الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناهدة الرماح..نخلة عراقية عائدة

محمود الشمري

2009 / 3 / 30
سيرة ذاتية


قبل عشرة أيام من الأحتفال بيوم الربيع عادت النخلة العراقية الباسقة ناهدة الرماح لتغرس من جديد في ارض العراق حتى تعاود عطاؤها بعد غياب دام ثلاثين عاماً ,عادت ناهدة وهي ترى بقلبها وليس بعينيهاوهي تقول( كأني ارى بعشرة عيون) وعبرت عن مشاعرها الجياشة وذكرياتها وآلامها ورحلتها مع الفن الاصيل وقالت انها اذا لم تبصر بغداد الحبيبة بعيونها فأنها تبصرها بفؤادها وبعيون محبيها وقد هزجت لبغداد التي لم تصدق انها فيها آلان ودموع الفرح تتساقط من عيونها التي تأمل في يوم ان يعود اليها البصر.
استقبل العراقيون نخلتهم الباسقة بالحفاوة البالغة وأقامواحفلا بمناسبة عودتها الى العراق، بحضور عدد من الفنانين والأدباء العراقيين ووكيل وزارة الثقافة فوزي الأتروشي ومستشار رئيس الوزراء بسام الحسيني.
والقيت في الحفل عدد من الكلمات التي تحدثت عن تجربة الفنانة الرماح في التمثيل وأسباب خروجها من العراق، وأشار وكيل وزارة الثقافة الى ان “عودة الرماح هو جزء من مشروع كبير تشرف عليه وزراة الثقافة لاعادة فناني ومثقفي العراق المهاجرين”، مبيناً انها “اسم تحول في الذاكرة الجمعية الى مؤسس للجما ل”.
من جانبه ذكر الفنان سامي قفطان ان “العمل سوية مع هذه الفنانة الكبيرة في مسلسل الباشا كان حافزا لإقناعها بالعودة الى العراق، فهي تريد أن تعود الى المكان الذي يعيد اليها بصرها”.
وشهد الحفل تكريم الفنانة ناهدة الرماح بـدرع الابداع وقلادة الابداع قدمهما لها الأتروشي ثم اعلن مستشار رئيس الوزراء عن “تبرع رئيس الوزراء نوري المالكي بإجراء عملية جراحية لعيني الفنانة الرماح خارج العراق”.
وناهدة الرماح، اسمها الحقيقي ناهدة اسماعيل القريشي، مواليد بغداد عام 1941، مثلت في فيلم (من المسؤول) وعمرها 15 عاما، وواصلت حضورها في المسرح والاذاعة حيث قدمت اعمالا مسرحية مع رواد كبار المسرح العراقي امثال يوسف العاني وسامي عبدالحميد وجعفر السعدي وفاروق فياض في مسرحيات: (الخال فانيا، القربان، انا الضمير المتكلم، النخلة والجيران، مسألة شرف، عقدة حمار) وغيرها.
وفي التلفاز والاذاعة قدمت الكثير واشهرها تمثيلية مسألة خاصة في مكتبة عامة، كما مثلت في فيلم محمد شكري جميل (الظامئون(.

ناهده الرماح تتحدث :
قدمت دور "معصومة" في السينما العراقية في فيلم "من المسؤول" تدور أحداث هذا الفيلم في إحدى محلات بغداد، تلك كانت أول تجربة في عالم السينما العراقية، بعدها انتقلت إلى المسرح عن طريق فرقة المسرح الفني الحديث عام1957 حيث أديت أول دور لي في مسرحية "الرجل الذي تزوج إمرأة خرساء" وهي المرة الأولى التي أقف بها على خشبة المسرح، :" عام 1962 تأسست مصلحة السينما والمسرح بالعراق ،وقد عين الفنان يوسف العاني مديرا لها،ثم قررت المصلحة إنتاج مسرحيات للفرق الشعبية العراقية .. وقد اختارت فرقتنا ،مسرحية الخال فانيا، لتشيخوف.. مع قراءة أول سطر في النص جذبني إليه بشكل غريب ، لم اترك الأوراق من يدي إلا وقد أنهيت قراءتها..كان النص يختلف عن كل ما قرأته سابقا، فكانت المعاني بين السطور وخلف الكلمات، حتى النقاط كانت ذات مغزى.. أصابني كما الهوس بهذه المسرحية فكنت أتسائل عن كل جملة ترد فيها لم اترك شيئاً إلا واستفسرت عنه..سهدت ليالي طويلة وأنا أفكر بها، أراجع جملها وكلماتها.. لقد تملكتني شخصية سونيا بشكل غير معقول، ولهذه المسرحية الفضل في صقل شخصيتي كممثلة تفهم ما هو المسرح وما هي أبعاده الحقيقية ، ومعنى الوقوف المقدس على خشبته .."
وقع انقلاب شباط الأسود عام 1963 في ذلك اليوم خرجت مع الناس إلى شارع الرشيد وجرفتنا الجموع إلى مبنى وزارة الدفاع لاشهد كيف كانت الجثث تتساقط كأوراق أشجار الخريف عندما فتحت الدبابات النار على المتظاهرين،.. ثم جرت ملاحقتي من قبل " ما يسمى بالحرس القومي" لذلك اضطررت لتسليم نفسي إلى إحد مراكز الشرطة ، التي كانت ارحم من الدخول إلى أقبية ومعتقلات الحرس القومي.. وهكذا مكثت في سجن النساء لمدة تزيد عن ثلاث اشهر بتهمة انتمائي إلى منظمة أنصار السلام ورابطة المرأة العراقية، أثناء وجودي خلف القضبان كنت امثل بعض المشاهد المسرحية،لزميلاتي للترفيه عنهن.
مثلت في مسرحية "المفتاح" التي كانت شيئاً جديداً للمسرح العراقي.. أما "النخلة والجيران" فقد إلتصقت في أذهان الناس ولا تزال هذه المسرحية محفورة في ذاكرة الأجيال، قدمت العديد من الأعمال الفنية المحفورة في ذاكرة الشعب العراقي، منها "الضامئون، يوم آخر، حكاية الرجل الذي صار كلباً، ستة دراهم" فضلاً عن مسرحية القربان التي فقدت بصري فيها وأنا على خشبة المسرح، والقربان هي من تأليف الروائي الكبير المرحوم غائب طعمة فرمان.
منعني البعثيون من دخول الإذاعة والتلفزيون عام 1970 بعد أن تجاهلت صدام حسين أثناء حضوره في الإذاعة والتلفزيون وشاهدته وجهاً لوجه ولم أسلم عليه ولم أنظر حتى في وجهه فأثرت جنونهم.وتقول أيضا..
لم أحترم طاغية العراق الذي قتل الأبرياء في قصر النهاية, لم أحترم طاغية العراق الذي كان سبباً في موت النساء والرجال والاطفال بالسلاح الكيمياوي في حلبجه, لم أحترم طاغية العراق الذي كان سببا في تشتت العراقيين في بقاع متباعدة من العالم, لم أحترم الطاغية لأنني وضعت كرامتي وكرامة بلدي العراق فوق كل شيء..وبتاريخ 10/1/1976 فقدت بصري والى يومنا هذا اثناء تأديتي دورا في مسرحية القربان لمؤلفها الروائي الراحل غائب طعمة فرمان.
في عام1979 وفي بداية الشهر الأول بالتحديد تركت أرض الوطن مجبرة بقلب مجروح وعين دامعة، بعد أن تعرضت إلى مضايقات كثيرة.. حاولوا قتلي وقتل إبني، وتعرضت إلى محاولات ومضايقات نفسية منها محاولة إبعادي عن جمهوري، لكني حافظت على مبادئي ولم أتنازل عنها أبداً.
وفي المنفى قدمت العديد من الأعمال الفنية، فكل بلد أزوره أقدم محاضرة أو ندوة عن السينما والمسرح وقضايا المرأة، وأخرجت عدداً من المسرحيات في لندن للطلبة العراقيين منها مسرحية "الصمود" ومسرحية "الدراويش" يبحثون عن الحقيقة.
وأخيرا قالت الفنانة ناهدة الرماح “قطعت على نفسي عهدا بأن لا أعتلي خشبة مسرح غير المسرح أن العراقي، فبعد أن رحلت وعرفت حياة ونشاطات وفعاليات ثقافية مختلفة أقول إن الاحساس بوجودي في وطني العراق شيء آخر”.
أهلا بنخلتنا الباسقة في بلدها ونحن بانتظار عودة باقي نخيل العراق المهاجرات لأن موسم الغرس قد حان ليعود العراق كما كان بلد النخيل الباسقات وبلد العطاء الفاخر والثقافة والأبداع الأصيل .













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يكفيها
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 30 - 11:09 )
يكفي ناهده الرماح فخرا انها لم تحني هامتها الباسقه امام الفاشيين قتلة شعبها ان هذه المراه ابنة العراق الاصيله لتؤكد عمق اتماء نساء العراق الى وطنهن والدفاع عنه

اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط