الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الماسية لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

نبيل البازي

2009 / 3 / 30
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


يستقبل الشيوعيون العراقيون ذكرى عزيزة على قلوب أعضاء الحزب ومؤيديه وهي الذكرى الماسية لميلاده. لم تكن ميلاده صدفة وإنما ضرورة موضوعية حيث كان الشعب العراقي يعاني من المآسي وخاصة بعد تشكيل الدولة العراقية والتناقضات التي برزت بعد الحرب العالمية الأولى وفي نفس الوقت انتصار لثورة أكتوبر و أصبح مبدأ حق تقرير المصير من الشعارات المهمة في تلك المرحلة حيث تطورت الرأسمالية وقتها وأصبحت تسلك سلوك أخر في ظل التطور الرأسمالي.
ونحن اليوم نمر بمرحلة جديدة في بناء عراق جدي وأملنا أن تسود فيه العدالة بين أبناء الشعب العراقي بالرغم من انتمائهم العرقي آو الديني. ولكن لحد الآن تتواجد القوات الأمريكية على ارض العراق ولحد الآن لم يستقر الوضع السياسي في العراق وإنما الطريق شائك حيث وضع الدستور في حالة ممكن القول عنها حالة إرباك وفي وضع كان تسود فيه الفوضى وكل القوى المتواجدة في الساحة أرادت أن تأخذ حصتها ولذا أصبحت والمحاصصة الطائفية والقومية هي الأساس في بناء الدولة العراقية ووضع مبدأ المواطنة جانبا. وبالرغم أن هذه المآسي هي بسبب التطام البائد إلا انه لا ينفي أن أجهزة الدولة الآن مليئة بالفساد الإداري وهذا واضح وبسبب فقدان برمجة حقيقية في كيفية إخراج العراق من الأزمة الحالية و لا حتى في كيفية الاستفادة من الكوادر المتواجدة في خارج العراق وإنما الانتهازيين هم الذين يديرون زمام الدولة والعناصر التي تنقصها الخبرة لأنهم جاءوا إلى هذه المراكز عبر والمحاصصة الطائفية والقومية .
و هي بحد ذاتها إحدى المعوقات الأساسية في تنمية العراق حيث الجهود مبعثرة في حل الخلافات الكائنة بين الكتل المختلفة ومثال لحد الآن لم يستطع البرلمان أن ينتخب رئيسا له حيث الحرب جارية بين الكتل الكبيرة وكل كتلة تتعصب لقوميتها ومذهبها ولا تعطى حرية كاملة للفرد في ممارسة حقوقه ولا يستطيع احد أن يتجرأ في قاعة البرلمان أن يرشح نفسه لان دائما القوميات الكبيرة هي التي تريد السيطرة وتقرر في مصير القوميات الأخرى وهذه كارثة حقيقية للمجتمع العراقي وتستغل بعض الأطراف وتسخره لصالحا و الإعاقة في سير العملية السياسية إلى الأمام ،والكل يعرف إن الصراع على السلطة هو الأساس في الخلافات حيث بوجوده في السلطة سيحقق الكثير. ولذا من الأفضل أن تأجل هذه الإشكالات إلى أن يستقر الوضع الأمني في العراق ويتعافى من أمراض التخلف الاجتماعي وخاصة النفسية وليخلق أفاقا في أن يتعافى المجتمع بالسرعة الممكنة وللأسف ولحد الآن هذه الأفكار الشوفينية والتطرف الديني تسود في الشارع العراقي.

مصير المكونات الأصيلة إلى أين؟
من المبادئ الأساسية التي كان يناضل الحزب الشيوعي طوال هذه الفترة هو مبدأ حقوق المواطنة والعدالة والمساواة في المجتمع و أمام القانون وان يكون دور الإنسان بحد ذاته الأساس في عملية بناء المجتمع وليس وفق انتمائه الديني أو القومي. وحتى عند مناداة الحزب بتقرير المصير لا يعني هذا المبدأ بإمكاننا التعامل معه بشكل مطلق وإنما يأتي وفق آلية معينة وفيه يجب أن تتوفر جميع المستلزمات لتحقيق ذلك ويلعب الوعي الاجتماعي دورا في تحقيق ذلك.
وفي عراق اليوم تشكيلات أثنية ودينية وقومية مختلفة وإذا تم تفضيل فئة على حساب فئة أخرى ستفتقد المعادلة مضمونها وهذا ما يحدث فعلا في العراق والمتضررة هي المكونات الأصيلة في المجتمع العراقي فبكل اعتزاز نستطيع القول بوحدة العراق سنضمن حقوق المكونات الأصيلة و مبادئ الحزب الشيوعي هي فعلا الكفيلة في أن تحمي حقوقهم وتنير لهم الأمل في مستقبل العراق وتحت شعار " وطن حر وشعب سعيد"

السويد في 2009-03-29










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ