الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضربة عسكرية..ام امن وسلم في المنطقة؟

عبد العالي الحراك

2009 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


هذا ما يجب ان تختاره ايران,وما يفسرمن العرض الامريكي الذي قدمه اوباما لها,ضربات عسكرية امريكية من بعيد وتدمير لقدراتها العسكرية ومصادرها,ام اشراكها في قليل من خيرات المنطقة واكتفائها بما هي عليه الان,دون تدخل في شؤؤن دول المنطقة. لقد وضع اوباما القيادة الايرانية في المربع الضيق,عندما بادرها في عيد سنتها الفارسية,ودعاها للحوارعلى اساس الاحترام المتبادل, بدل التهديد بالحرب وهو قادرعلى شنها,ورغم انها تفكربأطالتها ان لم تنهار وتسقط مباشرة ..فكما سيخرج اوباما من ورطة بوش في العراق,لابد ان تخرج ايران من ورطتها في العراق التي بدأت بعد ظهورنتائج الانتحابات المحلية الاخيرة في العراق,وفشل احزاب الطائفية السياسية التي تتبنى سياستها وحلفائها الذين يتآمرون على رئيس الوزراء,لانه اختلف عنهم في خطابه الوطني وهم يخشون تقدمه واستقراره في الحكم والسلطة..لن يشفع لأيران تدخلها في العراق,بل سيصبح نقمة عليها وعلى اعوانها,ان استمرت وتذرعت بمختلف الوسائل والحجج لتوسع من تدخلها وامتدادها في المنطقة..ان لنوايا ايران التوسعية في المنطقة قصة طويلة تعود الى العقلية الفارسية القديمة,ما زالت تحلم القيادات الحالية بتطبيقها وفق شعارات اسلامية متناقضة بين طائفيتها وفرض مذهبيتها على مذهبيات اسلامية اخرى,والنتيجة ليست في امة اسلامية هلامية كما تدعي,بل في صراعات وحروب مستمرة وتدخلات اجنبية لا تنتهي..ان سياستها الحشرية في شؤؤن دول المنطقة,والمنعزلة عن السياسة الدولية في العالم عموما وطائفيتها,اضرت كثيرا بشعوبها وبشعب العراق وشعوب المنطقة كشعبي لبنان وفلسطين,والاحزاب السياسية الاسلامية التي تنساق عبر شعاراتها الثورية, التي بانت على حقيقتها نتيجة تدخلها في العراق وفي لبنان وفلسطين,وما سببت لشعوب هذه البلدان من مآسي, بحيث لم يتبق لها من مؤيد في العراق الا تلك الاحزاب والقوى التي ترتبط معها عقديا امنيا ومذهبيا طائفيا,نشأت هناك وتربت هناك,اما سواها فهي تنهج الان نهجا وطنيا شاعرة بحجم الخطأ الذي اقترفته بأئتلافها الطائفي الذي يتفكك الان وفي طريقه الى الزوال والاختفاء نهائيا خلال الانتخابات القادمة..الاحزاب السياسية الاسلامية التي لم تستطع الانتباه الى اخطائها كحماس,فهي ما زالت وشعبها يعاني المزيد من الحصاروالقتل والتعذيب وهي تحتجزه في معتقله,دون ان تمنحه الحرية لكي يختار طريق نضاله المستقل نحو تحريرارضه واقامة دولته المستقلة..
تعبرسياسة الانفتاح والتغيير الجديدة التي ينتهجها اوباما في العالم وفي منطقتنا خاصة,عن فرصة ذهبية لمراجعة الذات وكسب ما يمكن كسبه في البناء الوطني واستعادة الوحدة الوطنية في العراق والبدء بالبناء والاعماروالتطوير..ولأيران ايضا فرصة الهدوء وابعاد التوجس والخوف من غزوامريكي لأراضيها,كما كانت تتوقع عقب تهديدات بوش الذي زال وزالت تهديداته,واحترام الاخرين من دول الجوار وفي المقام الاول العراق والعيش بحسن النية والجورة,لا بالتدخل والتهديد.فان هي ارادت لمفاعلها النووي ان يكون للاغراض السلمية فعليها ان تقبل بمراقبة دولية,والا سيؤدي غرورها الى تحمل ما لا تستطيع تحمله..وامريكا تفكر في هذا الاتجاه(الاتجاه العسكري),عندما لا تحقق مصالحها بالحوارمع ايران,فسوف تحققها بالضربة العسكرية بعد اكمال انسحابها واستفاقتها من صدمة الازمة الاقتصادية الشديدة التي تعاني منها الان, وهي قادرة على ذلك ومستعدة لحماية دول الخليج واسرائيل من احتمال ضربات الصواريخ الايرانية,اذا لم تدمر جميعها في عقر جحورها, كما فعلت مع صواريخ صدام في الكويت والعراق لاحقا,حيث اخمدت خلال الدقائق الاولى من حربيها في الكويت عام 1991 وفي احتلال العراق اخيرا..ان الموقف الايراني الحالي الرافض لدعوة اوباما يعبرعن استمرارالغرورالايراني واستفحال مبدأ امتلاك القوة الكافية للاضرار بامريكا او اصدقائها في المنطقة,دون التفكير بحجم الاضرارالمضاعفة التي ستلحق بها واولا بمفاعلها النووي وجميع صواريخا واسلحتها ومصادر اقتصادها,وعندها لا ينفع ندم النادمين ولا جنة الحالمين حتى وان سلكت ايران بعد تدميرها سياسية الاضرار من بعيد بالمصالح الامريكية فهي وسيلة الضعفاء المغرورين بهلوستهم,وستوضع في سلة الارهاب وسيحاربها العالم اجمع بعد ان عزلها ومنذ ثلاثين عاما.
ان مأزق ايران هومازق سياسي مبني على هلوسة دينية,مضافا له غرورعسكري موهوم,قياسا بقوة امريكا العسكرية والعلمية والاقتصادية,قد يوقعها هذا الغرور في تهلكة ماحقة وسيكون مفاعلها النووي وبال عليها اكثر مما يفيدها سلميا اوعسكريا..وامريكا اوباما تتحرك الان بهدوء وبخطوات محسبوبة,وليست امريكا بوش الطائشة المتعجلة في امرها الى ان فشلت اشد الفشل, فبعد مهلة الحواروالمفاوضات التي سيرافقها الانسحاب من العراق وترتيب الاوضاع في المنطقة والتنسيق المحكم مع اسرائيل واصدقائها العرب,ستتهيأ امريكا للضربة العسكرية ولتكن منطلقة من اسرائيل او من سفنها في البحر التوسط او بحر العرب اومن السواحل القريبة لايران في المحيط الهندي.
ستأتي الضربات العسكرية الامريكية متلاحقة للمواقع العسكرية الايرانية حسب اهميتها وخطورتها على دول المنطقة,قبل ان تستطيع ايران النهوض من غفوتها لتشن حرب على دول الخليج الضعيفة, او توجه قذائف صواريخها الى اسرائيل.
ايران دولة شاذة في المنطقة والعالم,فهي ليست دولة ثورية حديثة تحظى بالدعم الدولي والشعبي العالمي,كما حظيت دولا ثورية في تحررها الوطني في السابق,ولا هي دولة معتدلة روتينية كباقي الدول في العالم تنآى بنفسها بعيدا عن الصراعات والحروب,وتسعى لتطوير قدراتها الذاتية,وهي دولة غنية بالخيرات البشرية والمادية,نحورالتقدم وحياة الرفاهية لشعوبها,ولا هي دولة متطورة علميا وصناعيا واقتصاديا بحيث تستطيع ان تقاوم وتتطوروتستمر في الحياة ..انها دولة مشاكسة تعتمد على قوة الغيب ان يعينها في حرب لا يعرف مصيرها وامدها احد.
قد يكون نجاح امريكا في علاقتها مع سوريا بعد استعادة هضبة الجولان وضمان استقرارها ودعمها اقتصاديا وعلميا عوضا عن دعم ايران لها,مفتاح اخر لهزيمة ايران..لكن السؤال سيستمر في كيفية استمرار ايران مشاكستها للعالم دون اقتدار فعلي..والى متى ستستمر ايران وسوريا بتحالفهما؟؟
عبد العالي الحراك 22-3-2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق