الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتراح برغبة لمشروع قانون للبكاء في المقابر

مصطفى النجار

2009 / 3 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كل سنة وانتى طيبة يا أمي.. وكل سنة وكل أمهات مصر طيبين.. من أيام قليلة كان عيد كل أم تعبت وضحت حتى يستطيع أبنائها التعلم والتمتع بالصحة والعافية والاندماج في المجتمع لتكوين أسر سوية منتجة.

ومع الاحتفال بعيد تظهر الاختراعات والاكتشافات ليست العلمية بل في الهدايا والمظاهر الاحتفالية كل عام، فبشكل غريب ومنذ أسابيع خصصت المحطة الإذاعية الشبابية نجوم اف إم وقتاً كبيرا من خريطتها اليومية لبث عدد من الإعلانات وحلقات البرامج التي تحث على انتقاء هدية عيد الأم هذا العام وتقديم أفضل وأجمل وأرقي وأمتع.. وما على ذلك، من الهدايا التي تقدمها لست الحبايب هذا العام، على شرط "أوعى تنسي حقها عليك"، وبالطبع بدأت محلات العبايات والعطور والملابس الحر يمي والايشاربات تمتلئ بالمواطنين من كل الطبقات الاجتماعية، على الرغم من المعاناة المستمرة من غلاء الأسعار وقلة الدخل وكثرة الطلب.

وفي مشهد أخر، بدأ الغلابة للتوافد على المقابر، نعم المقابر، لمعايدة على أمهاتهم المتوفيات ومشاركتهم الاحتفال وتوزيع القرص وقراءة آيات القرآن على أهلهم.. ولا بأس ببعض البكاء والعويل لزوم الاحتفال وطول الطريق الذي قطعه الأهالي حتى مدافن ذويهم في مقابر منطقة أرض الجولف بحي مصر الجديدة، وكالعادة بدء موسم "الترب" كما يسميه العاملين بالمقابر وظهر بائعي الورود والبصل وبعض عمال النظافة الموجودين هناك.

وكلما سمعت بمناسبة أو إجازة رسمية وجدت المصريين يسارعون بالذهاب إلى المدافن للبكاء على أهلهم وقراءة بعض الآيات القرآنية، إلا أنني كثيرا ما أتساءل على الشعب المصري كئيب بطبعه أم أن ما يفعل به من الحكومة النظيفية وإشارات المرور والإضرابات المتتالية والاعتصامات المتكررة وتصريحات المسئولين المستفزة والمعارضة الضعيفة والأحزاب التي لا حول لها ولا قوة، كل هذا يجعلهم يسارعون إلى المقابر حتى في عيد الم و6 أكتوبر للبكاء، أعتقد أن السبب تغلب عوامل الحزن على السعادة بين المصريين.

وبالتالي أصبحت كلمة عيد تساوى كلمة موسم المقابر.. هذا أصبح مؤكد لا شك فيه، وعلى الحكومة المصرية تقديم اقترح برغبة لمجلسي الشعب والشورى لسن قانون يوجب بشكل قاطع ونهائي البكاء في المقابر على الأهل الذين رحلوا عن عالمنا في الأعياد والإجازات الرسمية وغير الرسمية إن لزم الأمر، على ألا تقل النحنحات عن 10 مرات في الساعة.
وكل سنة وانتى طيبة يا كل ام مصرية وأرجو أن نكون شعب متفائل.. ولو في الأعياد.. أعلم أن أمنيتى بعيدة المنال ولكن الله المستعان!.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة