الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول اشكالية المفهوم

كاظم الحسن

2009 / 3 / 31
الادب والفن



ليس جدلا محتدما في الاوساط الادبية والثقافية والسياسية حتى الان حول مفهوم ما مثلما هو محتدم حول مفهوم الحداثة فكل طرف يعتقد انه الاقرب الى ليلاه واحداثته. اما من يسعى الى رفض الحدا ثة يحاول ان يجد لها بديلا ويطلق عليها بــ (الفكر الفلسفي)، وهو بذلك ينسى انها نظام حياة في كل تفاصيله وتنوعاته، تطرح فيها الرؤية عن علاقة الانسان مع ذاته والعالم والكون وبهذا لايمكن تجزئة الحداثة واقتصارها على نمط معين من الحياة.

لقد كان هناك اعتقاد بان الشعر العربي ينبغي ان تكون له مرجعية ونموذج واصول لاينبغي الخروج عليها والا اصبح الشاعر متهما بالشعوبية مثل الشاعر ابو نؤاس او افساد الشعر العربي، كما اتهم بذلك الشاعر ابو تمام، ولما كان الشعر في جذوره يعتمد على الشفوية الجاهلية وهي ثقافية صوتية ـ سماعية، ومن جراء ذلك اصبح الشعر مدونا في الذاكرة عبر الرواية، مناقضا للفكر، حسب البيئة الصحراوية التي نشأ في احضانها وعليه فان الحداثة تعيش في البعد المديني والحضري بقيمه ورموزه، وتتحرك في افق الغرابة والتفرد والابداع. ويرى الشاعر ادونيس اوهام الحداثة السائدة في الظاهرة الشعرية:
1. الوهم الاول الزمنية: فهناك اتجاه يرى ان الحداثة هي الارتباط المباشر اليقظ باللحظة الراهنة، واضح ان اصحاب هذا الاتجاه ينظرون الى الزمن على انه نوع من القفز المتواصل التراتبي، بحيث ان مايحدث غدا متقدما بالضرورة على ماحدث امس، وان مايحدث غدا متقدم عليهما معا.
2. الوهم الثاني هو الاختلاف عن القديم. اصحاب هذا القول يرون ان مجرد الاختلاف عما سبق دليل على الحداثة. وهذه تعني تضاد الزمن القديم بالزمن الجديد وتنفي ذلك نصوص ابي نؤاس او النفري والتي هي اكثر حداثة من نصوص شعرية معاصرة.
3. الوهم الثالث هو المماثلة، ففي رأي يعظم ان الغرب مصدر الحداثة وتبعا فهذا الرأي لاحداثة خارج الشعر الغربي ومعاييره اي لاحداثة الا في التماثل معه.
4. الوهم الرابع هو وهم التشكيل النثري. ويرى اصحابه ان مجرد الكتابة بالنثر من حيث انها تختلف مع الكتابة الوزنية القديمة وهذا القول هو الوجه المقابل للقول التقليدي ان الوزن وحده الشعر، والنثر اي ان كان نقيضا للشعر.
ان اضفاء هالة القداسة على الشعر العربي القديم، له دوافع سياسية ودينية تحاول اعطاء شرعية وبعد قومي بعيدا عن الصور الفنية والتمثلات الابداعية لذلك يصبح كل ماهو مقبول وجيد في افق الماضي ولما كان امتزاج الدين بالسياسة على طول التاريخ، يصبح التفكير والكلام في الحداثة هو خروجا عن النسق العام.
وحتى مفهوم الحداثة لغويا هو يشبه بالخروج او الطارئ الذي ليس له اصول او جذور، وبهذا فأن هذا المفهوم يشكل تحديا خطيرا لنظام الهيمنة والتسلط او يطلق عليه الخروج عن السرب، ويصف ذلك ادونيس وكانت السلطة تسمي جميع الذين يفكرون وفقا لثقافة الخلافة بـ (اهل الاحداث) نافية عنهم بذلك انتماءهم الاسلامي وفي هذا مايوضح كيف ان عبارتي (الاحداث) (والمحدث) اللتين وصف بهما الشعر الذي خرج على الاصول القديمة تجيئان من المعجم الديني وفيه مايوضح كيف ان الحديث الشعري بدا للمؤسسة السائدة كمثل الخروج السياسي والفكري خروجا على ثقافة الخلافة ونفيا للقديم النموذجي ومن هنا نفهم كيف ان الشعري في الحياة العربية امتزج بالسياسي ــ الديني ولايزال يمتزج به حتى الان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياسمين سمير: كواليس دواعى السفر كلها لطيفة.. وأمير عيد فنان


.. تفاعلكم | بعد حالة الطوارئ الثقافية التي سببها في الرباط، حو




.. تفاعلكم | مخرج فيلم -آخر سهرة في طريق ر-، محمود صباغ، يرد عل


.. أحمد السقا يروى كواليس تعرضه للخطر في أفلامه ونجاته من الموت




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 13 مايو 2024