الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدرس الاول في التربية الشيوعية

حسب الله يحيى

2009 / 3 / 31
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


دائماً..هناك بذرة بكر تتنفس الارض من خلالها،مثلما..هناك كلمة تصبح،كما الوشم دائم الحضور في العقل والقلب والاحساس..
تبقى هذه الكلمة..كما النجمة الاولى في سماء متسعة،مخترقة الظلام،متجاوزة مساحة العتمة والسكون والغربة والابعاد..
هذه البذرة/الكلمة..كانت أشبة بالومضة التي يستحيل على المرء نسيانها في وقت كان يستحيل على المرء سماعها،أو قبول الآخر بها،ومن ثم البوح من خلالها.
الكلمة عادية..عادية جداً في التداول اليومي الاستهلاكي،إلا أنها جاءت كبيرة المعاني،شديدة التأثير.
والمشهد كما جرى..إن أخي البكر الشهيد: وعد الله يحيى النجار قالها بطريقة الخشوع والرغبة الملحة الصادقة في القبول بها..وما كانت بي حاجة الى سماعها..فقد ذابت الاسباب،وما كنت في حالة حقد ولا نقمة ولا غضب ولا حاجة الى سماعها..ذلك أنني لست ممن يتوسل ندم الآخرين والقبول بأخطائهم حال سماعي إعتذاراتهم..لكنني حين سمعتها من أخي..كانت قد تشكلت عندي غابات من المحبة،وسماوات من الألحان العذبة.
كان ثمة سوء فهم،تلقيت بسببه سخط أخي وتوجيهه وتوبيخه وضربة موجعة على الخد..ما كنت أتوقعها ممكن أكن له إحتراماً وحباً أبلغ من البلاغة..لكنها صدرت من أخي الذي أباهي نفسي به.
وخجلت حتى من صمتي..واخترت زاوية أوضح فيها لأخي عجالته في غضبه وإستيائه مني..
كتبت له حقيقة ماجرى،وجعلت الصورة أمامه جلية صادقة،بحيث لايمكن له إنكار صدقي في روايتها..وتركت (ورقة الايضاح) في مكان بارز قرب سريره..
وعد الله..قرأ الورقة..وأحسست أنه قرأها أكثر من مرة،وجاءني مقبلاً ومعتذراً محتضناً.. قائلاً (المعذرة) أخطأت،سامحني..
ولم أجد من سبيل مداراة خجله مني،وخجلي منه سوى إحتضانه،كما لو أنه كل أنفاسي،كما له كل قطرة حبة في دمي.
هذه الومضة التي توجه بها إليّ أخي وعد الله النجار الذي كان يتجاوزني عمراً وتجربة ووعياً ومسؤولية وموقفاً وأنا الصبي المرهف تارة،والكاتم لغضبه تارة أخرى..فيما هو الرجل / المعلم والحكيم في العائلة..كان يعني الشيء الكثير.
هذا إذن طبع كل شيوعي آثر أن يكون أمام الحقيقة وهي في كامل وضوحها،وهذا هو المبدأ المضيء الذي يحمله هذا الرجل ويفتدي حياته من أجله..وهذا هو العقل الحي الذي لايعاند نفسه،ويكابر روحه عن سوء فهم.
وعد الله..الشيوعي الذي أشاع كل قيم الفضيلة في العائلة.يعتذر لأخيه الذي يصغره بمسافة طويلة من السنوات.
أوضح قائلاً:
لم لا..حين نخطيء لابد أن نعتذر،وحين نعرف حقيقة الامور..يحسن بنا إصلاح العثرات حتى لانقع فيها مرة أخرى.
كانت شيخوخة أبي تتأمل،وأمي بالكاد تسمع وقد لاتفهم تلك الكلمات ولكنها تحس بوجودها على نحو ما..وكانت جميع أخواتي يجتمعن على إحترام نور العقل الذي يحمله أخي،وكيف عالجت سوء الفهم معه بحيث أوضحت له الامر.
منذ ذاك الحدث العائلي،وأنا ممتن لذلك الدرس الذي تعلمته من أخي الشهيد الذي تحول عندي الى نخلة باسقة وشمساً أزلية وجبلاً من الرسوخ..حتى وجدت نفسي أنحني إجلالاً لنخلة تساقط رطباً،وشمساً تملأ الكون ضياء،وجبلاً تترسخ في قمته المباديء والقيم والمواقف الراسخة التي ترفض ان تذوب وتتلاشى.
تلك الحالة..جعلتني ادرك مع أبي وكل أفراد عائلتي أن هذا الشيوعي الأصيل الذي هو أخي..ليس إنساناً عادياً يمر على الاشياء والعالم مروراً عابراً..وإنما يرى الاشياء والعالم من خلال رؤى أكثر عمقاً ودلالة ووعياً.
وبتنا ندرك جيداً ان هذا النموذج الأحسن من الحسن الذي يحمله أخي في أعماقه كبير ومهم وجدير بأن يتحول الى جذر راسخ في نفوسنا وعقولنا..بحيث نتبين من خلاله قيم كل الشيوعيين الذين نعرفهم عبر صداقات أخي وعبر من لانعرفهم ألا من خلال سلوك صميمي يجسد صورته أخي.
كان الذي جرى بسيطاً..كما قد يتصوره البعض،فيما كان يصنع إرادته في أعماقنا حتى أصبحت كل قيم العقل والفضيلة والنزاهة والاخلاق الحميدة..صورة مكبرة لابد أن نحترمها من خلال هذا الشيوعي الأثير الذي هو أخي..أخي وبحرارة أحسد عليها وأنا فخور بها.
وعبر اليوبيل الماسي للشيوعيين العراقيين..تنفع الذكرى..والذكرى تبوح وتشع وتملأ الكون الذي يؤمن بأنسانيته كل شيوعي نبيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعدالله النجار الشيوعي الباسل
أبو نبراس ( 2009 / 3 / 30 - 21:31 )
مجداَ لكل الشيوعيين البواسل الذين رفعوا راية المجد خالدين مدى الدهر , مجداَ لابن نينوى الثار الشجاع ,, حتى في سجنه كان الجلادين يحسبون له ألف حساب ,أنجبت نينوى عبد الرحمن ومثنى القصاب ابو ثابت وهناك الالاف من الجنود المجهولين ,, الذين أنارو طريق المجد للاخرين ,, فطوبى لك أخي حسب الله على هذا الاخ الشيوعي الحقيقي


2 - مجدا وخلدا
ناصر عجمايا ( 2009 / 3 / 31 - 01:08 )
مجدا وخلدا للشهداء الذين اناروا الطريق للاجيال وعبدوها فكرا وثقافة وموقفا صادقا ونقدا بناءا وتراجعا امام الحقيقة لتثبيتها صدقا ومحبة بصلابة لا تلين ولا تتبدل.
تلك هي مواقف ودروس للشيوعيين وفعلا انه الدرس الاول الذي تعلمناه من الشيوعيين القدامى الذين نفتخر بهم في نينوى من امثال القصاب وابو جوزيف وابوعامل ومحمد جاسم ومثنى والمثات الذين نذروا نفسهم من اجل الوطن والشعب
مجدا وخلدا لهم جميعا


3 - طوبى للشيوعيين الخالدين
عربي الخميسي ( 2009 / 3 / 31 - 08:22 )
اقدم جزيل شكري واحترامي للاستاذ حسب الله يحيى النجار على هذا المقال لتخليد ذكرى احد الابطال الشيوعين البارزين وعد الله النجار
سيدي الاستاذ حسب الله يحيى الموقر
هذا المقال يذكرني بالشهيد البطل اخيكم وعد الله النجار وتاخذني الذكرى الى سنين ماضيات الى سنة 1961 وما ارويه الان شهادة عيانيه وليست عن سماع فقد عشت معه بسجن نقرة السلمان الصحراوي سيئ الصيت وعن قرب ابهرتني شخصية البطل موضوع الحديث وفي تلك الفتره من الزمن كيف فرض شخصيته المميزه على جميع من كانوا داخل السجن حتى اؤلئك السجناء من غير السياسين واصبحوا الاقرب الى توجهات الافكار التقدميه والشيوعيه بتخليهم عن افكارهم الاجراميه عن طيب خاطر وان يكسب احترام وتقدير ادارة السجن يوم كانت تتكالب عتاصر الرده للاجهاض على ثورة تموز الخالده .. كان الشهيد وعد الله النجار قائدا سياسيا متواضعا صبورا مرموقا وانسانا مثقفا واداريا وعلى خلق رفيع
ومع الاسف فقد العراق بطلا من ابطاله التقدمين الميامين المضحين من اجل بناء وطن حر وشعب سعيد سقط وعد النجار البطل على ايدي زمر الغدر والخيانه المجرمين واعوان الاجنبي والمتامرين على ثورة تموز سنة 1958
الخلود والذكرى الطيبه للبطل الشيوعي الرائع وعد الله النجار ابن نينوى البار وصحبه شهداء ال

اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني