الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوري المالكي ( من أهلنا )

طارق الحارس

2009 / 3 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تلقيت دعوة من السفارة العراقية في استراليا لحضور مأدبة غداء على شرف دولة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي وصل الى استراليا لتوقيع بعض الاتفاقيات الزراعية والصناعية .
بالرغم من أن مكان اقامة دعوة الغداء كان في العاصمة ( كانبيره ) التي تبعد عن المدينة التي أعيش فيها ( أدلايد ) مئات الكيلومترات ، لكن لهفتي كانت كبيرة للقاء الرجل الشجاع الذي أنقذ العراق من الحرب الطائفية .. الرجل الذي أنقذ العراق من سيل الدم الذي جرف بغداد والعديد من المحافظات العراقية .. الرجل الذي قاتل المتطرفين والارهابيين من الشيعة مثلما قاتل المتطرفين والارهابيين من السنة .. الرجل الذي اتفق جميع أهل العراق الشرفاء على مساندته في صولة الفرسان وهو اجماع وطني لم يحصل عليه أي رئيس حكومة عراقية لا في العهد السابق ولا في العهد الحالي .. الرجل الذي وقع بقلمه على اعدام الطاغية المقبور صدام حسين .
السؤال الذي ظل يدور في رأسي قبل ليلة اللقاء هو : ماذا سأقول لهذا الرجل .. هل أقول له : أنت البطل ، وأنت منقذ العراق ، وأنت كذا وكذا ؟
كنت أجيب نفسي : لا ، لن أقول له هذا فأنا ليس الشاعر الصدامي عبدالرزاق عبدالواحد ولا هو بحاجة الى هذا فهو ليس ( صدام حسين ) .
وهجست لنفسي أيضا : ربما سيعتقد الجمع الحاضر في مأدبة الغداء أنني أتملق رئيس الوزراء ، وأنا والله لا أعني التملق مطلقا ، بل هي كلمة الحق التي يستحقها الرجل مني ومن غيري .
ويستمر الحوار مع نفسي : أنا من الرجال الشجعان الذين دفعوا دما للعراق .. أنا من الرجال الشجعان الذين وقفوا ضد النظام السابق وقاتلوه من خلال مئات المقالات وباسمي الصريح ، ومن الذين تعرضوا الى تهديدات مخابراته بسبب هذه المقالات وعلى الجمع الحاضر أن يفهم أن الرجال الشجعان لا يتملقون ، بل هم يقولون كلمة الحق في مكانها وزمانها المناسبين ولمن يستحقها . المتملقون يبحثون عن جاه أومنصب وأنا لا أبحث عن هذه أو تلك فلم التردد في قول كلمة الحق لهذا الرجل الذي أنقذ العراق .
وصل المالكي الى مكان مأدبة الغداء برفقة أعضاء الوفد الحكومي والسفير العراقي الأستاذ غانم الشبلي . . بدأ المالكي بمصافحتنا واحدا تلو الآخر . كان عدد الحضور من أبناء الجالية العراقية يقل عن الثلاثين شخصا . حينما صافحني نويت أن أقول له : أنت يا دولة رئيس الوزراء كذا وكذا وكذا ، لكن الجملة التي تحاورت بها مع نفسي في الليلة الماضية منعتني من الكلام وهي : " أنا ليس الشاعر الصدامي عبدالرزاق عبدالواحد ، ولا المالكي ( صدام حسين ) " .
قبل أن تبدأ وجبة الغداء ألقى السفير العراقي كلمته الترحيبية وأعقبها المالكي بكلمة قصيرة شكر فيها حضورنا هذه المأدبة .
لم أكن أعرف ماذا سيحصل بعد نهاية وجبة الغداء .. هل سيذهب المالكي مباشرة الى مشاغل زيارته ، أم سينتظر بعض الوقت ليتيح لنا فرصة الحديث معه ، أعني يتيح لي بالذات فرصة قول ما يجول بخاطري من مشاعر اتجاهه .

لم يطل التفكير ، إذ ترك المالكي طاولته ليلتف الجمع حوله فهذا يحدثه عن العقود الزراعية التي وقعها مع الجانب الاسترالي ، وذاك يعرض خدماته للعمل بالعراق مجانا ، وآخر يشرح له قضية شخصية .
تلك الحوارات أنستني أن الرجل الذي يقف الى جانبني هو رئيس وزراء الحكومة العراقية فلم يكن مكفر الوجه ، صارم القسمات يتطاير الشرر من عينيه فلقد كان بسيطا ، ولطيفا ، وباسما مما أشعرني بأنني أعرف هذا الرجل منذ زمن طويل . شعرت أنه من أقاربي ، من معارفي ، من أصدقائي . شعرت كما نقول باللهجة العراقية ( أنه من أهلنا ) .
انتهى اللقاء وغادرنا المالكي الى مشاغل زيارته الرسمية .. بالمناسبة لم أخبره بمشاعري الشخصية اتجاهه ، وحتى أنني للأسف لم أقل له : شكرا دولة رئيس الوزراء لأنكم أنقذتم العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - - حسجة -
هادي فريد التكريتي ( 2009 / 3 / 30 - 05:47 )
وصلت الفكرة !!


2 - المثل العربي
سلام المنذر ( 2009 / 3 / 30 - 10:58 )
يقول المثل العربي...
اعطوه الف درهم...


3 - لقد قال رأيه
ابو العلا العباسي ( 2009 / 3 / 30 - 14:01 )
قال الرجل مايختلج في صدره ولا يبدو انه بحاجة الى الف درهم!!!. والحقيقة تستنتج من سماع واستعراض جميع الاراء أليس كذالك؟


4 - احسنت
عبد الامير صابر ( 2009 / 3 / 30 - 16:36 )
والله كل كلامك صحيح ياريت اتشوف تحشد الناس امام القصر ايام صولة الفرسان والفرح والتزاحم للقاء السيد المالكي لما انجزة على الاقل لمدينة البصرة

اخر الافلام

.. بعد توغل بري إسرائيلي وقصف مكثف.. نزوح عائلات من حي الزيتون


.. هل بدأت التحولات بالمواقف الأمريكية من حرب إسرائيل على غزة؟




.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا