الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل مرة

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2009 / 3 / 28
الادب والفن



في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
تَقصُ عليّ كيفَ الريحُ بِها هَوتْ
وكيفَ طاردها ذئبُ القرية
وكيفَ خانَ شَعرُها
وأختلسَ شفتيها بساطور الحروفِ
فتعِدُني بأن تلمُ شِتاتي
وتكونُ هي الحرفُ التاسعِ والعشرين في لُغتي
وَبعدُها تمُطِرُني بِحجارة مِن سجيّل

في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
تَعِدُني بأن تُضئ مُتحفي
وأن تكونَ عيناها فِراشي
فتأخذُ عقلي بشَعرِها
وتحرقُ ماقبلها بنهديها
وتضُمني إلى مجموعتها الشمسية بِسُرتِها
ثُمَ تُلقيني مِنْ أعلى السريرِ على وجهي
ولاتبعثُ لي حتى خِطابَ وداعٍ

في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
مِنْ بابٍ مَنسي
لايدخُلهُ ضوءٌ العشقِ
ولاريحُ الهوى
فتعِدُني بأن تكونَ لي سمائي
وَمحُيطُ أحلامي
وبحرٌ لاتغرقُ فيهِ سُفني
وتقولُ لي ...
بأنها كانتْ تنتَظِرُني منذُ كانتْ طِفلة
فأشتري لها لُعبة كي تبقى لا تكبُرْ
ثُمَ تحرِقُ ثيابي
وتبيعُ ما بقيَ مِنْ أملاكي
وتَنشرُ صُوري في الجرائدِ
مكتوبٌ تحتها " عاشقٌ على قيد الوفاة"

في كُلَ مرةٍ تأتيني إمرأة
تختلِسُني مِنْ حيثُ لا أدري
وتُسلِمُني إلى قبضة الأحزانِ
فأرقصُ حُزناً على غبائي


في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
تَقُصُ عليّ قِصَصٌ لمْ تُنزلْ في كتابٍ
وتَرسِلُ لي قصائد مِنْ ورد وريحان
فيها كلماتٌ أجملُ مِنْ الخيال
وفي أخر السطرِ تَشطبُ عُنواني

في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
ترتَدي الأحلام فتلفُني بِها
وفي الصباحِ تُسلمُني لشرطة القصرِ
بتُهمة التحريضِ ضّد كابوس

في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
تعصِفُني بِشفتيها كريح الخماسين
فتقلبُ قواربي
وتُغرقُني بدَمعي
وتزرعُني في قعرِ الحُزن سنين

في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
تقولُ لي بأنها خاتمةُ مُغامراتي
وإنها سَتروضُ فرَسيّ
وتكونُ هي جميعَ قيعاني
فلا أمطرُ إلا فوقَ جَسدِها
ولا أدورُ إلا حولَ سُرتِها
وبعدَ أولِ قُبلةٍ
أكتشفُ أنها سَمّمتْ لي وجبة العشاءِ بيدها


في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
تبحثُ عَنْ نَفسِها بين أحزاني
وتنبُشني كي تجدَ عُنواني
فأذا طلبتُ مِنها رِسالةُ غرامٍ واحدة
أرسلتها إلى رجل ثانِ

في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
تبَكي حَظّها معَ مَنْ قبلي
فأشطبُ دُموعها
وأصطادُ لها النجوم
وأضعُها حولَ عَينيها
وأرسمُ شامتها فوقَ دفتري
وأعصرُ أنفاسي لها خمراً
وفي الصباحِ تطردُني مِنْ أحلامي

في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
مِنْ فوهةِ الماضي
فتَملِكُ أصابعي
وتلعبُ بِشعّري
وبأشيائي
وتلهو بِكُلِ أحزاني
فتَشنقُ ضِحكتي
وتسرِقُ نِسائي
وتترُكني مُلقى أهذي
أتوسلُ الأحلامَ أن تزورُني
ولو في ألاحلامِ


في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
تُخفي بينَ دُموعها شَوكُها
وبينَ ضِحكتُها ينامُ الخنجرْ
وتلبَسُ ثوبَ ملاكٍ
وفي أصبعِها سُمّ العقربْ

في كُلِ مرةٍ تأتيني إمرأة
فتقولُ لي أحُبكَ ...
آآآآه يا شوقَ الساحرُ لدمِ الميتْ
ويابُعدَ الوردِ مِنْ يأسِ الحنظّل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى