرين ، ام انهم راكبين رؤوسهم الخاوية التي لاتعرف سوى القتل والدمار ، فالبعث دمار شامل ، ومن يصافح الدمار ، فشبيه الشئ منجذب اليه ، ولا تخدعنا الشعارات واللف والدوران ، ان كنتم حقا مع العراق ، ففعلوا اجتثاث البعث ورموزه فكرا ومنهجا وثقافة ، واصفحوا عن من غرر بهم او ارغموا للانتماء لهذا الحزب الفاشي بعد اثبات انهم لم يشاركوا من قريب او بعيد بتلك الجرائم على ان ينصهروا مع المجتمع بعيدا عن افكارهم السوداء التي جثمت على صدورنا دهرا من الزمن ، اما الذين لازالوا يفكرون بنفس العنجهية وكأنهم اصحاب القرار والسلطة وينظرون للناس نظرة العبيد ، ويحاولون فرض شروطهم للقبول بالانقياد لهم وقبول ظلاماتهم ، فالشعب يستصرخ الضمائر الحية ، هل من ناصر ينصره على الآفاقين والمتلاعبين بالالفاظ وتزويق الكلمات ، او ان يسلك الطريق الذي لايتمناه في استرداد حقوقه المسلوبة وخذله الاقربون ـ، نقول لكل هؤلاء بمسمياتهم المختلفة وشعاراتهم التي اكل الدهر عليها وشرب ، نقول لهم لن تخدعنا اطاريحكم ، لقد ولى زمن البعث وانهار وقبر رمزه وسيده ، فلا مكان لهم في عراقنا الجديد ومن يغازلهم او يتعاطف معهم فسيكون مصيره مصير جرذ العوجه في قبوه وحفرته البائسة ، ان عفا عنه البعثيون وهذا ما لا يحدث مطلقا ، فالبعثيون لايدخل في قاموسهم العفو ، وسينقلب المجرمون العتاة الى محاربة كل العراقيين ممن وقفوا ضدهم ، نناشد الشرفاء ان يقفوا وقفة لا تهادن ولا ضعف ولا هواده مع من يحاول اعادة العصابات الفاشية التي دمرت واذلت الشرفاء ، وننصح ارباب العملية السياسية والمتصدين لها وعرابيها ، ان اعدلوا عن رأيكم ، فلن نسامحكم او نرحمكم بعد الان .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحذر من -صيف ساخن- في ظل التوتر على حدود لبنان | #غر


.. البيت الأبيض: إسرائيل وحماس وصلا إلى مرحلة متقدمة فى محادثات




.. تشاؤم إسرائيلي بشأن مفاوضات الهدنة وواشنطن تبدي تفاؤلا حذرا


.. هل يشهد لبنان صيفا ساخنا كما تحذر إسرائيل؟ أم تنجح الجهود ال




.. بسبب تهديد نتيناهو.. غزيون يفككون خيامهم استعدادا للنزوح من