الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المثقف البديل

ايمان محسن جاسم

2009 / 3 / 28
الادب والفن


منذ مدة ليست بالطويلة كان سؤال يطرح نفسه على اكثر من صعيد هو عن جدوى الافكار التي اثبت اصحابها انهم عاجزون عن انزالها الى الشارع وتحويلها الى ايديولوجيا يتثقف عليها الناس في اشارة قوية الى دور المثقف في ايصال رسالته الى جميع شرائح المجتمع . الا انه مع توالي المتغيرات وتزايد دينامية الحراك الاجتماعي صار التساؤل لا عن افكار المثقف وسبل ايصالها بل عن المثقف نفسه هذا الاخير الذي لم يعد المجتمع يسمع له همساً فالقلة القليلة التي ماتزال تتوهج لايتجاوز ضوؤها اقبية مكتبااتها وجدرانها ، هذه الاخيرة التي تبدو عاجزة موضوعياً عن القيام بوظيفتها المتمثلة في انتاج معرفة تستجيب لحجم التحولات التي يعيشها العراق ،نظراً لضعف البنيات الاكاديمية القادرة على خلق تراكم معرفي اولا وعجز اطرها ومسيرتها على مواكبة مايفرضه مجتمع المعرفة وتحولات عالم العولمة في خضم هذه التغيرات التي تستوجب حضور المثقف في الواجهة كما كان الحال في فرنسا مثلاً التي كان فيها جون بول سارتر خلال انتفاضات الشباب يخطب في الطلاب في ساحة السوربون ، وميشال فوكو يوزع المنشورات عند مدخل مصانع سيتروين وبورديو الذي كان حتى قبل وفاته بقليل حاضراً بقوة تنظيراً وممارسة (قولا وفعلاً) الى جانب المجتمع مقدمين بذلك صورة عن النموذج المثالي للمثقف او مايسميه غرامشي بالمثقف العضوي .
هذه النخبة تخلت عن دورها ووظيفتها في المساهمة في تغيير البناء المجتمعي لسبب من اثنين : اما خشية طرح الافكار الصحيحة او التخندق مع الجانب الاخر . مما ترك الساحة فارغة لظهور ما اصطلح عليه بالمثقف البديل . هذا الدور - دور المثقف البديل - الذي صارت تطلع به الصحافة التي تحولت الى بديل عن الاكاديمي والمثقف ، حيث تجاوزت مهمتها التأريخ اليومي الى تكييف التمثلات العامة وصياغة المفاهيم المؤطرة للواقع وانتاج قراءات وتحليلات ونقذ للوضع العام قد لايكون المثقف عينه قادراًعلى القيام بها وقد لانبالغ ان قلنا ان بعض الاراء والمواقف التي صار يطرحها هذا المثقف البديل لم يحلم بها كتاب العراق يوما بالغوص فيها.
ان السؤال الحقيقي الذي نرى ان المقام يفرض طرحه وبالحاح هو مدى قدرة هذا المثقف البديل عن الاضطلاع بادوار المثقف العضوي بصيغة اخرى هل سينجح هذا المثقف في ملء الفراغ وتحريك الجماهير ؟ يبدو ان ادعاء الاجابة عن السؤال امر مبالغ فيه بيد ان مقاربته من نواحٍ عدة تكشف عن الجوانب من الجواب ولعل اولها سيكون حول مانطلق عليه امكانية تجاوز النقد الى البديل فالمثقف العضوي كان دائماً صاحب بديل اذ لاينتقد وضعاً حتى يكون ذا تصميم وخطة لبديل عنه الامر الذي يفتقد اليه هذا المثقف الجديد الذي استطاع فعلاً تجاوز التأريخ اليومي كما سبقت الاشارة الى ذلك الى بلورة تصورات ورؤى نقدية وتفكيكية مهمة غير انه ظل رهيناً لها دون الوصول الى اعطاء بدائل وحلول . هذا الامر طبيعي في نظر البعض اذ لايمكن ان نطلب منه اكثر من ذلك ان الواقع والدور الذي يضطلع به صارداخل ازمة بتقديم بدائل بهدف التقييم والمحاسبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا