الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاندماج...في مصلحة من؟

علي الخياط

2009 / 3 / 30
حقوق الانسان


لا يخفى على المطلعين بالشان العراقي من القلق الشعبي عما يدور في الساحة السياسية من تجاذبات واختلافات بوجهات النظر ، مما ولد قرارات لا تصب في مصلحة الاغلبية والمتضررين من النظام السابق .

فمنذ عقود من الزمن كنا نحلم بالديمقراطية وانصاف المظلوم واعادة الحقوق السليبة الى اصحابها ، واستبشر العراقيون خيرا بعد ان انجلت الغمامة السوداء وخلصهم الله عز وجل من اعتى دكتاتورية ونظام فاسد استهان بارواح ودماء الشعب ، وتنفسنا الصعداء وحلم الشعب اصبح حقيقة ووضعنا ارجلنا في اول سلم الحياة الشرعية النزيهة التي حلم بها كل عراقي مضطهد من ازلام البعث وبطانته ، وجاهد العراقيون لوضع اللبنات الاساسية لبناء مؤسسات ديمقراطية ودستورية تنصف ابناء الشعب ، تعيد لهم جزء من حقوقهم ، وتعوضهم عن الحرمان الذي عانوه في ظل حكم الجبابرة (الطغاة) فأنبثقت حينها مؤسستي السجناء السياسيين ومؤسسة الشهداء ، فلاقتا ترحيبا وفرحا لدى ابناء الشعب وبارك عطاء هاتين المؤسستين مختلف القادة السياسيين والدينيين لمعرفتهم ان الشعب كان هو الصوت المعارض للنظام في الداخل وهو الذي تحمل طيش الجلاد في القتل والاعدام العشوائي وتخبطات النظام الفاسد في قضاء معظم الشباب في سجون البعث ومورست حينها ضد من اعدم او سجن ابشع الوسائل الترهيبية والتعذيب الوحشي ولم يستثن الترهيب والملاحقة حتى عوائلهم واقاربهم من الدرجة الرابعة ، المهم مرت سنوات على انبثاق هاتين المؤسستين ،ومنذ ذلك اليوم وضعت شتى العراقيل والمعوقات بوجه المستفيدين من هذه المؤسسات ،فالبعض ومع الاسف الشديد لم يصلوا الى ادراك حقيقة هؤلاء المتضرريين وحقوقهم السليبة ، فبقوا يتعرضون ضمن عقليتهم القديمة التي صنعتها لهم ايدلوجيات حكومة البعث وحب التسلط ، والعوة الى حكمه والاستئثار بالقرارات ، المتضررين من النظام السابق لم يحصلوا على حقوقهم الطبيعية التي هي بحد ذاتها لا تتناسب مع دماء ابنائهم الطاهرة التي سالت من اجل العراق،او من السنين التي قضاها السجناء في غياهب السجن، ان الضرر الذي اصاب عوائل الشهداء والسجناء السياسيين في زمن النظام السابق كان كبيرا جدا بحيث انه لم يطل ابنائهم فقط، وانما طال حتى ممتلكاتهم ودورهم ناهيك عن الضغط النفسي والملاحقات الامنية التي كان يستخدمها بحقهم.

انه من المعيب حقا ان تلقى هذه الشريحة ،هذا الاهمال والتسويف والاكتفاء بالتفرج وعدم رفع شئ ٍ من الظلم الذي لاقوه في زمن النظام السابق.والادهى لم يتحرك احد من اجل تسهيل وتذليل العقبات التي تقف في طريق هذه المؤسسات وان تعمل على منحهم الامتيازات التي يستحقونها هؤلاء يأبون الانصياع الى صوت الواقع ويأبون الاعتراف بأغلبية الشعب ويصرون على فرض اسلوبهم القديم في التحكم والسيطرة . علينا التعلم من الشعوب كيفية ردّ الجميل ... قبل سنوات ، أصدرت حكومة " جون هاورد " قرارا يقضي بمنح كل عائلة أسترالية محدودة الدخل ألف دولار سنويا يضاف إلى راتب الضمان الإجتماعي ـ مع الف دولار آخر لكل زوجة تساعد زوجها المريض .

وامس شهدت ساحة الفردوس تظاهرة قام بها السجناء السياسيين مطالبين الحكومة بعدم دمج مؤسستهم مع مؤسسة الشهداء واكدوا فيها ان مؤسستهم هي بمثابة خط احمر لا يجب الاقتراب منه بما تمثله من اعتبارات تؤكد شخصيتهم المستقلة وهذا حق طبيعي لهم ويأملون من خلال هذه التظاهرة ان يتم الغاء قرار الدمج الذي اصدره مجلس الوزراء وعسى ان يلقى ذلك صدى لدى من اصدر ذلك القرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق