الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذروا.. إنهم يحرفون البوصلة! مسميات ثورية بنكهة المارينز

إكرام يوسف

2009 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


في بواكير شبابنا، كانت الأمور أكثر وضوحا ، والأسماء تساوي بالضبط مسمياتها: الحليب حليب، وعصير الفواكه عصير فواكه. ثم أخذت الأمور تختلط تدريجيا: عرفنا الحليب بطعم الفاكهة! و الفواكه المهجنة بفعل الهندسة الوراثية، فذقنا الخوخ بطعم البرقوق، والفراولة بطعم البطاطس أحيانا، والخيار أحيانا أخرى! وشيئا فشيئا لم تعد الأسماء تعبر بدقة عن مسمياتها. وظل الأمر في حدود المقبول طالما لم يخرج عن تجربة مذاقات جديدة في المأكولات والمشروبات. لكن مسيرة التهجين ، تمادت، وتغلغلت، وتسللت إلى أن انتقلت إلى عقول البشر، من دون استخدام علم الهندسة الوراثية. سرحت في هذه الأفكار، بعدما قرأت منذ أيام عن مخطط لإعادة إحياء الدعوة العروبية برعاية أمريكية، يا إلهي!.. الفكر القومي بنكهة المارينز؟ وملخص الموضوع كما نشرته جريدة الشروق مؤخرا؛ أن القريحة الأمريكية تفتقت عن فكرة جهنمية، فبعد طول خصام مع فكرة العروبة، وبعدما بحت أصوات القوم في إفهامنا أنها فكرة عنصرية بغيضة، حتى لو كنا نعترف أن العالم المسمي حاليا بالعالم العربي لا يربطه انتماء عرقي، وإنما تحتم المصلحة الاقتصادية والاستراتيجية البحث عن سبل تكامل لضمان الاستخدام الأمثل لموارده بدلا من تركها نهبا للطامعين. وإذا بالقوم يقتنعون فجأة بضرورة إحياء الفكرة، ويضعون السيناريوهات اللازمة لإجراء مصالحة بين حزب البعث في سوريا ونظيره في العراق، وظهرت دعاوى إعادة الاعتراف بالبعث العراقي بعدما كانت الموضة "اجتثاث حزب البعث". الجديد في الأمر أن التركيز سيكون على ضورة أن نتحد جميعا كعرب في مواجهة إيران، الفارسية، ذات المطامع الإقليمية. بشرط ألا نتمادى في "الاستعباط" ونعتقد أن علينا أن نتحد كعرب لنواجه ـ أيضا ـ الأطماع الإقليمية الصهيونية أو المخططات الأمريكية، لأن الأمريكان والصهاينة بالطبع ليسوا من الفرس ولا يمكن أن يكونوا من الشيعة؛ وإنما هم منا وعلينا، عرب أولاد عرب وموحدين أيضا!. عروبتنا هذه المرة ضد الأطماع الفارسية، وفقط. وهكذا أيها السادة، توقعوا أن تعود إليكم أحلام العروبة وأغنياتها وأناشيدها، ولكن بنكهة أمريكية ليبرالية عصرية!.
وبالمثل، كنا قديما نعرف من هو اليساري، ورغم اختلاف تيارات اليسار الماركسي المصري، إلا أنك كنت تستطيع أن تحدد ثوابت اليساريين، فلم تكن تجد يساريا ـ مثلا ـ يدافع عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، من دون حل القضية الفلسطينية "محور الصراع العربي الإسرائيلي". كان طبيعيا أن تجد أبناء الأثرياء عندما يعتنقون أفكار اليسار، يتنازلون طواعية عن امتيازات طبقية، ورثوها بحكم النشأة، لينخرطوا في صفوف جماهير الكادحين يقاسمونهم آلامهم ويفخرون بانتمائهم إليهم. وكان طبيعيا أن تجد اليساري الثوري من أبناء الفلاحين أو العمال يفاخر بانتمائه الطبقي ويحمل روحه على كفه مدافعا عن مصالح طبقته. أذكر زميلة في الجامعة كان أبوها وزيرا، ولم نرها تأتي إلى الجامعة بثياب فاخرة أو بسيارة خاصة، حتى لا يشعر زملاؤها باغترابها عنهم (رحم الله الشيوعي العظيم أحمد نبيل الهلالي، ابن رئيس وزراء مصر أيام كان رئيس الوزراء باشا حقيقي، لم نره يوما يلوي لسانه بألفاظ أعجمية أو يظهر بما ينم عن نشأته الثرية) . كان ذلك قبل أن يظهر يساريون ينتمون بحكم النشأة إلى أصول متواضعة، لكن ظروفا ـ ما ـ نقلتهم لطبقة الأثرياء، فباتوا يتأففون من رائحة الفقراء. ويحرصون على تربية أبنائهم مثل الأثرياء الجدد ، ويتعمدون إبعادهم عن أصولهم الطبقية الحقيقية، فينشأ الأبناء على مظاهر ثراء كاذبة، لا يكادون ينطقون العربية من فرط تعلقهم بلغات المدارس الأجنبية التي تربوا فيها، ويتعاملون بتعال وعجرفة مع "رفاق" الأمس الذين لم تلعب "البلية" معهم (رحم الله أستاذنا الدكتور أحمد عبد الله رزة الذي ظل حتى آخر عمره يفخر بأنه ابن أسرة بسيطة من حي عين الصيرة الشعبي) . وأصبح لدينا يساريون من رجال الأعمال، يديرون مشروعاتهم بالضبط على نحو كانوا يحاربونه بالأمس القريب، وإن احتفظ البعض منهم بصفة اليساري من باب الوجاهة الفكرية، وبقدرته على الطنطنة في اجتماعات النخب الثقافية بلكنة يسارية ولكن بأفكار ذات نكهة أمريكية.
وهكذا تنشأ لدينا شيئا فشيئا، ثقافات بذات مسميات الأمس الثورية، لكن مضامينها اختلفت واختلطت، وماعت، وبوصلتها انحرفت؛ فلم تعد تشير إلى طريق التغيير الحقيقي، وإنما تتعمد تضليل أبناءنا الذين يتلمسون الطريق، لتحرفهم عنه.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بوصلتنا منحرفة000منذ أصبحنا مثقفين 000وسرنا ونسير كل قططططط
جيفارا ( 2009 / 3 / 29 - 21:05 )
أقراء لكي أول مرة ياسيدة أكرام وأناسعيدجدآ 0(لكن زعجت كثيرآأثناء كتابت ألتعليق دخل على موضوع أخر0ومسح كل ألذي كتبتة في ألبدء وعدة من جديد) سؤال واحد ماذا تريدين أن تقولي لنا بلظبط لناخذ موضوعواحد فقط لآنك تطرحين كثير من ألتساؤلات فنحن ألآن نواجة أناس دالتونين أولا00ثانيآ وهنا ألطامة ألكبري0أكثر أو 85% من مثقفينا هم أنصاف مثقفين وألدليل ليست لهم رؤيا حقيقية لواقعهم المعاش ولا ولن يستطيعوا ألثغراة مثلما شخصها ألاديب (يحي حقي) في رواية قنديل أم هاشم أ،نتهينا من مسئلة ألمثقفين أقولها لكي وللكل ولي أول مرة أن ألفكر ألقومي هو أول من حارب ألاستعمار0وهذا واضح من موقفةمن ألدولة ألعثمانية فهل تريدين يا سيدتي ونحن أخرجناألعثمانيين قبل مئة ننتظر الفرس أن يدخلوا بدل ألعثمانيين وأذا رفضنا نكون قومجية متعصبين أرجو قراة كتاب أدورسعيد(ألاستشراق) لكي نجد ضلتنا فية ألذين دخلوامع ألامريكان معروفين لم يحارب ألامريكان ولاعملائهم أية من أيات أللة لأتي تمشي علي ألارض ولايساري من أنصار ألاتحاد ألسوفيتي ألعظيم لكنهم حاربو ألرئيس جمال عبد ألناصر وقتلوا ألمناضل أمغربي ألمهدي بن بركة لم تقتل المخابرات ألاسرائيلية حسن نصر اللة ولن تقتلة ولحقيقة واضح وأن لم تكن وضح فستوضح0لكنها قتلت باسل لكبيسي في باريس كيف تقولين


2 - bad
aly ( 2009 / 3 / 29 - 21:45 )
lady,wake up,egypt is controled by a bunch of crooks,triators and low life bastards


3 - يا عزيزي جيفارا
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 30 - 08:45 )
لماذا لا ترتاح وتريحنا رجاءا فانت تكتب ما شاء لك بدون ان تفهم او تعرف ما يقصده الكاتب بالعراقي اقول لك -حباب عوفنا والكيلك غير شغله

اخر الافلام

.. هنية يؤكد تمسك حماس بدور الوسطاء للتوصل لاتفاق متكامل لإنهاء


.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي- لأنشطته العسكرية




.. الولايات المتحدة .. قواعد المناظرة الرئاسية | #الظهيرة


.. في أول أيام عيد الأضحى.. مظاهرة قرب السفارة الإسرائيلية بعما




.. بسبب منع وصول المساعدات.. غزيون يصطفون في طوابير طويلة من أج