الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنود حمر العراق بالف خير ومستقبلهم مضمون!

كوهر يوحنان عوديش

2009 / 3 / 26
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لا اعرف من اين ابدأ فالوطن في حالة يرثى والمحاصصة في قمتها وتقسيم الكعكة لم ينتهي بعد والجسد هزيل وتعبان والفكر في حالة هذيان ودرب الغربة يمتص دمائنا قطرة قطرة والانسان العراقي بكافة طوائفه غريب النفس وغريب الوطن يعيش ليومه دون تفكير او تخطيط للمستقبل الذي بات مجهولا وقاتماً، هكذا اصبح وطننا الذي ولدنا وتربينا بين احضانه، فبقى من بقى مجبراً مكرهاً ونجى بجلده من استطاع الى ذلك سبيلا ليعيش بالغربة ملتهباً بنار الذكريات ابداً.
مسيحيو العراق ( او يمكن تسميتهم هنود حمر القرن الواحد والعشرون ) نصيب الامهم وعذابهم ووجعهم من نعمة التحرير/ الاحتلال كان اكبر من ان يقاس، فكنائسهم دمرت وفجرت ورجال دينهم اغتيلوا وابريائهم اختطفوا وقتلوا و ..... واشياء اخرى كثيرة لا تعد ولا تحصى حدثت معهم لا يمكن ذكرها وسردها احتراماً لمشاعر وضمير واخلاق كل انسان يقدس الانسانية ويحترم حقوقها، فهذا المكون المسالم والطيف الجميل في قوس قزح العراق كاد ان يختفي ويتلاشى من خارطة العراق الجديدة رغم كل التصريحات والخطابات الرنانة التي نسمعها بشكل دوري من قبل المسؤلين الحكوميين الكبار منهم والصغار وبعض المنتفعين من محن ومآسي شعبنا الكثيرة، لن نسبر اغوار الماضي كثيراً لنعرف حجم المعاناة وكبرها ولن نجري احصائية بعدد المفقودين والمقتولين والمخطوفين وعدد المحلات والبيوت المسيحية التي سرقت ونهبت ودمرت خلال السنوات الست الماضية بل سنعود الى الوراء ستة اشهر فقط ونستذكر ما حصل في مدينة الموصل خلال ايام معدودة، حيث هجرت اكثر من 2000 عائلة مسيحية وقتل العشرات منهم خلال ايام معدودة دون معاقبة احد او حتى القبض على احد المشتبهين او المتورطين في هذه القضية والانكى من ذلك كله سماعنا روايات عديدة تؤكد بأن التهديدات جاءتهم من افراد الشرطة، التي من المفروض ان تحمي المواطن وترعى مصالحه في مثل هذه الحالات، حيث كانت سيارات الشرطة تجول في الازقة والمحلات المسيحية وتدعوهم علانية بوجوب ترك بيوتهم او انتظار مصيرهم المحتوم، وكأن المسيحيين دخلاء على هذا الوطن وابادتهم فرض وواجب، وبعد كل الذي حصل ويحصل للمسيحيين يطل علينا بعض المسؤلين الحكوميين ( من ضمنهم النائب المسيحي رئيس قائمة الرافدين في مجلس النواب السيد يونادم كنا ) من خلال شاشات التفلزة ويبشروننا بان المسيحيين بخير وان الوضع الامني في مناطقهم مستتب وان معظم العوائل التي هجرت من منازلها عنوة قد عادت وبدأت باستئناف شؤونها الحياتية الطبيعية دون خوف وقلق.
ربما يكون المسؤولين الحكوميين ( ومن ضمنهم السيد يونادم كنا الذي ربما يردد اقاويل اسياده املاً بالاحتفاظ بكرسيه المكسور ) قد صدقوا بقولهم هذا لان الكثير من المسيحيين قد رجعوا الى بيوتهم واماكن اقامتهم مجبرين مكرهين وليس قانعين مخيرين لانهم كانوا بلا خيار اخر، فشظف العيش وغلاء الاسعار وعدم ايجاد فرص عمل تؤمن لهم ولعوائلهم عيشة لا بأس بها دفعت بالكثير من الذين التجأوا الى اقليم كردستان او مناطق سهل نينوى الى الرجوع والانصياع للامر الواقع، لكن رجوع هذا البعض وممارسة وظائفهم واعمالهم بحذر مشبع بالذعر والقهر ( رغم ان توفير الامن للمواطن لاداء عمله وممارسة طقوسه هي من مهام الحكومة وواجب يفرض تأديته وليس منية او فضل كما يحسبها البعض من مسؤولي الحكومة ) لا يعني ان مأساة المسيحيين العراقيين انتهت وازمة ترحيلهم قد حلت، فلا زال العديد منهم باقيا في المناطق الامنة التي التجأ اليها تاركا وراءه بيته ومحله ومصدر رزقه الذي يعتاش منه، ولا زال البعض الاخر مقيماً في دول الجوار منتظرا جواب الامم المتحدة حول طلبه، وبعيدا عن هذا وذاك هل يعرف هؤلاء المطبلين والمزمرين شعور المسيحي العراقي ازاء الطائفية المقيتة التي عمموها على العراق واغرزوها في اصغر دوائره؟ هل يعرفون ماذا يعني ان تعامل على اساس انتمائك الديني والطائفي والقومي والحزبي والمذهبي وتتبوأ المناصب بحسب الاكثرية والاقلية في بلد كنت انت اصله؟
وفي الختام نرجو من اعضاء حكومتنا المحترمين وبدلا من التباهي بانجازات منقوصة ان يراعوا مشاعر وحقوق هذا المكون الاصيل ويحذفوا من دستورهم مبدأ التعامل بالاكثرية والاقلية ويكون الانتماء الوطني معياراً للرقيه واحترام الانسان بدلا من الانتماءات الاخرى التي يعج بها الشارع العراقي في زمنه الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح