الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذاكره بمناسبة يوم المسرح العالمي

هادي الخزاعي

2009 / 3 / 28
الادب والفن



لهذا اليوم العيد ، منزلة خاصة عند المسرحيين في أصقاع العالم ، ففيه يتبادلون الخِبَرَ والتهاني في آن معا ، وفيه ايضا يستعيدون ألق نجاحاتهم التي مرت ، والتي تنتظر في مسارهم الأبداعي ، وفيه ايضا يقدمون اخر اعمالهم الفنية ، وبلا مقابل الى جمهور المسرح الذي تعود دخول المسرح في هذا اليوم مجانا ، ليشارك اهل المسرح الفرحة بيومهم العالمي .
لقد تخلد عالميا ، ومع سبق الأصرار هذا اليوم ، السابع والعشرين من آذار من كل عام ، يوم توافق العاملون في مجال الأبداع المسرحي ، ان يقولوا كلمتهم المتصفه بتلاقح رؤاهم الأبداعية مع انفاسهم الأنسانية التي تمتد من آخر خطوة على خشبة المسرح الى اول من خطى نحو عالم الدراما غير المعلن في عصر الأغريق .
غالبا ، في هذا اليوم ، تكون للذاكرة الحسية مساحة واسعة في مجال الأحتفاء بهذا اليوم . فذاكرة الحاضر تتجلى بآخر ما قدمه الفنان المسرحي من عمل ابداعي وفي مختلف ما تستوعبة الخشبه من مكونات العرض المسرحي ، نصا ، تمثيلا ، سينوغرافيا ، ديكور وأكسسوار ، ملابس وأزياء ، انارة ومؤثرات ، أدارة مسرحية وفنية وألى آخر ما تستوعبه عملية الأبداع المسرحي حين تتجلى بآخر مراحل عملية العرض المسرحي ، او ما قدمته الفرق المسرحية من عروض مسرحية .
ونحن فنانوا المسرح في العراق كنا من السباقين للأحتفاء بهذا اليوم ومنذ بداية ستينات القرن الفائت .
كانت الأعمال المسرحية التي تُقَدمْ ، ومنذ اول أرهاصات المسرح في العراق ، لا تخلو من ملمح او رؤيا نقدية سياسية أجتماعية ثقافية ، فأن خلت ، فأن الذاكرة الحسية للمتلقي العراقي لا تسجله على شريطها ، بل يخرج من مضمار حسابات تلك الذاكره على الأطلاق ، بل حتى الفرق المسرحية ، تغدو بعيدة عن الذاكرة أن خرجت عن تلك السياقات والمقاسات ، وما اكثر الأمثله لمتابع تأريخ الحركة المسرحية في العراق .
كان آذار في العراق يشكل بداية لنهاية الموسم المسرحي ، وفي نهايته يجئ اليوم العالمي للمسرح حيث تقدم العروض المجانية للجمهور . وقد ساد هذا التقليد بأنتظام منذ اول احتفاء بيوم المسرح العالمي في بداية الستينات كما اشرنا .
في نهاية شتاء قائض من بداية سبعينات القرن الفائت ، سعت السلطة أنذاك الى الغاء الأحتفاء بيوم المسرح العالمي ، ولم يجد العديد من المسرحيون التقدميون مبراا لتلك الخطوة رغم وجود المركز العراقي للمسرح الذي كان يرأسه الفنان يوسف العاني ، والذي كنا نعتبره ، نحن شباب تلك الأيام حاضنة لنا ، لكنه لم يحرك ساكنا من اجل اقامة الأحتفالية كما لم تبادر اي من الفرق المسرحية المجازة والعامله ، كالفرقة القومية للتمثيل ، وفرقة المسرح الفني الحديث وغيرها من الفرق المسرحية ـ على قلتها ـ الى تبني الأحتفاء بهذا اليوم ، حتى بادرت فرقة مسرح الصداقة التي كان يديرها الفنان اديب القليه جي على تبني الأحتفاليه ، وهذه الفرقه كانت تابعة للمركز الثقافي السوفيتي الواقع في شارع ابي نؤاس في بغداد ، والذي كان يديره الأستاذ عادل العبيدي ، القريب للوسط الثقافي العراقي .
لقد تمت تلك الخطوة بدعم من اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي ، ومباركة من الحزب الشيوعي العراقي ، رغم ما كانا يعانيا من حصار السلطة ، وحيث ان اغلب الفنانيين والمثقفين العراقيين قد خرجوا من معطفيهما ، فقد أستجاب المسرحيون التقدميون لهذه المبادره ، لاسيما اعضاء فرقة مسرح الصداقة التي لم تكن عضوا في المركز العراقي للمسرح ، بحجة انها تعمل في اطار مؤسسة اجنبية ، وكذلك اعضاء فرقة مسرح اليوم ، واعضاء فرقة المسرح الفني الحديث.
لم يكن امام الجميع غير عشرة ايام للوصول الى يوم السابع والعشرين من آذار ، الذي هو اليوم العالمي للمسرح .
اختارالفنان اديب القليه جي ، مخرج فرقة مسرح الصداقة ، مسرحية تشيخوف ( مفجوع رغم أنفه ) وقد اناط الأدوار لكل من فارس الماشطه وهادي الخزاعي ، فأنغمروا بالتدريب مباشرة بعد ان أقاما في المسرح مدة اسبوع كامل .
الفنان الجميل روميو يوسف وزميلته الفنانة المبدعه ناهدة الرماح عضوا فرقة المسرح الفني الحديث ، اختارا مسرحية جان كوكتو ( الصوت الأنساني ) .
الفنان المتمكن فاروق اوهان اختارعن فرقة مسرح اليوم مسرحية لويجي بيراندلو ( اشجار الليمون الحلو من صقليا ) وقد مثل فيها الفنان علي فوزي وناظم شاكر وأزهرجواد وأسماء عديده أخرى لا تحضرني مع شديد الأسف .
وفاءا لهذا اليوم قدم هؤلاء المبدعون قصارا ما استطاعوا من اجل ان لا يذبل ألق يوم المسرح العالمي في العراق ، فكان الأفتتاح على مسرح فرقة مسرح الصداقه وبجمهور متلاطم غصت به تلك القاعة الحانية ، تقدم الحاضرين الأستاذ يوسف العاني المدير العام للمركز العراقي للمسرح الذي القى كلمة يوم المسرح العالمي. كما حضرالأساتذه جعفر السعدي ونور الين فارس وقاسم محمد والفنانة الرائده زينب والفنانه وداد سالم والفنان خليل شوقي والفنان طه سالم ، وعد غفير من المسرحيين العراقيين الذين كان يهمهم هذا اليوم .
قدمت العروض الثلاث وقد سجل المشاركون سبقا في تحد جديد بوجود الفنان المسرحي العراقي ، بعد ان كان تحديه المشهود يوم ناضل من اجل قانون للفرق المسرحية التي ألغاه انقلابيوا شباط الأسود عام 1963.
اقف اجلالا بهذه المناسبة لمن رحل من فناني المسرح العراقي ومثقفي العراق وآخرهم عبد الباري العبودي . واتمنى طول العمر والصحة لمن لا يزال يقتحم مؤكدا على علو قامة المبدع العراقي حتى آخر الأنفاس .
لكل المبدعين الذين يسقون المسرح العراقي بجذوتهم وشبابهم وشيبهم الألق الدائم وعام جميل للجميع من اجل مسرح عراقي انساني تقدمي متطور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وفاء
ينبوع ( 2009 / 3 / 27 - 21:52 )
شتاء قائض
العزيز الخزاعي شكرا لك على هذا الاستذكار الواعي والرصين لانشطة المسرحيين العراقيين الطيبين الممتلئين وطنية عراقية اصيلة وهم يحملون الافكار المنيره لدروب الفقراء في سنوات الجدب والقمع والفاشية
دمت متئلقا بوعيك العلمي وقلبك الدافئ وعراقيتك الاصيلة
وتهنئة من القلب لك ولكل مسرحيينا الشرفاء
وباقات ورد عراقية على قبور الشهداء من فناني العراق وابناءه الذين غادرونا وهم يحلمون بغد افضل
مشاكسة
اخي هادي انا لم اسمع بشتاء قائض لانني اعتقد ان القيض مرتبط بالصيف اليس كذلك ايها الجميل

اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب