الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارولين فورتشه – العقيد

عادل صالح الزبيدي

2009 / 3 / 30
الادب والفن



ترجمة: عادل صالح الزبيدي
شاعرة ومحررة وناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان من مواليد ديترويت بولاية مشيغان الأميركية عام 1950 ، نالت شهادتها الجامعية في العلاقات الدولية والكتابة الإبداعية ثم عملت في التدريس الجامعي وظهرت مقالاتها في أبرز الصحف الأميركية. سافرت عام 1977 إلى اسبانيا لتترجم أعمال الشاعرة النيكاراغوية/السلفادورية كلاريبيل أليغريا في منفاها هناك، بعد ذلك سافرت إلى السلفادور لتعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان خلال الحرب الأهلية هناك.
نشرت أول مجموعاتها الشعرية بعنوان ((تجميع القبائل)) عام 1976 فنالت جائزة جامعة ييل للشعراء الشباب التي تمنحها مطبعة الجامعة. أصدرت مجموعة ثانية بعنوان ((البلد الذي بيننا)) عام 1981 كما حررت أنطولوجيا شهيرة بعنوان ((ضد النسيان: شعر الشهادة في القرن العشرين)) عام 1993 تتضمن قصائد اختيرت لأنها تشكل شهادات عن حالات اضطهاد وعنف وانتهاك سياسية وعقائدية مختلفة. من مجموعاتها الأخرى ((ملاك التاريخ))1994 و((ساعة زرقاء))2003 .
نالت أعمالها جوائز عديدة وتعد القصيدة التي نترجمها هنا أشهر قصائدها ونموذجا للقصيدة الشهادة التي ترى الشاعرة نفسها ممثلة لها .

العقيــــد
ما سمعتموه صحيح. كنت في منزله. كانت زوجته تحمل
صينية قهوة وسكر. وابنته تدرم أظافرها، وابنه خرج ليسهر
ليلته. ثمة صحف يومية، كلاب أليفة، مسدس على وسادة
بجانبه. تدلى القمر عاريا من على حبله الأسود فوق المنزل.
على التلفاز يعرض برنامج عن الشرطة. بالانكليزية.
زجاجات مكسورة غرزت في الجدران حول المنزل
لكي تنزع الرضفتين عن ساقي رجل أو تقطـّع يديه
إلى شرائط. على النوافذ ثمة حواجز مشبكة مثل تلك
التي يضعونها على متاجر المشروبات. تناولنا العشاء،
أضلاع خروف، نبيذ فاخر، وعلى المائدة جرس ذهبي
لمناداة الخادمة. أتت الخادمة بثمار منجا خضراء، وملحا،
وأحد أصناف الخبز. سألني إن كنت استمتعت بوقتي في
الريف. كان ثمة إعلان تجاري قصير بالاسبانية. أزاحت
زوجته كل شيء عن المائدة. بعد ذلك حديث: كيف إن حكم
الناس أصبح صعبا. ألقت الببغاء التحية من على الشرفة.
أمرها العقيد أن تخرس، نحى جسمه بعيدا عن المائدة.
صديقي أخبرني بعينيه: لا تقولي شيئا. عاد العقيد ومعه
كيس يأتون فيه بالخضار إلى المنازل. أسقط منه آذانا بشرية
عديدة على المائدة. كأنها أنصاف خوخات مجففة. ليس ثمة
طريقة أخرى للتعبير عن ذلك. أخذ واحدة منها بيديه، لوّح
بها في وجوهنا، وأسقطها في قدح ماء. دبت فيها الحياة. قال:
لقد سئمت من إضاعة الوقت. أما بالنسبة لحقوق كل إنسان،
فقولي لأناسك أن يذهبوا وينكحوا أنفسهم. أزاح الآذان من
على المائدة إلى الأرض بذراعه ورفع ما تبقى من كاس نبيذه
عاليا. قال: شيء من أجل أشعارك، كلا؟ التقطت بعض
الآذان الملقاة على الأرض هذه النأمة من صوته. بعض
الآذان الملقاة ضُغطت على الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل