الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(6) العنف وجذوره / خطف الأطفال وتحديداً الإناث

إبتهال بليبل

2009 / 3 / 27
حقوق الاطفال والشبيبة


الحرب هي واقع يومي لملايين الأطفال ، البعض لا يعرف أي حياة تنشأ في خضم الحروب الداخلية ، والعصابات المسلحة ، أو على المدى الطويل في احتلال جيش أجنبي ، فإن العالم فجأة انقلب رأسا على عقب إلى الغزو أو التشريد الداخلي ألقسري يدفعهم على الطريق أما لاجئين أو مشردين ، وغالبا ما ينفصل الكثير منهم عن عائلاتهم ، فصراعات اليوم قاتلة إلى حد كبير داخل الدول وليس فيما بينها ، وضع الأطفال في المنازل والمدارس يكمن على خط النار، الأطفال يمكن أن يكونوا هدفا مباشرا للتعذيب أو لسوء المعاملة في ظل هذه الصراعات ، التي هي أقل أهدافها للاستيلاء على الأراضي من القهر أو إبادة مجموعة معينة من الناس ، هذه الصراعات الداخلية كثيرا ما ترتبط بتفكك هياكل الدولة ، والتي يمكن أن تخلق الفوضى لحالات من هذا القبيل التي تكاد تكون جميع الآليات الموجودة فيها لحماية حقوق الطفل مفقودة أو معطلة ..
الفتاة يتم اختطافها من قبل المتحاربين ، إما لأغراض جنسية أو للبيع على ممارسة الدعارة ، لتحيط بهم الصدمة النفسية لمثل هذه الأعمال الوحشية ، والعنف والخوف والمشقة فهي كبيرة وتؤثر بشكل سلبي على الأطفال وهناك دراسة واسعة النطاق على آثار النزاع على الأطفال ، نحو 72 في المائة من الأطفال الذين شهدوا الموت هم في بلاد شهدت أعمال عنف ، ثلثاهم من شاهدوا جثثا أو أجزاء الجسم ، وشهد ما يقرب من نصفهم الذين قتلوا خلال الهجمات بالصواريخ والمدفعية والمثير للقلق يعتقد 90 في المائة في أنهم سوف يلقون مصرعهم أثناء تلك النزاعات ، خطف الأطفال وبالذات الإناث ، من بين الأمثلة الفاضحة على العنف والإرهاب والتي وثقته منظمة العفو الدولية في وقت مضى ، بما يخص الحروب الداخلية وما يعانونه وعلى نطاق غير مسبوق ، فالآلاف من الإناث قد قتلوا أو تعرضوا للاغتصاب ، والخطف خلال حملات منتظمة إلى حد كبير من الأعمال الوحشية التي ارتكبت وترتكب من قبل مجموعات ، الدراسات العالمية تؤكد أن الآلاف الفتيات والنساء الذين تعرضوا للاختطاف كانت من جانب الجماعات السياسية المسلحة حيث تعرضن للاغتصاب أو يرغمن على العبودية الجنسية ...

ولهذه المقدمة مغزى لي ، حيث تم اليوم وتحديداً الساعة الرابعة والنصف عصراُ في بغداد وأمام أنظاري ، بإلقاء القض على سيدة ترتدي عباءة رأس حاملة كيس ممتلئ بالحلويات في محاولةٍ فاشلة منها بخطف طفلة لا يتجاوز عمرها السبع سنوات من أمام منزلها لتقوم الطفلة بالصراخ والبكاء بينما السيدة تحاول سحبها وضربها بقسوة ، فتنتبه على الفور أحدى النساء لصراخ الطفلة ولأنها على معرفة بعائلة الطفلة فتحاول إيقافها بالصراخ بأنها تسرق الطفلة ليسعى من في المكان باللحاق بهذه السيدة التي اتخذت من أحد المنازل ملاذاً لها هي والطفلة فيهرعوا أصحاب هذا المنزل بعدما أصابتهم الريبة والشك من سلوكها المبهم بالإمساك بها وعلى الفور دخل من كان يلاحقها وتم القبض عليها إلى أن تم استدعاء الشرطة ورجال الأمن وأصحاب المجلس البلدي ليكتشف أنها سيدة تقوم بخطف الأطفال وتحديداً الفتيات ...
ومن هذا الحادث الذي حصل اليوم أمامي ولأني شاهدت هذه السيدة والتي أدعت الجنون بعدما تم القبض عليها من رجال الأمن في محاولة منها إيهامهم بأنها لا تفهم شيئاً ولا تعي لأي شيء حيث كانت تتصرف ببرود و توحي للمقابل بأن الأمر لا يعنيها ، أقف اليوم للإجابة على تلك الأسئلة التي لاحقتني مراراً وتكراراً وأنا أقول في نفسي كيف لأم تبيع طفلتها للبغاء مقابل ثمن ؟؟ وكم عجزت عن معرفة السبب حيث أنني كلما حاولت أقناع نفسي بعملية بيع الأم لطفلتها تتقافز أمامي الكثير من العبارات التي تطفوا على ساحة تفكيري وتدسهُ في ظلام لأعود لنقطة البداية التي ابتدأت فيها بالتفكير والاقتناع ، وكم حاولت الشروع بالكتابة عن تلك الأم التي تناقلت خبرها لبيعها لطفلتها ، ولكني كنت أحاول التأني لاستكمال قناعتي بذلك التصرف وهذه الشكوك كانت نابعة كوني أم وأمتلك يقيناً بأنه لا يمكن لأم تقوم بهذه الفعلة بل أعتبرها من المستحيلات ، وكيف لتلك المرأة التي صبرت على حملها ووضعها وسهرها الليالي وخوفها وولعها بطفلتها لتكون النتيجة بيعها كالخراف ، لا أستطيع استيعاب هذه الفقرة وأنا على يقين بأن جميع النساء متفقات معي في هذا الرأي ... والآن لنعود لتلك السيدة التي قامت بخطف الطفلة ، وأقول هل لها علاقة بتلك الأحداث التي تؤكد على وجود وانتشار ممارسة البغاء ؟؟ فأن أحد المقالات قد ذكرت أنه انتشرت ظاهرة البغاء في المجتمع العراقي بعد سقوط النظام السابق عام 2003، جنبا إلى جنب مع بيع الأمهات لبناتهن لممارسة الدعارة، بأسعار تتراوح بين 2000 و 30 ألف دولار، كما يتم بيع البنات بأعمار تبدأ من 11 عاماً حتى تصل سن 20، وفق تقرير ، وتقوم عصابات الاتجار بالنساء بتزويد السوق المحلية أو دول الجوار كالأردن ، وسوريا ، ودول الخليج ، ويتم إدخال الضحايا إلى الدول المجاورة بطرق غير قانونية، وأحياناً تسافر الفتاة مع زوجها ثم يتم تطليقها لتبدأ ممارسة عملها في ذلك البلد، وفق مجلة "التايم."وينتشر الاتجار بالبشر وتجار الجنس عادة في مناطق الحروب لانعدام الأمن، وغياب القوانين التي قد تردع مثل هؤلاء.ولا يوجد هناك أرقام رسمية عن عدد النساء أو الأطفال الذين تم بيعهم لعصابات الجنس ، بسبب التعتيم الذي يصاحب هذه الأنواع من الأعمال ، وتقدر بعض الجمعيات العاملة في حماية الفتيات من هذه الظاهرة ، عدد اللواتي انخرطن في مهنة البغاء بعشرات الآلاف، ووفق تقرير دائرة مكافحة الاتجار بالأشخاص في الخارجية الأمريكية فإن الحكومة العراقية لا تقوم بأي جهد لمكافحة الظاهرة، ولا تقدم أي حماية ودعم لضحايا الاتجار ... هذا الموضوع تناقلته الكثير من الصحف والمواقع على الانترنيت ، ولكن هل فكر أحدنا أن يحلل الأمر ويستكشف الحقائق ؟؟، فهناك أمراً جلياً للعيان يكمن بوجود هدف وغاية للأمر وهو زعزعت البنيان الأساسي والاجتماعي للبلاد وتحديداً التفكك الأسري ، أنا لا أنكر بوجود نساء قد سرن بهذا الطريق وبرغبتهن ولكن هذا لا يقف على بلادنا فقط فالبغاء موجود ومنتشر في كافة بقاع العالم وخطف الأطفال أيضاً موجود ، هنا القضية ليست بالغريبة ولكن الغريب هو ذاك التهويل ألأعلامي للمسألة وذاك التحريف وتوظيف الأمور لمصالح وغايات معينة ..
لو كانت هذه الطفلة قد تم خطفها فعلاً ماذا سيحصل لها ؟؟ الإجابة ستكون حتماً هناك جهة معينة أو مجموعة مستعدة لاحتضانها ، ولما تحتضنها هل لغاية ايجابية مثلاً ؟ لا بالطبع هناك مصالح خطط لها ورسم لتنفيذها ولا توجد مصلحة أكبر وأجمل من المال لتقوم هذه السيدة بتسليم هذه الطفلة الجميلة إليهم مقابل مبلغ متفق عليه ، وهم ماذا سيفعلون بها حتماً هناك طريقة للاستفادة منها وألا ما هو سبب هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه ؟؟ إذن بيعها قد يكون لبيوت الدعارة وقد يكون لقتلها وبيع أعضاء جسدها وووغيرها فهناك الكثير من الاحتمالات الواردة من واقع عشناه ونعيشه ...
هنا سيفرض سؤال نفسه ، وعلى حد قول الكثيرين ومنها أذكر قولاً كانت دائماً ما تردده جداتنا ، حيث تقول "أن المرأة الطاهرة والشريفة لا يمكن أن يلمسها رجل إلا بإرادتها وقناعة منها " ومن هذا القول نستنتج أن كل فتاة تم خطفها وبيعها لبيوت الدعارة هي مؤهلة سابقاً لممارسة البغاء ، من هنا أجدني عاجزة عن الفهم لتختلط بي المفاهيم وأحرق كل ما قرأته من كتب وأبحاث في دراسة سيكولوجية المرأة وعلم النفس وتحديداً المواضيع التي تخص كيان المرأة ، وإلا ما معنى هذا ؟؟؟ أصدقكم القول أن ظاهرة خطف الفتيات تحتاج لدراسة مستفيضة وعميقة وعدة حلقات لذلك أجد للحديث تتمة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابتهال بليبل والمهنية
ماجد الكعبي ( 2009 / 3 / 26 - 20:14 )
رغم المعاناة القاسية للصحفية والاعلامية ابتهال بليبل لكنها تعمل جاهدة لاداء رسالتها المهنية وسط المخاطر والاهوال والصعاب من القتل والعنف والاختطاف والتهديد والتهجير في الظروف الاستثنائية والمعقدة التي يمر بها العراق، و قد اثبت شجاعتها وموقفها الانساني واصرارها وتصميمها الراسخ في التصدي لكل حملات الفساد والدعارة و حاولت ان تثني البعض عن ممارساته . وقد سعت الزميلة ابتهال وترجمت صوتها الى كلمات معبرة من خلال طرقها على هموم الواقع الذي نعيشه
ماجد الكعبي


2 - أمر في غاية الخطورة...بوركت
عماد الشريف ( 2009 / 3 / 27 - 06:51 )
نعم للأسف تفشت هذه الحاله حتى أمست ضاهرة ولكن من المسؤول ..لقد مرت على العراق أول ضروف كثيره وغريبه أول ما ألقت بظلالها على البناء الاسري وضعف السلطه الابويه بل وانحرافها احيانا الامر الذي انعكس سلبا على الجيل التالي جيل الحروب والقتل والجريمه المنظمه فيما بعد.وظاهرة الخطف بغرض الابتزاز المالي او البيع لعلها اخطر هذه النتائج ولكن السؤال المنطقي هو ما الحل ؟
برأيي ورغم صعوبة الحد من هذه الضاهرة الجرميه البشعه الا انه يمكن الحد منها بالتشعريعات القانونيه التي تشدد العقوبه على هذا السلوك المشين بجعل عقوبتها تصل حتى الى الاعدام لخطورتها ولكون المستهدف بها يمثل كيان ضعيف وبالتاكيد المجرم الذي يقوم بهذا الفعل مجرم خطير ومحترف والغرض من جريمته هو في احسن الاحوال بمنتهى الخسه والدناءه اما ببيع الضحيه او استعبادها لغرض لااخلاقي او ابتزاز ذويها او اغتصابها او قتلها
وفي كل هذه الجرائم لاينبغي الرأفة بالفاعل
وشكرا لك سيده ابتهال على الخوض في هذا الموضوع الحيوي

اخر الافلام

.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب


.. مع مطالبات الجيش الإسرائيلي سكاناً في رفح بالتوجه إليها. منط




.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24


.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن




.. استمرار الاحتجاجات في جامعات أميركية عدة رغم اعتقال المئات م