الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش تصريحات الدكتور الجلبي لصحيفة الحياة ..........الفساد الوجه الثاني للارهاب

هاشم الشبلي

2009 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ادلى الدكتور احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني بتصريحات مهمة الى صحيفة الحياة ، تطرق فيها الى دوره في اسقاط النظام السابق ، وفي التغيير الذي جرى على المشهد السياسي عقب الاحتلال والاخطاء التي ارتكبتها الادارة الامريكية في ادارة البلاد.

واخطر ماورد في محاور التصريحات تلك المتعلقة بالفساد المالي في وزارتي الدفاع والكهرباء وقطاع المقاولات والاستيراد والتجهيزات خلال الستة سنوات المنصرمة فأذا صح ماجاء بهذه التصريحات من تهم ومعلومات وأدلة فأنها تشكل جرائم خطيرة اقترفت بحق الشعب والدولة ، مما لايمكن التغاضي عنها او السكوت عليها او الجنوح الى الصمت ازاءها مجاملة لهذه الجهة او تلك او بحجة حماية العملية السياسية من الانهيار او المحافظة على سياسة التوافق المعتمدة في ادارة الدولة او تجنب المزيد من التوتر والاحتقان والتجاذبات السياسية بين المكونات او لأي ذريعة كانت.

ان هذه الاموال المنهوبة هي اموال الشعب وليست اموال هذه الجهة او تلك . ان هؤلاء المسؤولون المختلسون او المرتشون ان صحة الاتهامات ضدهم فأنهم لصوص وارهابيون ، ان الارهاب لايعني استهداف حياة الناس فحسب وانما استهداف الممتلكات والاموال الخاصة والعامة كما يستهدف تقويض الدولة والعملية السياسية عن طريق اشاعة فوضى الفساد المالي والاداري.
ونتيجة لظاهرة الفساد السائدة فأن اكثر من نصف الشعب يتضور من الجوع والحاجة وتحت مستوى الفقر بدرجات وانه يعيش حالة مزرية حيث يسكن في مخيمات في مناطق غير مأهولة تفتقر الى ابسط مقومات الحياة.

ساهمت السياسة الاقتصادية للنظام السابق وللاحتلال في تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وفي تدمير البنى التحتية والمرتكزات الاقتصادية حيث تفتقر البلاد الى المدارس والكليات والمستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية والخدمات الضرورية والاساسية للحياة الكريمة، والبطالة تفتك بالجيل الحالي من خريجي المدارس والمعاهد والجامعات ، والحياة الاجتماعية والثقافية والعلمية والفنية تشهد حالة من الركود والجمود والتخلف والامية متفشية وخاصة في صفوف الفساد حيث اكثر من خمسة ملايين امرأة لاتعرف القراءة والكتابة.

فلو كان لهؤلاء اللصوص ذرة من الاحساس بشرف المواطنة لشرعوا بأنفاق هذه البلايين من الدولارات لمواجهة هذه التحديات بدلا من تبذيرها على متعهم واشباع غريزة الطمع لديهم.

لم تشهد البلاد فسادا في تاريخها مثل ماتشهده الان من حيث حجم النهب والرشا ومن حيث نوعية المفسدين والمرتشين الذين نهبوا اموال الشعب من خلال مواقعهم السياسية والادارية وما الازمة المالية الحالية التي تعصف بالبلاد الا نتيجة للفساد الذي عم مفاصل الجهاز الاداري والمالي للدولة ، فضلا عن الازمة المالية العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد العراقي الهش والمتخلف.
ان تصريحات الدكتور الجلبي دعوة للوقوف ضد الفساد ينبغي على كل الجهات الحكومية والشعبية والبرلمانية ان تحملها على محمل الجد، وان تشرع بأتخاذ الاجراءات القانونية والقضائية بحق كل من خان الامانة وتلاعب بأموال الشعب مهما كانت منزلته او مركزه او موقعه السياسي او الاداري او الاجتماعي .

وأن اي تقاعس أو تلكؤ بمحاسبة المختلين والمرتشين يعد تواطؤاً وتستراً على جرائمهم واشتراكاً معهم على اخفاء الادلة ومحو معالم الجريمة مما يوقعهم تحت طائلة العقاب.
ان السكوت والصمت والتستر على هذه الجرائم يشجع على التمادي بأرتكابها والحزم والملاحقة والعقاب وتطبيق القانون يحد من استفحالها وشيوعها.
لذا ندعو الحكومة والمفوضية العامة للنزاهة والقضاء الى ايلاء هذه المعضلة اهمية استثنائية والاسراع بأتخاذ الاجراءات القانونية والقضائية بحق الفاسدين والمفسدين ليلقوا جزاءهم العادل وليكون عبرة لغيرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل