الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في المجموعة الشعرية

عبدالزهرة لازم شباري

2009 / 4 / 1
الادب والفن



((مملكة ما وراء خط الاستواء))
للشاعر المبدع ئاوات حسن أمين
كان لشاعر هذه المجموعة الشعرية رؤيته الحادسة ونبراته الجريئة في العديد من قصائده الجميلة التي ضمتها ((مملكة ما وراء خط الاستواء )) التي قد تكون مخلخلة أحيانا من جراء عملية الترجمة على ما يبدو ‘ لان مجمل هذه النصوص لابل جميعها غنية بصورها وايحاءاتها ورؤاها الا إنها عند الترجمة تفقد الكثير من هذه الصور التي يرسمها الشاعر
لا ادري ماذا يعتريني عند التبحر في قلب هذه القصائد المعبرة لشاعر أثير لدي ولدى كل نازع نحو التمرد ضد قوى الاستكبار والظلم التي حاولت وتحاول النيل من هذا الشعب المظلوم بكل أطيافه وقومياته واديانه00 الا وهو الشاعر المبدع ئاوات حسن أمين الذي ترعرع وتربي في تلك البيئة الباردة في شمال العراق ذات المطر والثلوج والأفق المطل على القامات الجبلية الشماء في مدينة السليمانية والطبيعة متنوعة العناصر والآيات الموحية الى تنمية الرؤية واختزال الخيال في الطاقات الرمزية والدلالية التي تدل عليها هذه القصائد التي ضمتها مجموعته0
ابدأ بالعنوان الذي حقق على ما اعتقد هوية النصوص في هذه المجموعة ، لان الهوية تكمن في العلاقة بين المضمون دائما والعنوان الذي يحاول المبدع ان يبرز مدلولاته وفحواه من خلاله ، ولأن اختياره لهذا العنوان فيه الكثير من الدلالات والتفسيرات كأن تكون مملكته بعيدة كل البعد عنه بحسب ما أراد ، ومن يصل إليها لا بد له ان يحزم أموره ويركب الصعاب كي يصل الى ما وراء خط الاستواء "" ان من يقرءا قصائد هذه المجموعة ويقف عند كل مقطع منها تستوقفه وبلا شك قوتها البلاغية التي تتمثل بالمحافظة على غنائياتها ذات البعد الآنساني والتدفق اللغوي الذي يسير على وتيرة الإيقاع الوصفي للحدث الذي نراه يؤثر التأثير الفسيولوجي في خلجات الشاعر ورؤاه مما يؤدي الى إظهار التأثير في نفسيته من خلال عملية النظم لهذه المقطوعات الجملية كما في قصيدة ((الشك في سيرة فرهاد )) الذي ترجم حكاية الحب العذري بين شيرين وفرهاد وفي مرثياته ((لموت صقر المهداة الى الشاعر بلند الحيدري ، ((تجليات ليلية )) و((سيل من الدموع لموت نهر ))المهداة الى الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي يقول فيها
((بكى ((تانجرو ))لفراقك
يا أبا فرات
كما بكت دجلة لموتك
والفرات
ياعاشقا" زدت العشق
رونقه ومناضلا زدت النضال عبرا"))ص47
بهذه الكلمات التي اعتمد فيها الشاعر المبدع ئاوات على كثافة الوصف اذا ماتأملنا المقطع جليا" والترابط القائم في فضاءاته التي تعد المكون الذي يمد المرثية بكاملها بالصورة الفنية الدقيقة التي تجلو واقع الذات من خلال انكساراتها التي تبدو

واضحة وضوح الشمس على نفسية المبدع والحق ان الشاعر يتربع على قمة مملكته التي تقع ما وراء خط الاستواء
وينظر الى ذلك الأفق البعيد الى ادواته وشخوصه ليعبر بصدق وحميمية متزنة عن الذات في تحولاتها في قصائده التي ترثي الزمن الذي الم الماما" قاسيا" على أهل بيئته في كردستان او في عموم وطنه الكبير العراق او مع محبيه ممن يرثيهم في دموع يسطرها في سفط ليضعها على جيد الزمن ابتداء من قصيدته ((كلمتان مباركتان الى أمي )) التي يحاورها بهذه البراءة الطفولية الحنونة وكأنه يخاطبها وينعتها بالعاطفة الخصبة ويحاول الربط بين هذه العاطفة والوطن العزيز عليه000والى أخر قصيدة له في هذه المجموعة :ـ
((حتي أقاصي القهقهة بكاء ))
((حتي أقاصي التجمد احتراق )) ص41

ويختمها بسقوط التغريد الجميل العذب من منقار العصفور وهو على شجرته ا لذي اعتاد التغريد عليها 00 وسقوط الشعر من فم الشاعر الذي لابد ان يقوله وهو في حالة المخاض عند كل لفظة وكل هيجان كما البحر يلفض لآلئه ومحاراته ليسجل نوطةالهيام المشبع بانكسار الذات وصراعاتها مع الزمن القاسي ، فالتحديد هنا ليس اعتباطيا" او منحدرا" بصورة سهلة وطبيعية بل جاء نتيجة خلجات مرت كتعرية العصور والأزمنة القاسية لتختزل هذا الإحساس الذي يشعر به الشاعر في سياق قوة الصدمة التي تحيط به في إثناء كتابته لهذه التجليات إذ ان الذات تواجه ما هو أصعب منها وكثير وبذلك فان الضغط الواقع عليها يؤدي الى التأثير الشديد مكونا هذه التأملات :
فالكثير من هذه الصور الشعرية الموحية التي تبدو للشاعر المبدع مثل سيمفونية يقدمها للمتلقي في صور متوالية مع بعضها لتشكل هذه اللوحة وهذه التأملات :
ففي تأملاته المهداة الى الشاعر كاظم السماوي ص109 والنبرة المكتوبة بها هذه الومضات ، توحي للقارئ بان الشاعر ئاوات يكتب حكم شعرية ذات إيحاءات حسية متوالية بهيئاتها المختلفة التي تذهب بفكر القارئ الى عمق الإحداث كما المثل يؤدي تلك الوظيفة إإ ففي هذه الومضات بحق دروس لاتخلو من صور جملية ومفيدة اذا ما أدركها المرء وحاول التعمق فيها فقوله :
((اذا لم تر مشا هد القتال عن قرب لست جديرا" بالشجاعة ))
(( الموت مصير كل إنسان ولكن الخالدين قلة ))
(( من الذكاء ان توجه شراع سفينتك صوب الريح بعكس تيار الماء ))
((المنافي كتب تعلمك دوما" دورسا" جديدة ))
((لا تدر ظهرك الى عدوك )) ص109و 111
وغيرها من هذه الومضات المعبرة التي ينطلق فيها الشاعر من الذات المتألمة ليعبر عن العديد من القضايا والهموم السياسية والاجتماعية والنفسية ويحبك هذه المعاناة التي تظهر عليه بومضاته الموحية كحكم ينشرها بهذا الشكل ، وعلى الرغم من إحساسه ورغبته الملحة بان تكون مفهمومة لدي الناس وإنهم يحسون بما يتألم منه
الا انه في النهاية يكتشف ان لا فائدة من ذلك لعظم تشابك المعضلات والمشاكل وانعزال الشاعر عن من هم اقرب الى ذاته وأخيرا يهدأ الشاعر من تجواله ما بين هذه البراعم المتشبعة بالعذوبة التي تمد المتلقي بموسيقى غريبة تأتي من حلم الإبداع والعيون المحملة بالنرجسية ليعبر الخطوط الى ما وراء خط الاستواء


مملكتها لفريدة لينفض عن كاهله الغبار المتراكم من جراء سفره هذا ليستريح تحت ظل شجرة الحب التي قال عنها بأنها تتسع الى الجميع مخاطبا" الشاعر ادونيس 0
((لأتشك فيما ،هل احبك )) وخاتما" المقطع معه000
((لذا فأن حبك حقيقة حلوه
لان كل ما جرى قبلك 000باطل عندي )) ص138
وهكذا يختتم الشاعر المبدع ئاوات حسن أمين سيمفونيته المحببة بهذا الإيقاع الجميل من قصائده الغنائية وبلاغة النثر السامي الرفيع الذي لا يخلو من مرارة الضيم وقساوة
الإحساس بالظلم إمام هذا العالم الشرس وبين ذئاب كان ديدنها القتل والإجرام إإ

في الــــــــــبصرة
5-2-2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب