الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتستوحشوا طريق التنوير

توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)

2009 / 3 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لاصدقائي الأحمدين نجلين عبد الحسين وعبد السادة على التوالي وكذلك ماجد موجد ومن معهم من اصوات التنوير والحرية .

(لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه )واحدة من العناوين التي تختصر محنة قادة التغيير في العالم وتوجز آلامهم في طريق طويلة مليئة بالاشواك والمكابدات ولكن يقينا سينتهي هذا الطريق الموحش حاليا بالانوار التي تبدد الظلمات وتملأ العالم اشراقا وبياضا للقادمين بعدنا.
(لاتستوحشوا طريق الحق )لأن الحق واضح للعيان ولايتستر عليه اويرواغ عن سراطه الا ذو مرض او عقدة او شعور بالدونية او من له مصلحة أنانية بان لايظهر هذا الحق للعالم اوتحلق طيوره البيضاء في سمواتنا. .
يتطلب الحق والتعبير عنه فنون يمتلكها البعض ويحرم منها البعض الاخر وجنود الحق هم جنود صناع الحقيقة وحاملي معاول تهديم القديم المتآكل
ولهذا احيانا اطمع ان انال هذا الشرف واسيرفي مسالك الحق ولاأهاب وحشة طريقه فتجدني غير متردد ولاهياب من اماطة اللثام عن حق مغيب اوصرخة احتجاج معطلة وادانة لفعل تباركه العادات البالية ويحميه حراس العقائد الجامدة والايدلوجيات الديناصورية.
من هنا تاتي وحشة مسالك الحق ووعورة الطرق الممتدة على ضفافه فالسائرون في دروب الحق عرايا الا من اليقين بالمثل والافكار التي تزلزل الارض من تحت سادة العدم فيها وتحرر اهلها وسكانها من السلطات المتوارثة التي تكمم الافواه وتلجم الاسئلة المربكة والرؤى القلقة التواقة للتغيير والحالمة بغد مغاير ليوم يتعفن باغلال البالي من المعتقدات والمتكلس من الموروثات .
استمد قوتي في قول الحق من احتفال اصدقائي بجرأتي واحتفالي بجرأتهم على اعمدة تضيق بحدودها وتقارع باحرفها الوديعة وجرأتنا المشتركة هي بعض من الالم الذي نستمده من خيوط الالام التي يغرق بها الناس الذين اناطوا بنا مهمة الصراخ والاحتجاج نيابة عنهم لان سادة العدم استلبوا من افواههم كل افعال الجسارة المطلوبة وسرقوا من ذاكرتهم كل مساحات الضوء ومن ارادتهم اكسير الشجاعة وصادروا التوق للمستقبل بالترويج لماضي ولى وادبر .
اونحن لاجل ذلك التشريف تتملكنا النشوة النبيلة بالموت في سبيل ان تبقى كلماتنا تتوهج على اوراق محذورة واعمدة محاصرة بسلطة الرقابات الاجتماعية والدينية .
ولربما هذه سر من اسرار توهجها حتى اعتراف سلطات القمع بهزيمتها في حرب لانملك فيها الا الحروف والاحلام التي تختبئ خلف هذه الحروف والتي تختصر وجع الناس والامهم.
يتملكني شعور بالغبطة لايعادل فرحته ونشوته اي شعور عندما اشعر بان كلماتي تعود الي بصدى من الهتاف والتأييد لقراء معدودين على اصابع اليد تخلصوا من فخاخ غابات الستلايت وثقافة الاعلام العابرة وكذلك تنصلوا من هموم المعيشة ليهتف احدهم لكلمة تسللت من بين سيوف وقامات مشهورة ضد اعمدة صحفية عزلاء ومحاصرة بالعيون ومرصودة بافواه البنادق والاسلاك الشائكة.
وحينما تاتي ثمار تلك الكلمات تتيقن بان للكلمات الصادقة مفعولا سحريا لايقوى على مقارعتها اعتى اسلحة الطغيان ولااكبر جيوش الترصد المتجحفلة على حافات جرائدنا وافواهنا واعمدتنا التي نتباهى بجسارتها واشهارمعاولنا الناعمة من خلالها بوجه صلابة العقائد الجامدة والمعتقدات البالية.
الاصطفاف على خط شروع واحد في شجاعة ويقين بالانتصار لقيم الجمال والحداثة والسؤال النقدي سيجعل طريق الحق مؤنسا ويجعل الطريق قريبا الى الحلم المشترك في ان تبلغ بلادنا يوما شأنا متقدما بين دول العالم المتحضر ،وعند ذاك سنقلل من جرعات الجرأةالتي يحسبها البعض علينا تجاسرا لانه ربما ستكون كل صراخاتنا الملتاعة بالالم واحلامنا المؤجلة قد تحققت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال