الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحانوت - قصة قصيرة جدا

محمد عبد الرحمن يونس

2004 / 4 / 6
الادب والفن


أبو علي سبعيني العمر .. طلّق زوجته للمرة الثالثة , ثمّ عقد عليها للمرة الرابعة .. يحب الله كثيرا , والنبي والأولياء الصاحين , والمنجمين , والتجار أبناء كاره . ويغازل الزبونات اللواتي يجتمعن صباح كل يوم لشراء البصل الأخضر والبيض الفاسد , بكلمات غزل سحريّة , تصف أجسادهن البضّة , وعيونهن الساحرة؛ ويؤكّد للخلص من المقربين أنّ هذه اللغة هي التي تجعله يبيع بيضه الفاسدة، ومن دون معاناة تذكر.
سبّحته ذات المائة حبّة تتدلى من جيبه , وعندما يخرج إلى الشارع يجعل حباتها تدندن أمام النساء , بأجمل الأدعية المستجابة , وأكثرها تضرعا . يبان من تحت عباءته سروال قطني أبيض يرسم خطوطا متداخلة، وقد اجتمعت حول كمان تعوّد العزف في أوقات الصفاء والسكينة , وقد استطال حتى وصل إلى قدميه . وما إن يحضر في أي مجلس من مجالس المدينة ومناسباتها حتى يصرّح بأن النبي محمد صلوات الله عليه وسلامه , تزوج سبع عشرة مرة , ويعلن عزمه على الإقتداء بسيرته الحميدة ، إلاّ أن أم علي العارفة بأخبار زوجها وسيرته تؤكد أنه رجل كلام لا أفعال , وهو لا يقترب منها إلاّ مرة في الشهر , غير أنّ زبونات حانوته يستغربن : كيف له كل هذه القدرات على التغزل بهنّ غزلا يصل أحيانا حدّ الفحش الذي ألفته المدينة ونساؤها في الآونة الأخيرة.، ولا يستطيع الاقتراب من زوجته .!
ترقد أم علي على الدكة الخشبية ، وقد ربطت سروالها بخيط من القنب، ووضعت فيه الليرات الذهبية العثمانية .. بجوارها مجموعة من الجرائد القديمة , ومجلة الشبكة , ونادين ، واولمبياد الكرة، فوقها رزنامة قديمة نقشت بصورة ميرفت أمين وقد تهدّلت ملاصقة لرأس عنكبوت بريّ انهمك في رسم أحلامه العريضة.. تتأمل الصورة , وبحسرة تعلن : إنها كانت أجمل بمائة مرة من ميرفت أمين , عندما كانت شابة في مثل سنها.
لأبي علي ست بنات شابات يتناوبن البيع , وينهمكن معظم الأحيان في تبادل الشتائم مع والدتهنّ الجميلة .. ومنذ افتتاح الحانوت وتدشين الشارع الذي شرّفه الوالي بطلعته البهيّة ، تحيطه عشرون جارية , وألف راية تخفق، وهن يحلمن بفارس أبيض ، وسرير وثير وجميل , ولا يحدث صريرا واهتزازا ساعة تشتعل الأجساد , وخزانة بخمس طبقات , ونجوم , وشمس ولآلئ .
انــــــــــــتهت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Lovely-Dovey
TheRiLi ( 2012 / 1 / 3 - 21:17 )
لا أفهم، ما سبب المعاني الغامقة في النص، يعني المعنى الإجمالي للقصة أقل ما يقال عنه أنه تافه، فهو لا يعبر إلا عن أمر إعتاد البشر أنه مطلب ثانوي من الدرجة الهامة، ورغم ذلك آثرت أن تضيف زيادة عليه ، معان لا تمت بصلة لأي بصلة، فهي معان شاذة متشرذمة، لو جمعناها كلها في كيس واحد لإنفجر الكيس بسبب التنافر الشديد بين المكونات،

على كل حال ... لأقول كلمة أخيرة ، القصة تحتوي على طريقة بدائية في التصوير، فهي تصف الأجسام والأشياء وصفا إستعجاليا بغرض التعداد وليس الأهمية، كما أن القصة ، تلقي الضوء في البداية على الشخصية الخطأ لتحاول بها لفت الإنتباه لموضوع أبعد ما يكون عن الموضوع الأصلي، وكأنها طريقة هوليود في إرسال الرسائل الخفية لكن المشكلة أن غلاف رسالتك هو الخفي والرسالة ظاهرة بشكل صارخ ، وكأنك وضعت مئة دولار في ظرف شفاف وأرسلتها بالبريد وكتبت عليها : أنا أثق ثقة كبيرة في أمانة رجال البريد ، وأنت تدعو أمانيك أن لا يفتح أحد الظرف ويطلع على ما بداخله لعله يسرق المئة دولار،

لكن المشكلة أن المئة دولار ، هي من النقود الرثة الغير ذي قيمة والتي يبحث عنها البنك ..لإتلافها ليصنع بدلا منها نقود أخرى

اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في