الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحقيق / التنزيلات والتصفيات العامة أسلوب جديد للأحتيال على المستهلك

إبتهال بليبل

2009 / 3 / 28
الادارة و الاقتصاد


ماذا نقول عن بعض تجار اليوم الذين لا هم لهم إلا بتحقيق الربح وأما أسلوبه وطريقتهُ فذاك شيء غير مهم متناسين الله والقانون ونظرة المجتمع ، بل أن أكثرهم لا يهتم أن قيل عنه محتال !!، لربما هي مسيرة الحياة العصرية التي جعلت من بعض قوانينها في غاية التطرف كأسلوب متبع في كل الاحتمالات ، لنلاحظ أن من تلك الأساليب التي انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير هي ظاهرة التنزيلات والتصفيات بأثمان رخصيه تطالعنا بين الحين والأخر بإعلاناتها البراقة كفرصة تتيح لقليلي الدخل الذين يسعون إلى الحصول على سلعة بثمن معقول ، ففروق الأسعار واضحة لديهم ، وهي أيضاً تمثل كحل واقعي وصادق للكثير ممن يضعون تلك اللافتات على السلع والبضائع التي يرغبون في التخلص منها قبل نهاية موسمها ، ولكن هناك من تحوط بهم الشكوك من عدم الصدق أو المبالغة في تصوير فارق الثمن الحقيقي وبين الثمن المطروح في التنزيلات ، بل الكثير منهم أصبحت عبارة ( تنزيلات بأسعار مغرية وحقيقية ) هي شغلهم الشاغل وغايتهم لتصريف بضائع وتجهيزات مغشوشة أو غير مستوفية الشروط للمستهلك ، فكم اشترينا من ملابس تحت عناوين التنزيلات لنرمي بها في سلة المهملات وهذا طبعا بعد خضوعها لأول تجربة غسيل ، ربما علينا أن نكون يقظين ومحترسين لأن المسألة ليست سهلة وبسيطة بل أنها أحد المظاهر التي تميز مجتمعاً تجارياً عن آخر ، وربما ميزت بين محلات تعتمد على الصدق وأخرى تنتهج الغش والخداع سبيلاً إلى الكسب والترويج ..

أسلوب للاحتيال على المستهلك

سندس جواد تحرص دائما على عدم شراء الملابس من المحال التجارية التي تجدها عبارة تصفية عامة مكتوبة بخط عريض على واجهتها ، بل أنها تحرِّض زميلاتها والكثير ممن تعرفهم من عدم شراء ها وتقول " أن علينا أن لا ننخدع بل يجب علينا أن نعرف ما سر هذه التصفية العامة ، لأنني حصل وأن قمت بشراء البضائع من هذه التنزيلات ولمرات عديدة لأجد أنني قد دفعت مبالغ بدون داعي لها حيث أن البضاعة كانت غير جديدة ومنذ يومها اكتشفت أن هذه الطريقة ما هي ألا أسلوب للاحتيال على المستهلك ..

التجارة لها أخلاقها وقوانينها

أما علي مؤيد صاحب محل تجاري في شارع عشرين / البياع يقول " نحن دائما ما نستخدم هذه الطريقة التي تساعدنا في تصريف البضائع التي لم يتم تصريفها خلال موسمها ويضيف هناك الكثير من أصحاب المحلات التجارية يلجؤن إلى ذلك ، فنحن نحرص على أن تكون تنزيلات صادقة غايتها استرجاع رؤوس أموالنا لكي تتيح لنا تجهيز محالنا ببضائع جديدة وتناسب الموسم ، فأن التاجر الحقيقي يفضل استرجاع رؤوس أمواله بدل خسارتها ، ويتابع فعلا هناك غش يحصل في هذه العملية من حيث عرض بضائع غير صالحة أو لا تستحق الثمن الذي تعرض فيه هؤلاء غايتهم الحصول على الربح فقط ، وبالتأكيد نحن لا نعترف بهم كتجار فالتجارة لها قوانينها وأخلاقها وهؤلاء دخلاء على السوق كما وأنهم يسببون لنا الأذى بعملهم هذا ويجلبون لنا السمعة السيئة ويحاربوننا في تحصيل رزقنا بطرق غير شرعية ..

كيف يخسر التاجر كل هذا المبلغ ؟

في أحدى التنزيلات نلاحظ أنه يتم عرضها بفروق أسعار غير معقولة ، كأن تكون تنزيلات بنسبة 75 % فهنا نجدها مبالغ فيها ليتقافز إلى أذهاننا سؤال يحتاج إلى إجابة وتوضيح كيف يخسر التاجر كل هذا المبلغ ؟ وقد لا نكتفي بتوضيح فقد يحتاج الأمر منا إلى مناقشة أيضاً فهناك بضائع تعرض بطريقة مُبالغ فيها وتلفت الانتباه وتقذف بالشكوك والاتهامات وهذا ما نجدهم حالياً منتشراً في كثير من المحلات التجارية الخاصة ببيع الملابس النسائية في الأسواق المنتشرة والمجمعات التجارية في منطقة المنصور ، حيث نجد الملابس التي كانت تعرض قبل شهر بثمن (40000 دينار ) الآن معروضة وفق تنزيلات حقيقية بمبلغ (15000 دينار ) وغيرها (10000 دينار ) هذه فروق كبيرة في أثمانها وتغري أي مستهلك لشرائها ، مع العلم أن غالبية هذه المحلات كانت قبل نهاية الموسم أصحابها لا يناقشون أي سيدة في محاولةٍ منها لخفض سعر أي حاجة ترغب في شرائها بل ويرفضون بيع الحاجة لها أن فكرة بإلحاح عليه في خفض سعرها ، بينما اليوم نجدهم يعرضونها بمبالغ غير طبيعية ، ولكن نقول لماذا يا ترى ؟؟؟

دعوى قضائية

والتقينا بالمستشار القانوني عماد الشريف الذي أكد بحديثه أنه لا يوجد تطبيق لأي قانون ما لم تكن هناك دعوة قضائية من متضرر ضد جهة أو شخص معين لمثل هذه القضايا ، ويضيف هناك دوائر اجرائيه كالأمن الصناعي أو جهاز التقييس والسيطرة النوعية أو حماية المستهلك أو ا ي جهاز رقابي آخر يمكن للمتضرر تحريك دعوى لديهم ، كما يحق للمواطن ذلك باعتباره طرف متضرر ـ ولكن أكثر هذه الجهات هي معطلة حالياً وبالتالي لا يمكن البت فيها ما لم تُحرك هذه الجهات صلاحياتها وتؤدي مهامها بشكل مستمر وفعال ..

ضعف الو اعز الديني

يرى أيمن عبد الرحمن أن مثل هذه الظواهر تحدث نتيجة ضعف الو اعز الديني وأيضاً نتيجة ضغوط الحياة ، فالصبر يقوي الأيمان ويؤكد فضيلته أن الاحتيال والغش في البيع هي جريمة بشعة تستنكرها الشريعة الإسلامية وهو أمر يجب أن لا تتصف به المجتمعات الإسلامية الملتزمة بالإسلام حيث أنها موجودة عند تلك المجتمعات البعيدة عن ربها ويتابع حديثه حتى باقي الأديان السماوية لا تقبل بمن هذه الظواهر وتنكل بها ، كما وأن هذه الظواهر برزت نتيجة طغيان المادة وبعد الناس عن الله ..

حماية المستهلك

كثيراً ما نسمع عن عبارة ( حماية المستهلك ) أنه جهاز منوط بكشف الحقائق وإزاحة الستار عن حقيقة التنزيلات ، فحتماً أن صلاحيات هذا الجهاز تجعلنا نسير ونحن في مأمن وسط نلك المحلات التي تعرض التنزيلات بشكل واضح وصريح ، وبذلك نكون بمأمن من براثم الغش والاحتيال ..











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
كاميران علي ( 2009 / 3 / 28 - 17:28 )
اشكر الكاتبة على هزا المقال القيم

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - وزير التموين: سنكون سعداء لو طبقنا الدعم النقدي


.. كلمة أخيرة - وزير التموين: صندوق النقد لم يطلب خفض الدعم.. و




.. منصة لتجارة الذهب إلكترونياً بالحلال


.. البنك المركزي اليمني يوقف التعامل مع 6 بنوك لم تلتزم بقرار ن




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 1–6-2024 بالصاغة