الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لفتة الى المبدعين المغتربين

كوهر يوحنان عوديش

2009 / 3 / 31
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


لا احد يستطيع لوم وعتاب اعضاء حكومتنا المنتخبة ذات الصبغة الديمقراطية الاتحادية الفدرالية المتنافرة المتناحرة المتشاجرة المتنازعة، على قصورهم في اداء مهامهم وواجباتهم تجاه المسؤوليات الكبيرة والمتشابكة التي اخذوها على عاتقهم بشكل طوعي ودون مقابل طبعاً في هذا الزمن العاصي والظرف الاستثنائي الذي يمر به البلد، لان الامراض التي اصيبوا بها كثيرة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر مرض فقدان الضمير الذي يفقد صاحبه كل مباديء الضمير ويعمل بالضد من كل مباديء الانسانية لارضاء شهواته وجشعه، ومرض جنون الشهية الذي يتحول المصاب به الى كائن غريب يبتلع ما يعترض طريقه من حياة ومال بغض النظر عن الجنس واللون والعرق والدين واللعنات والدعوات التي تلاحق هذا المال الزقوم الذي اعمى بصيرتهم وعطل عقولهم .... وغيرها من الامراض الغريبة والعصية على الطب الحديث التي اصيب بها قادتنا الجدد جراء جهدهم الاستثنائي للخروج بالوطن من محنته والرقي بالمواطن العراقي الى المنزلة والمكانة التي تليق بتراثه وتاريخه وحضارته، لكن اغرب هذه الامراض هو مرض نكث الامانة الذي ابتلى به اسيادنا الجدد جراء فقدانهم لجزء من ذاكرتهم، وخصوصاً الجزء المتعلق بالوطن والشعب بعامته من عمال وموظفين ..... وصولاً الى المثقفين والمبدعين الذين يعيشون خارج الوطن منذ زمن طويل بسبب معارضتهم للنظام السابق او عدم الانسجام مع سياسته الداخلية منها والخارجية، ولا اظن بان حال هؤلاء يحتاج للشرح او التفسير او التعليق خصوصاً لحضرة المسؤولين المحترمين الذين يعرفونهم اكثر مني ومن غيري لانهم اقاموا وعاشوا سنوات العوز والحرمان مشتركين بالالم والعذاب جنبا الى جنب، فمنهم من توفي في الغربة ودفن هناك تاركاً وصيته بيد الاحباب والاصدقاء املاً في نقل جثمانه الى الوطن يوماً ما، ومنهم من يعيش امل اللقاء لاعناً يوم الفراق ومسببيه، ومنهم على فراش المرض يتحسرون على الوطن ويبكونه بدموع من حديد، فلو ذكرنا اسماء كل الادباء والشعراء والفنانين والكتاب والروائيين الذي هجروا واغتربوا فان القائمة ستطول والتاريخ يصبح عذاب وشجون واسماء كبيرة ضاعت بين الدول والمحطات.
كان على الحكومة العراقية ان تهتم بمصير ومستقبل هؤلاء المبدعين وتشجعهم على العودة واذا تعذر ذلك فعلى الاقل حثهم بطريقة او باخرى على الاستمرار، لكن نصيب هؤلاء من مكارم! القادة ( كل فلس يحصل عليه الشعب من اموال الدولة التي هي امواله اصلاً يعتبر مكرمة او هبة من قبل المسؤولين يجب شكرهم واقامة الصلوات لاجلهم ) لم يكن بأحسن وافضل من نصيب عامة الشعب الذي اهمل وهضمت حقوقه واغتيلت اماله، فهؤلاء الذين حملوا الغربة وهمومها كل هذه السنين كانوا يأملون في حكومة تحقق البعض من احلامهم وليس كلها، على الاقل ان يقدروا ويشعروا بمواطنيتهم وينعموا بوطنهم وخيراته ولو بجزء صغير من ما تلذذ به الاغراب والمحتلين، فمعظم هؤلاء كما نعرف فقراء الحال وبالكاد يدبرون قوتهم ومصاريفهم اليومية لكنهم رغم ذلك صابرين ومتحدين ويرفضون الانحناء كما رفضوا في الماضي، وبدلا من مكافئتهم وتعويضهم باقل ما يمكن عن تضحياتهم الكبيرة اهملوا واصبحوا رقماً مهملاً في المعادلة الحسابية لمقتسمي السلطة في عراقنا الجديد، وكي لا اتهم بالتحزب والتحيز لن اذكر الاسامي لمبدعين مرضى بحاجة ماسة لدولار! لتغطية نفقات علاجهم لكن ادعو حكومتنا الموقرة الى التفكير قليلاً بالمبدعين العراقيين المغتربين الاموات منهم والاحياء، بنقل رفات المرحومين منهم الى الوطن ويساعدوا من بقى على الحياة براتب يوازي راتب حماية وهمي! من حمايات المسؤولين الكرام ويتكرموا على المرضى بجزء صغير ( ليكن هذا الجزء 1% فقط ) من نثرية مسؤول صغير! ليستطيعوا دفع اثمان المستشفيات والاطباء والادوية، ولكم على ذلك اجر عظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر