الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس من كومونة باريس

ليون تروتسكي

2020 / 3 / 19
الارشيف الماركسي


في كل مره نقوم فيها بدراسة تاريخ الكومونة فإننا نراها من ناحية جديدة , و يعود الفضل في ذلك إلي الخبرات المتحصله عن طريق الصراعات الثورية الأخيرة و في مقدمتها علي الإطلاق الثورات الأخيرة, ليس فقط الثورة الروسية و لكن أيضا الثورتين الألمانية و البلغارية . لقد كانت الحرب الفرنسية – الألمانية انفجار دموي ينذر بمذبحة عالمية غير محدودة, في حين كانت كومونة باريس بشري مضيئة لثورة بروليتارية عالمية .

إن الكومونة تظهر لنا مدي بطولة جمهور الطبقات العاملة , قدرتهم علي الاتحاد في كتلة سياسية واحدة, نبوغهم في التضحية بأنفسهم باسم المستقبل, و لكنها تظهر لنا في نفس الوقت عدم مقدرة هذه الجماهير علي اختيار طريقها, ترددهم و عدم حزمهم في مسألة قيادة الحركة, تحزبهم المشئوم الذي وصل بهم إلي التوقف بعد النجاحات الأولي و هكذا السماح للعدو باستعادة انفاسه و إعادة توطيد مواقعه.

لقد جاءت الكومونة متأخرة جدا , لقد كان لديها كل إمكانيات الاستيلاء علي السلطة في الرابع من سبتمبر و هو ما كان يسمح للبروليتارية في باريس بأن تضع نفسها و بضربة واحدة علي رأس العمال في الدولة كلها في صراعهم ضد قوي الماضي, ضد بسمارك كما ضد ثيرز علي السواء , و لكن السلطة وقعت في أيدي ثرثاري الديمقراطية : نواب باريس , و لم يكن لدي البروليتاريا الباريسية حزب أو قيادة مرتبطة بها ارتباطا وثيقا من خلال الصراعات السابقة, و البرجوازيون الصغار الأبطال الذين ظنوا أنفسهم اشتراكيين و لجأوا إلي مساندة العمال لهم فلم يكن لديهم في الحقيقة أية ثقة في أنفسهم, لقد زعزعوا إيمان البروليتاريا في نفسها, لقد كانوا يلجأون باستمرار إلي المحامين المشهورين,إلي الصحفيين و إلي النواب و الذين لم يكن في جعبتهم سوي حفنة من العبارات الثورية المبهمة , و ذلك من أجل أن يعهد إليهم بقيادة الحركة.

إن السبب لماذا أخذ كل من جوليس فافر ، بيكارد ، جامير و شركائهم السلطة في باريس في الرابع من سبتمبر هو نفسه السبب الذي سمح لبال-بانكور، أ. فارين، رينادل و آخرين كثيرين أن يكونوا أسيادا لحزب البروليتاريا ، إن الرينادليين و البانكوريين و حتي اللونجوتيين و البرسمانيين هم أقرب-بالنظر إلي عواطفهم و أفكارهم المشتركة و سلوكهم و عاداتهم الثقافية – إلي أتباع جوليس فافر و جوليس فيري منهم إلي البروليتاريا الثورية ، فأسلوبهم و عباراتهم الاشتراكية هي لا شيء سوي قناع تاريخي لكي يضعوا أنفسهم علي رأس الجماهير ، و ذلك لمجرد أن فافر ، سيمون ، بيكارد و الآخرين قد استعملوا و أفرطوا في استعمال عبارات ديمقراطية-ليبرالية حتى إن أبنائهم و أحفادهم أصبحوا مضطرين إلي الالتجاء إلي العبارات الاشتراكية ، و لكن هؤلاء الأبناء و الأحفاد قد بقوا جديرين بآبائهم أوفياء لهم ليعملوا علي استكمال مهامهم . و عندما يكون من اللازم اتخاذ القرار ، فليست مسألة تكوين العصبة الوزارية هي المهمة و إنما الأمر الأكثر أهمية و الأجدر بالعلم به هو أي الطبقات في فرنسا يجب أن تمسك بزمام السلطة ، و حينها فإن رينادل ، فارين ، لونجوت و أمثالهم سيكونون في معسكر ميلليراند – و هو شريك و زميل جاليفت ذلك الرجل الذي ذبح الكومونة .....، و عندما يجد هؤلاء الثرثارين ثوريي الصالونات و البرلمان أنفسهم وجها لوجه – في الحياة الواقعية – أمام الثورة فإنهم لن يدركوها أبدا.

إن الحزب العمالي الحقيقي ليس آلة للمناورات البرلمانية ، فهو الخبرة المتراكمة و المنظمة للبروليتاريا ، أنة فقط بمساعدة الحزب – و الذي يرتكز علي الأحداث الماضية في تاريخه كله و الذي يرسم مسبقا بطريقة نظرية الطريق نحو التقدم بكل مراحله و يستخرج منة الشكل المناسب للعمل – تستطيع البروليتاريا تحرير نفسها من الحاجة المتكررة لإعادة بدء تاريخها من جديد بنفس التردد و النقص في اتخاذ القرارات ، أي بنفس أخطائها السابقة.

البروليتاريا في باريس لم يكن لديها مثل هذا الحزب ، فالاشتراكيون البرجوازيون و الذين احتشدت بهم الكومونة قد تلعثموا و رفعوا عيونهم إلي القدر في انتظار معجزة تهبط عليهم أو في انتظار رسالة سماوية أخري ، و في أثناء هذا الوقت فإن الجماهير كانت قد بدأت تفقد صوابها و ذلك بسبب حيرة البعض و ترددهم و أوهام البعض الآخر و خيالاته ، و النتيجة كانت أن الثورة قد انطلقت و هم في منتصف الطريق تماما ، متأخرين جداً ، و كانت باريس مطوقة تماماً ، و انقضت 6 أشهر قبل أن تقوم البروليتاريا بإعادة تنظيم ذاكرتها للاستفادة من دروس الثورات السابقة ، معارك الأيام الخوالي و الخيانات المتكررة للديمقراطية ، و بعدها وضعت يدها علي السلطة.

لقد ثبت أن هذه الشهور الستة كانت خسارة لا تعوض ، فلو كان الحزب المتمركز للعمل الثوري موجود علي رأس البروليتاريا في فرنسا في سبتمبر 1870 لكان تاريخ فرنسا كلها و معه تاريخ الإنسانية كلها قد أخذ منعطفاً آخر.

و إذا كانت السلطة قد وجدت في أيدي البروليتاريا في باريس في 18 مارس فإن ذلك لم يكن بسبب أنهم كانوا قد انقضوا عليها عن قصد و بعزم ، و لكن بسبب أن أعدائها كانوا قد تركوا باريس.

فهؤلاء الأخيرين أخذوا يتقهقرون و يفقدون مراكزهم باستمرار ، فالعمال قد كرهوهم و احتقروهم ، البرجوازية الصغيرة لم تعد تثق فيهم و البرجوازية الكبيرة خافت من أنهم لم يعودوا قادرين علي حمايتها ، الجنود أصبحوا عدائيين تجاه الضباط و الحكومة هربت من باريس من أجل أن تقوم بتجميع قواتها في مكان آخر ، و هكذا – بعد أن حدث كل ذلك – فإن البروليتاريا أصبحت تتسيد الموقف في باريس ، و لكنها لم تفهم ذلك إلا في الأيام التالية حيث هبطت عليها الثورة في مفاجأة غير متوقعة.

لقد كان النجاح الأول بمثابة مصدر جديد للسكون والسلبية ، فالعدو قد هرب إلي فرساي ، الم يكن هذا انتصاراً ؟ ، و في نفس اللحظة فإن العصبة الحكومية كان يمكن تحطيمها كلياً و بدون إراقة دماء تقريباً ، ففي باريس كان من الممكن اعتقال جميع الوزراء و علي رأسهم ثيرز و لم يكن احد حتى ليرفع يديه للدفاع عنهم ، و لكن ذلك لم يحدث ، فلم يكن هناك تنظيم حزبي متمركز لديه رؤية شاملة للأمور و أعضاء خاصة قادرة علي إدراك قراراته و تنفيذها.

إن الجزء المتبقي من رجال الجيش لم يكن يريد العودة إلي فرساي ، لقد كان الخيط الذي يربط الضباط و الجنود دقيق جداً ، فلو كان هناك مركز توجيه حزبي في باريس لكان علية أن يدمج في الجيوش المتراجعة – حيث كانت هناك إمكانية للتراجع – بعض المئات أو حتى بعض العشرات من العمال المخلصين و ذلك مع إعطائهم التعليمات الآتية : توسيع مدي تبرم الجنود و غضبهم تجاه الضباط ، انتهاز أول لحظة نفسية مناسبة لتحرير الجنود من ضباطهم و العودة بهم إلي باريس للاتحاد مع الشعب ، لقد كان من السهل إدراك ذلك بموجب اعتراف أنصار ثيرز أنفسهم ، و لكن لم يفكر أحد في ذلك و لم يكن هناك من يفكر في ذلك ، فمرة أخري فإنه في منتصف الأحداث العظيمة فإن مثل هذه القرارات يمكن فقط اتخاذها عن طريق حزب ثوري ، ذلك الذي يتطلع إلي ثورة ، يحضر لها و لا يفقد صوابه ، عن طريق ذلك الحزب المعتاد علي الحصول علي رؤية شاملة للأمور و لا يخاف من أن يقدم علي العمل.

و حزب للعمل هو بالضبط ما لم تكن تملكه البروليتاريا الفرنسية.

لقد كانت اللجنة المركزية للحرس الوطني في حقيقة الأمر عبارة عن مجلس للنواب عن العمال المسلحين و البرجوازية الصغيرة ، مثل هذا المجلس – و الذي يتم انتخابه مباشرة عن طريق الجماهير التي اختارت الطريق الثوري – يمثل آلة ممتازة للعمل و لكنة في نفس الوقت – و بسبب اتصاله العاجل و الأولي بالجماهير التي هي في الحالة حيث أن الثورة هي التي وجدتها – لا يعكس فقط الجوانب القوية و لكنه يعكس أيضاً الجوانب الضعيفة للجماهير ، و هو أولاً يعكس الجوانب الضعيفة أكثر مما يعكس الجوانب القوية ، إنه يوضح لنا بجلاء روح التردد و الانتظار و الميل إلي السكون بعد النجاحات الأولي.

لقد كانت اللجنة المركزية للحرس الوطني في حاجة لمن يقودها ، حيث كان من اللازم إيجاد تنظيم دائم الحضور يجسد الخبرة السياسية للبروليتاريا ، ليس فقط في اللجنة المركزية و لكن أيضاً في الفيالق ، في الكتائب وفي أعمق قطاعات البروليتاريا الفرنسية ، و بمفهوم مجلس النواب – و هم في هذه الحالة عبارة عن آلات الحرس الوطني – فإن الحزب كان باستطاعته أن يكون علي اتصال مستمر بالجماهير و معرفة حالتهم النفسية ، فلو قام مركز قيادته بتوجيه نداء تعبئة في أي يوم – و ذلك من خلال المسلحين التابعين للحزب – فإن مثل هذا النداء بإمكانة أن يتغلغل بين الجماهير ليوحد أفكارهم و إرادتهم.

ما إن استطاعت الحكومة الهرب إلي فرساي حتى هرول الحرس الوطني نحو نفي مسؤوليته عن ذلك في نفس اللحظة تماماً التي كانت مسؤوليته عن ذلك كبيرة جداً ، لقد تخيلت اللجنة المركزية إجراء انتخابات " قانونية " للكومونة ، و من أجل ذلك دخلت في مفاوضات مع رؤساء بلديات باريس و ذلك حتى تحمي نفسها – من اليمين – " بالشرعية ".

فلو تم التحضير لهجوم عنيف علي فرساي في نفس وقت المفاوضات مع رؤساء البلديات لعدٌ ذلك خدعة مبررة تماماً من وجهه النظر العسكرية و متفقة تماماً مع الهدف المنشود ، و لكن في حقيقية الأمر فإنه قد تم البدء بإجراء هذه المفاوضات من أجل تفادي الصراع عن طريق معجزة أو أخري ، لقد كان الراديكاليين من البرجوازية الصغيرة و الاشتراكيين المثاليين و هؤلاء الرجال ممن كانت الدولة القانونية تشملهم في جزء منها – النواب ، رؤساء البلديات ، ......الخ – يتمنون من أعماق قلوبهم أن يقف ثيرز احترماً أمام باريس الثائرة في نفس الدقيقة التي تغطي فيها هذه الأخيرة نفسها بالكومونة " القانونية ".

لقد كانت النظريات المقدسة عن الفيدرالية و الحكم الذاتي هذه الحالة هي ما يدعم السلبية و التردد ، فباريس – كما ترون – هي مجرد كومونة عبر كومونات أخري كثيرة ، فباريس لا تريد أن تفرض أي شيء علي أي أحد ، إنها لا تحارب من أجل الديكتاتورية ، أو حتى علي الأقل من أجل أن تعطي المثال للديكتاتورية.

في المحصلة فإن كل ذلك لم يكن شيئاً سوي محاولة لاستبدال الثورة البروليتارية – و التي كانت تنمو – بإصلاح برجوازي صغير : الحكم الذاتي الشيوعي ، إن المهمة الثورية الأساسية هي تمكين البروليتاريا من السلطة في جميع أنحاء الدولة ، و كان علي باريس أن تقوم بدور قاعدة هذه البروليتاريا و دعامتها و حصنها ، و لبلوغ الهدف المنشود كان من اللازم أن يتم سحق فرساي بدون إضاعة للوقت ، و أن يبُعث بنشطاء ، منظمين و قوات مسلحة عبر فرنسا كلها ، لقد كان من اللازم الدخول في اتصالات مع الجميع و ذلك لتثبيت المترددين و تقويتهم و أيضاً لتحطيم قوي المعارضة لدي العدو. و بدلاً من سياسة المبادأة الهجومية هذه و التي كانت الشيء الوحيد القادر علي حماية الموقف فإن قادة باريس شرعوا في عزل أنفسهم داخل حكمهم الذاتي الشيوعي : إنهم لن يهاجموا الآخرين طالما أن هؤلاء الآخرين لم يهاجموهم ، : لكل مدينة حقها المقدس في حكومة ذاتية ....... ، إنها ثرثرة مثالية ، و هي من نفس نوع تلك الثرثرة الفوضوية و التي تغطي في الحقيقة ذلك الجبن في مواجهه العمل الثوري ، ذلك العمل الذي يجب مواصلته باستمرار و حزم حتى النهاية و إلا فإنه يكون من الأفضل عدم البدء فيه.

إن العدائية تجاه التنظيم الرأسمالي - الموروث عن الاستقلالية الذاتية و المحلية البرجوازية الصغيرة – هي بلا شك الجانب الضعيف لقطاع معين من البروليتاريا الفرنسية ، فالحكم الذاتي للأقاليم ، للأحياء ، للكتائب و للمدن هو الضمان الأعظم للفعالية الحقيقية ، الاستقلال الذاتي لثوار معينين ، لقد كان ذلك خطأً عظيماً كلف البروليتاريا الفرنسية كثيراً.

تحت شعار " الكفاح ضد المركزية الاستبدادية " و النظام " الخانق " فإن معركة لحماية الذات قد بدأت من قبل مجموعات مختلفة و تجمعات فرعية في الطبقة العاملة – من أجل مصلحهم الصغيرة التافهة – ضد قيادات الأحياء الصغيرة و كلامهم الكهنوتي عن المحلية . إن الطبقة العاملة المُثلي – و في أثناء حمايتها لأصولها الثقافية و تميزها السياسي – قادرة علي العمل بشكل منهجي منظم ثابت و حازم بغير أن تبقي تحت رحمة الأحداث كما تكون قادرة علي توجيه ضرباتها القاتلة في كل مرة إلي القطاعات الضعيفة من العدو ، إذا ما كان ذلك ضمن تفكيرها – فهناك جهاز متمركز فوق الأحياء ، المقاطعات و المجموعات و مربوط بها بنظام حديدي . فالميل نحو التجزئة – مهما يكن الشكل الذي يتخذه – إنما هو من مواريث الماضي الميت و كلما أسرعت شيوعية الشيوعيين-الاشتراكيين و شيوعية النقابيين في فرنسا بتخليص نفسها من هذا الميل نحو التجزئة كلما كان ذلك أفضل لها و للثورة البروليتارية.

* * *

الحزب لا يخلق الثورة عندما يريد ، فهو لا يختار لحظة الاستيلاء علي السلطة كما يحب ، بل إنه يتدخل بفاعلية في الأحداث ، متوغلا في كل لحظة في الحالة الفكرية للجماهير الثورية ، و يقدر قوي المقاومة لدي العدو ، و بالتالي يحدد اللحظة الأكثر مناسبة للعمل الحاسم ، و هذا هو الجانب الأكثر صعوبة في مهمة الحزب ، فالحزب لا يملك قرار صالح لجميع الحالات ، و لكنة في حاجة إلي نظرية صحيحة ، اتصال حميم بالجماهير ، فهم عميق لأبعاد الموقف ، إدراك حسي ثوري و عزم هائل . و كلما كان تغلغل الحزب الثوري في جميع ميادين نضال البروليتاريا أكثر تعمقا ، و كلما كانت وحدة الهدف و نظام العمل أكثر وحدة كلما استطاع الحزب أن ينجز مهمته في وقت أسرع و بطريقة أفضل.

الصعوبة هنا تكمن في الحصول علي هذا التنظيم للحزب المتمركز ، المتلاحم داخليا بنظام حديدي و مترابط بحركة الجماهير – بمدها و جزرها - ترابطا حميما . انتزاع السلطة لا يمكن أن يتم إلا في ضغط ثوري فعال من الجماهير الكادحة ، و لكن عند القيام بهذا العمل فإن عنصر الإعداد يصبح حتميا بكل ما في الكلمة من معني ، و كلما كان الحزب أفضل في فهمه للأزمة و للحظة التفوق ، كلما استطاع أن يعد القواعد الأساسية للمقاومة بطريقة أفضل ، كلما استطاع أن يوزع قواته و أدوارها بطريقة أفضل ، كلما كان النصر أكيدا و كلما قل عدد الضحايا . فإقامة علاقة متبادلة بين عمل محضر له بعناية و حركة جماهيرية هي المهمة السياسية – الاستراتيجية للاستيلاء علي السلطة.

إن المقارنة بين 18 مارس 1871 و 7 نوفمبر 1917 من وجهه النظر هذه تكون بالغة الدلالة ، ففي باريس هناك نقص كامل في روح المبادرة بالعمل في ذلك الجزء الخاص بدوائر القيادة الثورية ، البروليتاريا – و التي تم تسليحها بواسطة حكومة برجوازية – هي في حقيقة الأمر المسيطر علي المدينة ، لديها كل مقومات القوة المادية – مدافع و بنادق – في حوزتها ، و لكنها لا تعبأ بها ، تقوم البرجوازية بمحاولة استرجاع السلاح من هذا المارد : إنها تريد سرقة المدافع من البروليتاريا ، المحاولة تفشل ، الحكومة تهرب من باريس في فزع . القادة يستيقظون علي اثر الأحداث ، و هم يسجلونها بعد أن تكون هذه الأخيرة قد حدثت بالفعل ، و يفعلون كل ما في وسعهم لتجنب الحافة الثورية.

في بتروغراد تطورت الأحداث بشكل مختلف ، فقد تحرك الحزب بثبات و عزم نحو الاستيلاء علي السلطة ، لقد كان لدية رجال في كل مكان ، يدعم و يعزز كل موقع و أيضا يوسع هوة الخلاف بين العمال و الحامية من جهة و الحكومة من الجهة الأخرى.

لقد كانت المظاهرة المسلحة في تلك الأيام من يوليو استطلاع واسع تمت مباشرته عن طريق الحزب لامتحان مدي قرب الاحتكاك بين الجماهير و قوي المقاومة لدي العدو ، لقد تحول الاستطلاع إلي نزاع علي الخطوط الأمامية ، لقد عدنا للخلف ، و لكن في نفس الوقت فإن هذا العمل قد رسخ الاتصال بين الحزب و أعماق الجماهير . تشهد شهور أغسطس ، سبتمبر و أكتوبر تدفق ثوري قوي ، استفاد الحزب منه و استطاع أن يزيد إلي حد كبير المواقع المؤيدة له في الطبقة العاملة و الحامية ، مؤخرا ، فإن الانسجام و التناغم بين الإعدادات التآمرية و الفعل الجماهيري قد حدث بطريقة آلية تقريبا . لقد كان من المقرر عقد المؤتمر الثاني للسوفييت في شهر نوفمبر ، و كانت كل نشاطاتنا السابقة تقود إلي الاستيلاء علي السلطة عن طريق المؤتمر ، و بناء عليه فإن الانقلاب كان متهيئا سلفا إلي السابع من نوفمبر ، لقد كان العدو يعلم ويفهم هذه الحقيقة جيدا ، كيرينسكي و أتباعه من أعضاء المجلس لم يدخروا جهدا لكي يحصنوا أنفسهم – مهما كان حجمهم صغيرا – في بتروغراد من أجل اللحظة الحاسمة ، و أيضا فإنهم ظلوا في حاجة إلي إرسال القطاعات الأكثر ثورية في حامية المدينة خارج العاصمة ، نحن من جانبنا استفدنا من هذه المحاولة من كيرينسكي و ذلك من أجل أن نجعلها مصدر لنزاع جديد و الذي كانت له أهمية حاسمة ، لقد قمنا بإدانة حكومة كيرينسكي علانية – لقد وجدت إدانتنا إثبات كتابي فيما بعد في وثيقة رسمية – لقيامها بالتخطيط لتسريح ثلث حامية بتروغراد و الذي لم يكن نابعا من الاعتبارات العسكرية و إنما بهدف اتحادات ثورية مضادة ، لقد كان هذا النزاع الذي ربطنا ما يزال قريبا من الحامية ، و هو قد وضع أمام هذه الأخيرة مهمة معرفة جيدا ، مساندة مؤتمر السوفييت و المحدد انعقاده في 7 نوفمبر . و بما أن الحكومة أصرت – و إن كان بأسلوب ضعيف تماما – علي أن الحامية قد تم تسريحها ، فقد كونا في سوفييت بتروغراد – الذي كان في أيدينا بالفعل – لجنة حرب ثورية ، و ذلك تحت ستار التحقق من الأسباب العسكرية للخطة الحكومية.

و هكذا فقد كان لدينا أداة عسكرية بكل معني الكلمة ، تقف علي رأس حامية بتروغراد ، و التي كانت في حقيقة الأمر أداة قانونية للانتفاضة المسلحة ، و في نفس الوقت بعثنا بعض المفوضين " الشيوعيين " في جميع الوحدات العسكرية ، في المخازن العسكرية ....الخ ، و أنجز التنظيم العسكري السري مهام فنية دقيقة كما زود لجنة الحرب الثورية بمناضلين جديرين بالاعتماد عليهم في الأعمال العسكرية المهمة ، لقد تم إدراك العمل الأساسي فيما يتعلق بالتخطيط و بعدها بدأت الانتفاضة المسلحة علانية . و هكذا فقد كان من الطبيعي أن البرجوازية – تحت قيادة كيرينسكي – لم تفهم ما الذي كان يحدث تحت عينيها تماما ( في باريس ، فإن البروليتاريا قد استوعبت في اليوم التالي فقط أنها منتصرة فعلا – ذلك النصر الذي – مرة أخري – لم تتجه إلية عن عمد – و أنها المسيطرة علي الموقف في باريس ، في بتروغراد فقد كان العكس تماما ، فحزبنا ، واضعا نفسه في مقدمة العمال و الحامية كان قد استولي علي السلطة بالفعل ، و قد أمضت البرجوازية ليلة هادئة تماما و علمت فقط في اليوم التالي أن دفة الأمور في الدولة هي الآن في أيدي حفاروا قبرها ).

وبالنسبة للاستراتيجية ، فقد كان هناك الكثير من الاختلافات في الرأي داخل الحزب.

فجزء من اللجنة المركزية قد أعلن – كما هو معروف – انه ضد الاستيلاء علي السلطة معتقدا أن الوقت لم يحن بعد لذلك ، ذلك أن بتروغراد كانت منعزلة عن بقية الدولة ، البروليتاريا عن الفلاحين ....الخ.

و أعتقد رفاق آخرون أننا لم نكن نتمتع بميزات ذات أهمية كافية بالنسبة إلي عناصر المؤامرة العسكرية ، و طلب أحد أعضاء اللجنة المركزية في أكتوبر تطويق مسرح الكساندرين حيث كان المؤتمر الديمقراطي في حالة انعقاد و إعلان ديكتاتورية اللجنة المركزية للحزب ، و قد قال : إنه بتركيز نشاطاتنا الدعائية فضلا عن عملنا العسكري التمهيدي علي لحظة المؤتمر الثاني للسوفييت فإننا بذلك نكشف خططنا للعدو و نعطيه إمكانية تجهيز نفسه و أيضا إمكانية التعامل معنا بإجراءات وقائية مرهقة . و لكن لا شك أن هذه المحاولة في المؤامرة العسكرية و تطويق مسرح الكساندرين كانت ستكون واقعة غريبة جدا علي تطور الأحداث ذلك أنها كانت ستكون واقعة مربكة جدا للجماهير ، حتى في سوفييت بتروغراد ، حيث كانت خلافاتنا تهيمن عليه ، فإن مثل هذه المغامرة - و التي كانت تعجل بالتطور المنطقي للصراع – كان من الممكن أن تثير فوضي هائلة في تلك اللحظة ، و خصوصا في الحامية حيث كان هناك فرق مترددة و غير موثوق فيها بشكل كبير ، و في المقام الأول فرق الفرسان . حيث كان سيكون من السهل علي كيرينسكي أن يحطم مؤامرة غير متوقعة من الجماهير أكثر من مهاجمة الحامية و التي تحصن نفسها في موقعها أكثر فأكثر : الدفاع عن حصانتها من أجل مؤتمر السوفييت المستقبلي ، و بناء علي فإن أغلبية اللجنة المركزية قد رفضت خطة تطويق المؤتمر الديمقراطي و قد كان ذلك صحيحا ، لقد تم التعامل مع الأزمة بطريقة جيدة جدا . فالانتفاضة المسلحة ، و بدون إراقة دماء تقريبا ، قد انتصرت في الموعد المحدد تماما ، و المحدد بوضوح سلفا بميعاد انعقاد المؤتمر الثاني للسوفييت.

هذه الاستراتيجية – مهما يكن – لا يمكن أن تكون قاعدة عامة ، فهي تحتاج لشروط معينة ، فلم يكن أحد ما يزال يعتقد في الحرب مع الألمان ، و لم يكن الضباط الأقل ثورية يريدون ترك بتروغراد و الذهاب للجبهة ، و حتى لو كانت الحمية في مجملها تقف في جانب العمال لهذا السبب الوحيد ، فإن وجهه نظرها فد أصبحت أقوي إلي حد بعيد حيث انكشفت دسائس كيرينسكي . و لكن هذه الحالة النفسية في حامية بتروغراد كان لها أسباب عميقة تؤيدها نابعة من موقف الطبقة الفلاحية و تطور الحرب الإمبريالية ، فلو كان هناك انشقاق في الحامية ، و لو كان كيرينسكي قد حصل علي إمكانية الدعم من بعض الفرق ، لكانت خطتنا لتفشل ، لو كانت عناصر العمل العسكري التآمري ( المؤامرة و السرعة الهائلة للعمل ) قد انكشفت ، لكان من اللازم – بالطبع – أن يتم اختيار لحظة أخري للانتفاضة.

لقد كان لدي الكومونة أيضا إمكانية أن تكسب الفرق الفلاحية إلي جانبها ، ذلك أن هذه الأخيرة كانت قد فقدت كل الثقة و كل الاحترام للسلطة و للقيادة ، و علي الرغم من ذلك فهي لم تفعل شيئا من أجل أن تصل إلي هذه النهاية . الخطأ هنا ليس في العلاقات المتبادلة بين الفلاحين و الطبقة العاملة و لكن في الاستراتيجية الثورية.

ما الذي سيكون الموقف علية من هذه الوجهة في الدول الأوروبية في اللحظة التاريخية الحاضرة ؟ ليس من السهل التكهن بأي شيء بشأن الإجابة عن ذلك ، و علي الرغم من ذلك ، و بالنظر إلي أن الأحداث تتطور ببطء و الحكومات البرجوازية تبذل كل ما في وسعها لكي تستفيد من خبراتها السابقة ، فإنه يكون من الواضح مسبقا أن البروليتاريا – من أجل أن تجتذب تعاطف الضباط – سيكون عليها أن تتغلب علي مقاومة هائلة و منظمة جيدا في لحظة معينة ، فهجوم بارع في توقيت محدد جيدا سيكون ضروريا بالنسبة للجزء المتعلق بالثورة ، و مهمة الحزب هي أن يعد نفسه لها ، و لهذا فقط يجب عليه أن يصون و يطور كيانه كتنظيم متمركز ، و الذي يوجه علانية الحركة الثورية للجماهير . و أن يكون في نفس الوقت الجهاز السري للانتفاضة المسلحة.

* * *

لقد كانت مسألة انتخاب القيادة أحد أسباب النزاع بين الحرس الوطني و ثيرز ، فباريس قد رفضت قبول القيادات التي عينها ثيرز ، و من ثم صاغ فالرين ذلك بطلب أن تكون القيادات في الحرس الوطني ، من القمة إلي القاع ، منتخبة من رجال الحرس الوطني أنفسهم ، و ها هنا وجدت اللجنة المركزية للحرس الوطني مناصريها .

هذه المسألة يجب معالجتها من جهتين : من الجهة السياسية و من الجهة العسكرية ، و هما مرتبطتان و لكن يجب أن يكونا متميزتان ، تكمن المهمة السياسية في تطهير الحرس الوطني من القيادة الثورية المضادة ، و قد كانت الانتخابية الكاملة هي السبيل الوحيد إلي ذلك ، فالأغلبية العظمي من الحرس الوطني كانت تتألف من العمال و البرجوازية الصغيرة الثورية ، و بالإضافة لذلك فإن شعار " انتخاب القيادة " قد امتد إلي كتائب المشاة ، فقد كلن ثيرز ليجرد من سلاحه الأساسي بضربة واحدة ، الضباط المناصرين للثورة المضادة ، و من أجل تحقيق هذا المخطط فإن تنظيم حزبي ، لديه رجال في جميع الوحدات العسكرية ، كان مطلوبا . باختصار فإن الانتخاب في هذه الحالة كان له بمثابة مهمة فورية و التي لم تكن منح الكتائب قيادات جيدة و لكن تحريرها من القيادات التابعة للبرجوازية ، لقد لعب الانتخاب دور الإسفين الذي قسم الجيش إلي قسمين ، بطول الحدود الطبقية ، و هكذا كان شأنه في عهد كيرينسكي ، و خصوصا في عشية أكتوبر .

و لكن تحرير الجيش من جهاز القيادة القديم يتضمن حتما إضعاف التنظيمات الملتصقة به ، و بالتالي القدرة القتالية . كقاعدة ، فإن القيادة المنتخبة تكون ضعيفة إلي حد ما من وجهة النظر التكتيكية ـ العسكرية ، و ذلك مع الأخذ في الاعتبار بقاء كل من الترتيب و النظام . هكذا ، في اللحظة التي يحرر فيها الجيش نفسه من القيادة القديمة المناصرة للثورة المضادة و التي كانت تغمه ، فإن مسألة منحه قيادة ثورية مؤهلة لإتمام مهمتها ستظهر للعيان ، هذه المسألة لا يمكن بأي حال من الأحوال حسمها بالانتخابات البسيطة ، فقبل أن تكتسب الجماهير العريضة من الجنود الخبرة اللازمة لاختيار و انتقاء قياداتها جيدا ، فإن الثورة سوف تهزم من العدو و الذي هو موجه في اختيار قيادته بخبرة قرون من الزمان ، فالطرق الديمقراطية عديمة الشكل هذه ( الانتخاب البسيط ) يجب تعديلها و إلي حد بعيد استبدالها بمقاييس الانتقاء من الأعلى ، الثورة يجب أن تخلق جهاز يتألف من الحزبيين ذوي الخبرة الموثوق فيهم ، حيث يستطيع أي أحد أم يضع فيه كامل ثقته ، و تعطيه السلطة كاملة لاختيار ، تعيين و تثقيف القيادة . فلو كانت التجزئة و الحكم الذاتي الديمقراطي يمثلان خطرا بعيد المدى علي الثورة البروليتارية بوجه عام ، فهما عشر مرات أخطر علي الجيش . لقد رأينا ذلك في مثال الكومونة المأساوي .

لقد اكتسبت اللجنة المركزية للحرس الوطني سلطتها من الانتخابات الديمقراطية .و في اللحظة التي كانت اللجنة المركزية في حاجة إلي تطوير مبادرتها في الهجوم إلي الحد الأقصى ، مجردة من قيادة نابعة من حزب بروليتاري ، فقدت صوابها ، و هرولت لتحويل سلطاتها إلي ممثلي الكومونة و التي طلبت أساس ديمقراطي أكثر اتساعا. لقد كان اللعب بالانتخابات في هذه الفترة خطأ كبيرا . و لكن مرة واحدة فإنه قد تم الجمع بين إقامة الانتخابات و الكومونة ، لقد كان من اللازم تركيز كل شيء في الكومونة في كتله واحدة و مساعدتها لخلق أداة تحوز سلطة حقيقية لإعادة تنظيم الحرس الوطني . لم تكن هذه هي القضية المثارة ، بجانب الكومونة المنتخبة فقد بقت هناك اللجنة المركزية : و الشخصية المنتخبة لهذه الأخيرة قد منحتها سلطة سياسية و التي بفضلها أصبحت قادرة علي التنافس مع الكومونة ، و لكن في نفس الوقت فإن ذلك قد جردها من القوة و العزم اللازمين المسائل العسكرية المحضه ،و قد بررت وجودها بعد تنظيم الكومونة . الانتخاب ، الطرق الديمقراطية لم تكن سوي واحدة من الوسائل التي في أيدي البروليتاريا و حزبها . فلم يكن من الممكن أن يكون الانتخاب هو المعبود الأول بأي حال من الأحوال ، الدواء من كل الشرور . فطريقة الانتخاب كان يجب أن تتحد مع الوظائف الأخرى ، لقد جاءت السلطة للكومونة من الحرس الوطني المنتخب ، و لكن ما ان تكونت ، فقد كان علي الكومونة أن تعيد تنظيم الحرس الوطني بيد قوية ، من القمة إلي القاع ، مع منحها قيادة موثوق فيها و تأسيس نظام حكم ذي قواعد صارمة جدا . الكومونة لم تفعل ذلك ، لتصبح هي نفسها مجردة من مركز توجيه ثوري فعال . و كذلك تم سحقها.

إننا نستطيع بالتالي أن نتصفح تاريخ الكومونة كله , صفحة صفحة ، و سوف نجد فيه درس وحيد : قيادة حزبية قوية هي المطلوبة . فأكثر من أي بروليتاريا أخري بذلت الفرنسية تضحيات من أجل الثورة ، و لكن أيضا كانت أكثر من كل الآخرين تعرضت للانخداع . ففي كثير من المرات بهرتها البرجوازية بجميع ألوان الجمهورية ، الراديكالية ، الاشتراكية ، بالرغم من أنها دائما توثق أغلال الرأسمالية عليها . و بمفهوم ممثليها ، محاميها ، و صحافييها فإن البرجوازية قد أصدرت كتلة كاملة من الصيغ الديمقراطية ، البرلمانية ، الاستقلالية و التي لم تكن شيئا سوي عوائق تحت أقدام البروليتاريا ، لإعاقة تقدمها إلي الأمام.

إن نزعة التمرد لدي البروليتاريا الفرنسية هي بمثابة حمم ثورية ، و لكن هذه الحمم مغطاة الآن ببقايا الشك المتولد عن كثرة مرات الانخداع ثم الإفاقة من الوهم . كذلك ، يجب علي البروليتاريين في فرنسا أن يكونوا أكثر صرامة باتجاه حزبهم وأيضا كشف أي عدم اتفاق بين القول و الفعل بطريقة لا تتخللها الرحمة . فالعمال الفرنسيين في حاجة إلي تنظيم ، قوي كالفولاذ ، لدية قيادات توجهها الجماهير في كل مرحلة جديدة للحركة الثورية.

كم من الوقت سيمنحنا التاريخ لكي نعد أنفسنا ؟ إننا لا نعرف . فلخمسين عاما احتفظت البرجوازية الفرنسية بالسلطة في أيديها بعد انتخاب الجمهورية الثالثة علي عظام الكمونيين . محاربي 1871 هؤلاء لم يكن ينقصهم البطولة ، و لكن ما كان ينقصهم هو الوضوح في المنهج و تنظيم قيادي متمركز ، و هذا هو السبب في أنهم قُهروا . نصف قرن مضي قبل أن تقوي البروليتاريا في فرنسا علي طرح مسألة الانتقام لموت الكمونيين . و لكن هذه المرة فإن الفعل سيكون أكثر قوة ، أكثر تركيزا . و سيكون علي ورثة ثيرز أن يدفعوا الدين التاريخي بالكامل


--------------------------------------------------------------------------------

كتب : في 4 فبراير 1921
نشر لأول مرة : زلاتوست ، 4 فبراير 1921
المصدر الأصلي : الأممية الجديدة ، مارس 1935 ، جزء 2 رقم 2 ، صفحات 43 ـ 47
مصدر النسخة التي تم تعريبها : Leon Trotsky internet archive من http://www.marxists.org
تعريب : ناصر الحُصري
نسخ الكتروني : ناصر الحصري

-------------------------------------------------------------------------------- .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي