الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مافيا شركات الاتصالات المتنقلة

ابراهيم زيدان

2009 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



بعد التاسع من نيسان من عام 2003 شهدت الساحة العراقية دخول اكثر من شركة للاتصالات المتنقلة ، واستبشرنا خيرا بقدوم هذه الخدمة التي حرمنا منها بسبب مخاوف وتوجسات رئيس النظام السابق منها والخشية من ان تكون مصدرا للتجسس عليه ومراقبة تحركاته وبالتالي اغتياله ، وهذه التوجسات اثبتت مصداقيتها حين استخدمت العناصر الاجرامية خدمة الهواتف النقالة في تنفيذ جميع عملياتها القذرة ، وهذا هو الجانب السيىء في خدمة وجدت لاسعاد البشرية ، ولكن الارهاب والارهابيين جعلوها نقمة على العباد .
وتصورنا ان كثرة الشركات ستفتح الباب للمنافسة في تقديم الخدمة الافضل والتسهيلات للمواطنين في ظل الغياب المتعمد لخدمة الهواتف الارضية التي بقيت وزارة الاتصالات عاجزة عن تقديمها على الرغم من التخصيصات المليارية لهذا القطاع الحيوي والمهم في حياة الحكومة والشعب معا ، ولكن لامنافسة من اجل خدمة المواطن ولاهم يخدمون ، بل العكس تماما ، فقد تفننت بعض الشركات في سرقة جيوب المواطنين وسط رداءة واضحة في الاتصالات عدا اساليب ابتزاز المواطنين واستغلال حاجتهم الى هذه الخدمة من خلال التلاعب في اسعار بطاقات الشحن او مايسمى بالرصيد عبر وسطاء لايرحمون ، وكل هذه لايمكن ان تحدث الا بتوجيه من المافيا المتحكمة بهذا النشاط الحيوي ، ولو تابع زميلنا (ماهر فيصل ) مدير تحرير الدستور احداث مسلسل ( وادي الذئاب ) الذي انتهى بث جزئه الاول من على قناة ابو ظبي لادرك ان لعبة الاتصالات المتنقلة في العراق لاتعدو ان تكون لعبة مافيوية وهي لاتختلف عن نشاطات المافيا في المجالات التي عرفت عادة بها مثل تهريب الاسلحة وبيع المخدرات واغتيالات الخصوم وبما فيهم اولئك العاملون في جهاز المخابرات الذين يتصدون لهم كما يحصل في المسلسل المذكور ، فتدرك بان من يقبض بخيوط اللعبة هذه مافيا تستغل مناصبها الحكومية في الدولة لاغراضها الشخصية من دون ان تعير اهمية للحكومة والشعب ، وهذا يعني ان عملها هذا هو وجه آخر من اوجه الفساد السياسي ومايجري في العراق الجديد شبيه الى حد كبير بما اشرنا اليه ، فالمؤسسة العراقية تعاني بالدرجة الاولى من هذا النوع من الفساد الذي تتناسل منه بقية انواع الفساد ومنها الفساد الاداري والمالي ، وهذه المافيا الموجودة في السلطة هي المسؤولة عن الارهاب الذي يفتك بالوطن والمواطن ، فاستغلال حاجة المواطن لخدمة الاتصالات المتنقلة والتلاعب باسعار بطاقات الشحن انما هي عمليات لاتقل خطورة عن الاعمال الاجرامية الاخرى .
ومهما قيل عن تغريم الشركات المخالفة التي الحقت الاذى بالمواطن العراقي لايجدي نفعا مادمنا لانعرف ماذا يجري وسط صفقات التخادم السياسي الذي يتم بين الاطراف المتصارعة وليست المتنافسة في العراق، فايذاء المواطن العراقي اتخذ اشكالا عدة في ظل تبادل المنفعة بين اعضاء المافيا العراقية ، ويبقى المواطن العراقي الذي هو انت وانا والآخرون ممن لاحصانة برلمانية ولاحماية امنية ولاامنا غذائيا لهم الضحية التي جعلها اصحاب الصفقات السياسية جسرا للعبور الى المصالح الفردية والحزبية ، ولكن الله بالمرصاد وان غدا لناظره قريب وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون صدق الله العظيم









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا