الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن والغرب

سهام فوزي

2009 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يبدء الحديث عن الغرب في مجتمعاتنا العربيه تستدعي دائما نظرية المؤامرة والشك والريبه والكراهية ،فالغرب دائما لدينا هو مصدر الشرور هو الذي يرغب في احتلالنا هو من يريد تدميرنا لأنه يخشانا ويخشي قوتنا(( حقا لا اعلم اي قوةنمتلكها ويخشاها الغرب))، هو المستعمر الساعي وراء ما نملك وكاننا لم نقدم لهاطوعا اكثر مما يطمح او يرغب ، هو من يصدر إلينا عاداته وقيمه ليقضي علي حضارتنا الزاهرة وقيمنا الراسخه حتي يستعبدنا ثقافيا ويقضي علي هويتنا واساس وجودنا ، ولذلك فالديمقراطية شر وان كان لابد منه فيجب ان تكون ديمقراطية تتشكل وفق اهوائنا ورغباتنا ، وحقوق الانسان حجه ومدخل للسيطره يهيمن بها الغرب عينا ويسيطر ، اما حقوق المرأة فهي الجريمة النكراء التي دبرها الغرب لنا كي يسمم عقول نساءنا فيؤمن بالفساد ويطالبن به ويعلمن أبنائهن ذلك فتموت القيم وتضيع الهوية ، أليس هذا ما يقال ويردد ليل نهار.
حسنا فلنناقش الأمر بالعقل والمنطق وان كنا لا نجيد فن الحوار والنقاش ولكن لنحاول ان نحلل الادعاء انطلاقا من عدة أمور:
1- في القرن 18 والقرن 19 أي في عصر الامبراطورية العثمانية وما تلاها كيف كانت اوضاع المنطقة العربيه خاصه عندما اغلقت علينا الامبراطورية العثمانية الابواب والنوافذ وقمعت الحريات ، وكيف أصبح حالنا عندما نجح بعض المفكرين بالتحرر من هذه القيود والتوجه نحو الغرب والاحتكاك به الم يؤدي هذا الي ظهور المفكرين والمصلحين اللذين رموا الحجر في المياه الراكده ، ألم يؤدي هذا الي اعمال العقل والتفكير وازدهار التاليف وانتشار الافكار ؟ حسنا إذا أنكرنا هذا فماذا عن مصر؟ ، كيف حال مصر برغم كل ما فعلته الحملة الفرنسية بعد قدوم الحملة الي مصر ؟ ماذا عن مصر محمد علي باشا ؟كيف بدات المدنية في مصروبدأت تستعيد مصربعضا من حضارتها السابقه هل كانت مدنية مصر في عصر محمد علي باشا هي نتيجه للحضاره الفرعونية والإسلامية بل وحتي المسيحية ؟ام كانت نتيجة انفتاح محمد علي باشا وافكاره التقدمية التي جعلته يري ان القوة والمدنية لن تتحقق الا بمحاربة الجهل وبالعلم ولذلك ارسل البعثات التعليمية إلي كل أنحاء اوروبا كي ينهل الدارسون من العلوم المختلفه ويتشربوها ولذلك عندما عادوا إلي مصر بدأت الأوضاع تختلف وبدات مصر تشهد فتره من النهضة والتقم استمرت الي منتصف القرن العشرين وهكذا كان حال العديد من المجتمعات العربيه التي وهبها الله في ذلك الوقت حكام ذو عقول مستنيره ، إذا الاحتكاك العلمي والثقافي بالغرب لم يكن شرا مطلقا بل علي العكس أثمر بدايات نهضه حقيقية كان يمكن أن تجعل لنا شأنا مختلفا لولا اننا هزمنا امام الجهل الساكن في اعماقنا وتغلبت البداوة علي المدنية .
2- دائما نري الغرب بانه المستعمر والمحتل الذي يريد أن يحقق مصالحه ويلبي احتياجات مجتمعاته من ثرواتنا وخيراتنا ويسعي دائما إلي تنمية قوته وهذا صحيح لا يمكن الإختلاف عليه ولكن السؤال الذي ينبغي الاجابه عليه هل الغرب هو فقط من يسعي إلي ذلك ، أليست كل العلاقات عن الدوليه والإنسانيه تقوم علي منطق تحقيق المصالح والحاجات وضمان مصادر القوة ؟ ألا نفعل نحن العرب فيما بيننا ذات الشيئ إذا لا يمكن أن نلوم الغرب علي أنه يسعي لتحقيق ما نريد نحن ان نحققه وسنحققه إن إمتلكنا القوة اللازمه لذلك ولكننا لا نستطيع إمتلاك القوة فلذلك يجب يجب ان ندين المنطق الغربي الذي يذكرنا بعجزنا وضعفنا وان نخبأ شعورنا بالنقص والعجز وراء ستار الادانه والتجريم لأهداف الغرب ونصف كل افعاله بانها لا انسانيه وغير شريفه وغير نبيله ونننسي اننا فيما بيننا نمارس ذات الشيئ فالاقوي في مجتمعاتنا يفعل ذات الشيئ مع الاضعف ولكن لاننا عاجزون علي ان نمارس القوة علي الغرب وهذا يسبب لنا عقدة نفسيه لاننا ندرك اننا لسنا ما نتوهم اننا اياه فلنلبس ثوب الملائكه وننكر أن السعي وراء القوة والمصلحة هو غاية كل المجتمعات وغاية كل البشر في الشرق والغرب والشمال والجنوب ، ولكن الفارق ان هناك من ينجح وهناك من يفشل هم نجحوا لأنهم لم يكتفوا بالإدانه وادعاء البراءة وانما وضعوا دفا وجندوا مواردهم وطاقاته لتحقيقه بينما نحن عجزنا ان نتقدم لاننا فشلنا ان نعمل من اجل الحصول علي القوة ورضينا ان نكتفي بالأدانه
3- حجة الإستعمار والرغبه في إحتلالنا والهيمنة علينا وهنا ساطلب أن نرجع للوراء ونستقرئ التاريخ الذي به نباهي ونعيش الي الان علي أمجاده كيف بدأ التاريخ العربي ألم يكن تاريخ غزوات وحروب وكر وفر ونهب اليس هذا هو التاريخ العربي؟ ألسنا نحن من بدأنا الغزو والإحتلال لأوروبا إن أنكرنا ذلك فماذا عن فتح الأندلس والغزو العرب للأندلس والمجد العربي الغابر في الاندلس واوربا السنا نباهي إلي الآن بالفتوحات والغزوات التي وصلت الي الصين ومجاهل افريقيا اليس تاريخنا كله قائم علي الحربوالغزو والاستعمار والدول التي تولد نتيجة للانتصار في الحروب ثم تنتهي بعد الهزيمة في المعركه ، كيف نشات الدولة الاموية وكيف انتهت وبدات الدوله العباسيه وكيف حالنا رسميا حتي 1990 الم يكن تاريخ حروب معلنه ، إذا لماذا نعطي لأنفسنا الحق والمبرر بذلك ونتباهي ونفخر وننكر عليهم ذات الأمر ، نحن قمنا بما قاموا به بل سبقناهم اليه فلا يجب أن ننصب من أنفسنا رقباء واوصياء ونحلل لانفسنا ونحرم علي غيرنا قد ننجح في فعل ذلك مع انفسنا ولكننا لن نخدع غيرنا بذلك لن يقبل العالم منا ان ندعي ان ما قمنا به هو من اجل تنوير البشرية واخراجها من الظلمات الي النور بيما ما يقوم به الغرب هو جرائم انسانيه ، لأنهم ببساطه يبررورن لأنفسهم وللعالم احتلالهم لنا بذات المنطق فهم في رياهم يقومون بتنويرنا واخراجنا من الجهل الي النور اذا نحن من بدانا وهم اكملوا ولكننا ضعفنا وهم احتفظوا بقوتهم وتقدموا فلا لوم عليهم اذا ولكن اللوم علينا وعلي ضعفنا وقلة حيلتنا
4- الأمر الرابع نظرة الغرب لنا ( الكراهية -الاحتقار -الشك-التمييز -الاضطهاد) وهنا اليست هذه النظرة متبادله ولك طرف فيها مبرراته ، السنا نردد ليل نهار باننا الافضل والاحسن والاصق فلماذا ننكر عليهم نفس الشعور مع العلم أن الواقع يقول انهم حقا الافضل وبلا منازع وبالحقئق والوقائع بينما نحن الأفضل بالوهم وفي عقولنا المريضه ، هم الأفضل بالعلم والتقدم والرفاهية اما نحن فالاسوء بالتخلف والجهل والغرور المستوطن اعماقنا ، هم الأفضل لأنهم لم يتركوا امر قد يضيف الي حضارتهم شيئا ولو يسيرا لم يفعلوه ويختبروه ونحن الأجهل لأننا نري اننا نمتلك الحقيقة امطلقه ، هم الافضل لأنهم استخدموا العقل ونحن الغيناه واستخدمنا العاده والفتوي ، أما الكراهية ألسنا نفعل ذات اللامر ، ألا نعلنها ليل نهار باننا نكرهم، الايصفق الكثيرون منا لسكان ظلمات كهوف افغانستان الظواهري وابن لادن عندما يعلنوا رغبتهم بالقضاء علي الغرب وابادة الغربيين ، الا يسود الخطاب الموجه اليهم لغة التكفير والجهاد والسيف ، الا نصفهم بانهم منحلون وفاسدون وووووووو ، وبعد ذلك ناسف لانهم يكرهوننا ماذا يجب عليهم ان يفعلوا ان يصفقوا لناان يمتدحو الجنون الشرقي ، ايجب عليهم ان يحمدوا الله لاننا سنقضي عليهم وسنبيدهم وليتنا نستطيع ذلك وننقدر ان ننفذ ما نهدد به ولكنها العنترية الربية تنطلق من كهوف افغانستان لتغلفنا من الخليج الي المحيط بالتخلف والتاخر
اما الشك فنحن من ابتدعناه واعتقد انه من الاختراعات العربية التي قدمناها للبشرية ان كنا قد قدمنا شيئ ، نحن اساتذته بلا منازع ، ان الشك هو الامر المؤكد في حياتنا حتي علي المستوي الضيق حتي مع انفسنا ، فكل الامور والبشر يقعون في الشرق تحت طائلة الشك الا ما يتفق مع تقاليد عرب الجاهلية والتي نجحت ان تاسرنا حتي اليوم واصبحت هي السيد المطاع في كل الشرق اصبحت تحيا بيننا فنشك في كل ما يدور في محيطنا واصبح الشك هو المهيمن واصبح اثبات الشك هو المهيمن علي تصرفاتنا ، اعتقد اننا ننفرد باننا نشك اولا ثم نقرر ان نجد الديلي لاثبات شكوكن او نخترع الدليل ونصدقه حتي نثبت ان الشك حقيقه والوهم هو الواقع ، اصبحنا نبتدء النهار وننهي الليل بالبحث عن دليل يؤكد الشكحتي وان كان حرفا او كلمه تكتب فهي تاكيد لما نعتقد وهي الدليل ان الشك يقين ، ان الغرب انشغل بالبحث عن المعرفة وانطلقوا مكن الشك الي اليقين علي اسس علمية راسة ، بينما نحن قضي علينا الشك والوهم ، هم تحرروا من كل الأوهام وكسروا كل القيود وتخلصوا من لجهل ، بينما نحن نرفض الإعتراف بالخطأ ، هم شارهم ان لا شيئ في الكون قابل للتقديس وبعيد عن البحث العلمي وان كل الامور بالعلم والمعرفة يمكن اثبات صحتها او خطأها ، هم يرون ان الخطا البشري امر وارد لا يقلل من شان الفرد بينما نحن نري اننا لا نخطأ ابدا
اما عن التمييز والاضطهاد الا نرتكب نحن ذات الشيئ وات الامر ولماذا يطلب من الغرب ان يقف الي جوارنا ونحن نراه بهذه الصورة وكيف يحمينا ويدافع عن مصالحنا ان كنا نحن نعجز علي ان نتفق علي مصلحة واحده وحق واحد
ان العيب بالتاكيد ليس في الغرب ولا فيما ياتي من ، العيب فينا نحن ، ان نظرتناللغرب تنطلق من الخوف من العلم والمعرفة ، من الخوف علي استمرار الاوضاع السائده في مجتمعاتنا نحن نخشي ان نفقد مكانتنا في مجتمعاتنا وان يكشف التمدن والتحضر زيف امور عديده شكلت اساس السلطة التقليدية في العديد من المجتمعات ولهذا فان كان الغرب سياتي لنا بالمعرفه والعلم الذي سيساعد المجتمع علي التقدم ولكنه سينهي السلطان التقليدي ويحرر العديدين من سجون العادة والتقاليد وينهي علاقات العبودية فليرجم العلم والتقدم بالف حجر ولنشن حربا مقدسه ظاهرها الدين وباطنها الخوف علي السلطة من اجل ان نبقي في الكهوف ، لنرفض ونرفض ونرفض ونخترع الاوهام ونصدقها خوفا من ان يتسرب الينا العلم والحضارة ، لنجعل الغرب مصدر الشرور ، لنري ان الحضارة الغربيه بكل ما فيها دعوة للانحلال وننكر اي ايجابيات لهذه الحضرة ، لنسدل الستار علي عقولنا ولنغمض اعيننا ونبقي نري ان الغرب هو سر فنائنا وننسي اننا نقتل انفسنا بانفسنا وننتحر ببطئ نتجرع السم بايدينا ونحن نتوهم انه الدواء ونبقي نردد ونحن نتحر باننا الافضل ولن نستسلم ، لنبقي نسجن انفسنا بانفسنا ونكبل عقولنا خوفا ان نخسر ما نعتقد اننا نملكه لو تسرب الينا العلم والتقدم
عفوا ان الغرب ليس هو العدو الاشد خطورة علينا ، العدو الاكبر والاخطر هو نحن وعقولنا المريضه العاجزه عن التفكير، العدو الحقيقي هو جهلنا الذي يدير امورنا ، ما سينهي حياتنا هو التحريم والادانه الذي يستخدم ضد كل من يحاول ان يقدم شيئا افضل لهذا المجتمع الشرقي ، حسنا فلنهنا بتخلفنا وجهلنا نحن الشرقيون ، وليستمتع الغرب بما حقق ويحقق بالعلم والمعرفة ولنبقي نحن منذ فجر التاريخخ وحتي الان نعيش في وهم اننا الافضلونبقي نفخر بما لم نحقق ونستمتع بغرورنا ونعظمه ونبقي نزداد غرورا وغرورا حتي ننفجر وننتهي ونمحي من ذاكرة التاريخ









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - a great artikle
samy ( 2009 / 3 / 27 - 22:56 )
wade7 enik insana 3andek damir, rabina ynawar 3yoonik kman we kman


2 - مقالة قمة في الروعة
ياسمين يحيى ( 2009 / 3 / 27 - 23:41 )
أحييك أستاذة سهام على هذه المقالة الرائعة وأوافقك على كل حرف فيها . وأضيف بأن مايميز الغرب عن العرب في الأشياء الأخرى غير التقدم والحضارة هو أن الغرب لايضطهدوا بعضهم البعض ولايعاقبوا الضحية بدل المجرم ولا يفرقوا بين امرأة ورجل ولا بين دين وآخر ولا يسموا أخطائهم وفسادهم بأسماء أخرى بل يعترفوا بها ويعلونها على حقيقتها للملأ . هم عادلين مع أنفسهم وصادقين بكل شي وهذا أجمل مايميزهم علينا. شكرآ


3 - قوتنا في استمرار تخلفنا
عبد العالي الحراك ( 2009 / 3 / 28 - 07:08 )
قوتنا في استمرار تخلفنا وتأخرنا وغنانا المادي تحت اقدامنا الحافية.. نتذرع بحزننا ونحتفل بمسيراتنا المليونية للعزاء والبكاء فكيف يتاح للعقل فينا ان يفكر وان ينتج..؟ البارحة دعاني احد اقاربيعبر حديث معه بالتلفون, لزيارة العراق حيث (التقدم والتطور على قدم وساق) فقلت له انت اين تعيش.. فقال في منطقة(النجيبية في البصرة..) قلت له وماذا حصل فيها من تطور؟ فقالت بنيت فيها حسينية كبيرة جدرانها من المرمر تبهج النفوس والعقول وعندما تصلي فيها ركعتين سوف تحل جميع مشاكل العراق وعن قريب سوف تحل مشاكل العراق, فلا تقلق ..قلت له كان في نيتي العودة الى العراق للمساهمة في ابدا ارائي بخصوص حل المشاكل الموجودة.. فاذا كان مرمر الحسينية وصلاة ركعتين ستحل قريبا مشاكل العراق, فما عساي ان افعل وماذا سأحل اخشى ان تحللني خرافاتكم وحسينياتكم..فزعل مني واغلق التلفون.. هكذا نحن يا استاذي العزيز


4 - تقدم
سميرة ( 2009 / 3 / 28 - 09:03 )
مقالة رائعة .كما واعجبني رد الاخ عبد العالي الحراك على صديقه من البصرة ,واقول لصديقه البصراوي اذا كان التقدم والتطور ياتي بكثرة الصلاة لكان الاجدر بالسعودية ان تكون على رأس الامم المتطورة والمتقدمة حيث يساق الناس للصلاة بالكرباج .


5 - مانملكه للطمع
العقل زينة ( 2009 / 3 / 28 - 17:21 )
وهذا الغرب الحاقد يتطوع أبناؤه لعلاج ومداواة المواطن المؤمن في السودان وغير ولا ينتظر منا ولا حتي كلمة شكر بل يطردونهم شر الطرد ويقتلونهم ويتهمونهم بالعمالة ؟؟؟أحييك علي مقالك الواقعي والذي لم يترك موضوع إلا وتناوله وأتمني أن أقرأ تعقيبا ممن ينعتون الغرب بالحقد والكفر والطمع فيما نملكه من تخلف وإنحطاط

اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا