الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على اعتاب الخامسه والسبعين

أحمد السعد

2009 / 3 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تمر بعد أيام الذكرى الخامسه والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعى العراقى أقدم وأعرق الأحزاب العراقيه وأذ يستقبل مناضلو وأصدقاء الحزب هذه الذكرى فأنهم يستذكرون تلك الصفحات المجيده من تاريخ الحركة الثوريه العراقيه وطليعتها وتلك الأسماء الخالده التى قادت نضال الحزب ونالت شرف الشهاده من أجل المبادىء الشيوعيه وتلك الأجيال من الشيوعيين الذين رباهم الحزب على قيم الوطنيه والأستماته من أجل حقوق الشعوب فى الحرية وحق نقرير المصير .لقد راهنت الأنظمة الحاكمه على زوال الحزب وأنحساره ومارست من أجل ذلك كل ما أوتيت من جبروت ووحشيه تمثلت فى تصفية قيادات الحزب ابتداءا من مؤسسه الخالد يوسف سلمان (فهد) وحسين الرضى(سلام عادل) وأعضاء لجانه المركزيه والمحليه وراهنت قوى اخرى على انحسار دور الحزب بين جماهير الشعب والطبقة العامله وتصورت أن الأنشقاقات التى حصلت فى الحزب وأنهيار المعسكر الأشتراكى سوف بقوض قضية الشيوعيه فى العالم فى الوقت الب-ى يخرج فيه الحزب فى كل مرة سليما معافى لافظا فى زحمة نظاله تلك الزوائد الضاره التى ارادت أضعافه وتقويض وحدته الحديديه .خرج الحزب الشيوعى العراقى من كل تلك المحن ولم يختف كحزب ولم يتلاش مناضلوه ورغم النكسات والجراح والتى كان بعضها مؤلما ،اكتسب الحزب من كل تلك الجراح والمعاناة والحصار والملاحقه والتنكيل والتصفيات نضجا ورؤية اكثر وضوحا وواقعيه للتاريخ والمجتمع وطرح رؤيته وتصوراته فى انسجام واتساق مع ما استجد من ظروف وتحولات فى حياة البشريه وحياة الشعب العراقى وقضيته .الشىء الذى ينفرد به الحزب الشيوعى العراقى عن كل القوى الأخرى انه يستطيع التعامل مع كل المتغيرات فالنظريه بالنسبة له ليست هى التى تحرك الواقع بل هى انعكاس له وتمثل لتفاصيله وحيثياته ولهذا أدرك الحزب- وهو خارج للتو من اقسى ضربة وجهت اليه من قبل نظام البطش والدكتاتوريه الفاشى الصدامى – انه لابد من أعادة دراسة وضع الحزب وموقعه من الحركة الوطنيه والحركة الشيوعية العالميه وأعتبر أن تقييم هذا الموقف والخروج بتصورات ونتائج علميه سيمكن الحزب من أعادة بناء نفسه مستوعبا كل دروس الماضى ونكساته فأصبح خطاب الحزب خطابا وطنيا ديمقراطيا يتمثل قوى المجتمع الثوريه من طبقة عامله وفلاحين وطبقه وسطى وطلبه وكل شغيلة اليد والفكر فى المجتمع حيث أجتاز الحزب وبنجاح مرحلة عانت منها الأحزاب الشيوعيه فى العالم الثالث طيلة عقود طويله وجعلتها أسيرة الطروحات السوفيتيه .
ونحن أصدقاء الحزب أذ نستذكر هذه الذكرى الخالده نشعر أن الحزب ما زال بعيدا عن الساحة الجماهيريه وهو وأن تجنب فى خطابه السياسى الخوض فى المسائل الفكريه والفلسفي هالا اننا نعتقد أن الحزب الشيوعى هو الحامل الشرعى للمبادىء الماركسيه والمدافع عنها وهو – وأن توقف عن القول بأنه حزب الطبقه العاملة العراقيه – ما زال حزبا يستند الى نظرية ثوريه تؤمن بأن التغيير لن يأتى الا على يد العمال ومعهم كل الفئات الأخرى من المسحوقين والفقراء الذين يجدون فى الأشتراكيه الحل لمعاناتهم وفقرهم وهى الحل الوحيد المتبقى للبشري لكى تتخلص من كابوس الأستغلال الذى تمارسه الرأسماليه والتى بدأت البشريه تعى وتدرك عمق الأزمة التى تمر بها والتى ستجر شعوب الأرض اليها زيادة فى معاناتهم وفقرهم . لابد للحزب أن يندفع فى هذا الأتجاه فلا تهاون مع دفع الأقتصاد العراقى بألأتجاه الذى يخدم حفنه من المنتفعين والطفيليين ويصب بالتالى فى جيوب الشركات والكارتلات التى مصت دماء الشعوب طيلة قرنين وأكثر. آن الأوان ليندفع الحزب بأتجاه الدعوه لمبادئه ويلف حوله الشباب الواعى ويتقرب من الجماهير بكل الأشكال ويوسع مجال معركته الثقافيه ضد كل الطروحات الرجعيه والمتخلفه التى تسوق الآن والتى عطلت العقل العراقى وسطحت الوعى ، لابد أن يدخل الحزب الى ميادين الثقافه فيمتلك زمام المبادره فى تنظيم المهرجانات المسرحيه والموسيقية والتشكيليه ويساهم فى تكوين الفرق ويدعمها فى كل محافظات العراق ويجعل من مقراته منتديات ثقافيه وملتقيات فكريه تنهض بالوعى العراقى وأن تساهم جريدة الحزب المركزيه فى التثقيف بفلسفة الحزب ونظرة الحزب الى المجتمع والحياة ولايتفى بالبيانات بل بفتح باب النشر لكل المثقفين العراقيين وجعل الثقافه شعبيه أى فى متناول الجميع وأخراج الأفكار من الحلقات الضيقة للمثقفين الى صفحات الجرائد من خلال اثارة القضايا الوطنيه للمناقشه وعلى كل المستويات . نريد من الحزب الشيوعى أن يقود ثورة ثقافية فى الشارع العراقى ، ثورة تنهض بالواقع المزرى للثقافه وتنفتح على كل العراقيين بمختلف اتجاهاتهم لتدعيم ثقافة عراقيه رصينه وطنيه فى محتواها ثوريه فى جوهرها ونعرف انه لن يستطيع أن ينهض بمهمة كهذه سوى الحزب الشيوعى . الأقتراب من قوى اليسار والتعاطى معها وتوحيد الرؤى والتصورات والمواقف والدعوه الى قيام جبهه عريضه لليسار العراقى والدفاع المستميت عن العلمانيه دون مجامله او مواربه أو خوف فهذا هو فكر الحزب وهذه هى حقيقته وعلى الجميع التعاطى مع هذه الحقيقه وعلى الحزب ان يؤكدها ويدلفع عنها ويعلن بلا تردد أن لامستقبل للعراق الا من خلالها وان يفضح كل الأدعاءات التى تحاول بعض القوى تسويقها للشارع العراقى بأن العلمانيه رديف للدكتاتوريه متخذين من نظام صدام نموذجا.
لامجامله فى المبادىء ولامهادنه مع اعداء الحريه والتقدم والحضارة ، هذه هى السياسه التى نعتقد أن على الحزب الشيوعى العراقى أن ينتهجها فالحزب الذى قدم هذا العطاء الهائل من التضحيات من أجل مبادىء الحريه وحقوق الأنسان لن يتوانى عن مواجهة أصعب الخيارات من أجل الدفاع عن ذتت القيم والمبادى التى ضحى من أجلها فهد وحازم وصارم وسلام عادل ومحمد الخضرى وستار خضير ومحمد حسين ابو العيس وعبد الجبار وهبى وسعدون وعشرات الآلاف من النجوم الوهاجة فى درب الحريه الطويل .
المجد لشهداء الحزب وألف تحيه لمناضلى الحزب وأصدقائه فى عيد الحزب الخامس والسبعين .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل